بمناسبة تجديد البيعة ومُضي عام للملك المُفدى صاحب الإرادة القوية والقول الفصل.. سلمان بن عبد العزيز لم يكن جديداً على الحُكم فقد حكم مدينة الرياض عاصمة البيت الكبير المملكة العربية السعودية خمسة عُقود ونيف، فهو الذي أفنى شبابه ونذر نفسه لخدمة دينه ووطنه ومليكه حتى تسنّم عرش الحكم، مرت سنة على توليه رعاه الله مقاليد الحُكم كانت حافلة بالإنجازات في وقت تعصف بالعالم مشاكل واضطرابات وقلاقل وعدم استقرار في كثير من بلدان العالم، لم تتأثر بلاد الحرمين الشريفين مملكتنا الغالية، ما قام به راعي نهضتنا على تخطي المصاعب والظروف بحنكته السياسية وباعه الطويل ونظرته الثاقبة... أجلّ وأعظم هذا الإنجاز هو الدولة الحديثة بدخول الأحفاد إلى ولاية العهد والوقوف بكل صلابة ضد الطامعين والحاسدين وصدهم جرّاء عدوانهم على تراب وحدود وطننا المعطاء.
وقوفنا مع اليمن الشقيق وتلبية النداء في صد العدوان الحوثي والمخلوع صالح على أراضيه وانقلابهم على الشرعية، إنما هي شجاعة ونخوة سلمان الإباء والإقدام، تنفيذ حُكم الله عزّ وجل في المجرمين الذين استباحوا الحُرمات وسفكوا الدماء البريئة وحتى في مساجد الله لم يسلموا من سفههم وطُغيانهم وغيّهم.
تصدّى لسلوك إيران المُشين وقطع العلاقات مع هؤلاء الصفويين والدمويين، جمع كلمة المسلمين في التصدي للإرهاب ومُحاربته، قرارات في مفاصل الدولة، تغيير بعض الوزراء لمصلحة الوطن والمواطن ولا زالت مُعطيات الخير تهطل وتتدفق.
إن ما نشهدهُ من رغدٍ في العيش وأمن في الوطن والحمد لله دليل على ماتوليه قيادتنا الحكيمة بالمكان والإنسان، لقد استوعب الشعب الكريم الواعي وفهم الدرس وما يدور في الخفاء من قبل أعدائنا والمُتربصين بنا، وهو النيل من شبابنا وشاباتنا ليفسدوا أخلاقهم واختراق عقيدتهم إلا أنهم والحمد لله عقيدتهم راسخة ولن يستطيعوا بإذن الله اختراق هذا الجدار الصلب وقوة التلاحم بين القيادة وأبنائها.
حاول هؤلاء المرجفون إيجاد فجوة بين القيادة وأبنائها لكن الله مُحبط كيدهم، كان تدبيرهم في تدميرهم ووقعت الدائرة عليهم بفضل الله.
شعبٌ واع يثق في ولاة أمره والحمد لله، لقد أدركوا بثاقب بصيرتهم أن هؤلاء الأعداء والأوغاد يُريدون تفتيت لُحمتنا والتصاقنا بقيادتنا والحمد لله منذُ الأزل، يوم أن وحّد هذه البلاد الملك المؤسس طيّب الله ثراه.
لقد قدّم الشعب بيعته الصادقة إلى سلمان الحكمة ليعيش هذا الوطن آمناً مُستقراً (سهام وغيظ الأعداء) يُقابلها دروع الأوفياء تتكسر وتتحطم عليها كل أهدافهم الخبيثة والدنيئة.
أطلّت علينا هذه الذِكرى والمملكة تعيش في فيض من النِعم والانصهار مع القيادة الراشدة، أضحت هذه البلاد محط أنظار العالم هيبة ومنعة ورخاءً واستقراراً وأمناً وارف الظلال، رغم ما يعتري العالم من أزمات ومصائب التي ما فتئت تلازم المحيط العربي، والإقليمي، والعالم.
مُضي عام في عهد ملك الإنسانية هو في عُمر الزمانَ أيام معدودات، لكنه في حجم الإنجاز أعوام يشعر فيها المواطن والمقيم بالفخر والعزة والمجد، وقد شهدت المملكة في هذا العهد الزاهر تحولات جذرية تجسّدت في الأوامر الملكية التي توضح نهج الدولة الفتية في السير على طريق تثبيت دعائم الاستقرار السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي الذي تنعم به بلادنا منذُ تأسيسها والحمد لله.
نجدد في هذه الذِكرى المُباركة الولاء والسمع والطاعة لمليكنا المُفدى سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
حفظ الله عزّ وجل هذه البلاد الغالية وحفظ قيادتها وعُلماءها ومواطنيها ومُقدراتها وأدام عليها نعمهُ ظاهرة وباطنة.
هذا عام جديد لملك الشجاعة والحزم والعزم والأمل، هذا تلاحم درعه الصخور وحماية الثغور، عام الحزم والإنجازات والدفاع عن التراب والوطن والمُقدرات، عام الوقوف مع الأشقاء ضد الحاقدين والأعداء، عام ضد الإرهاب ليوصد في وجوههم كل باب، عام جديد لتحالف إسلامي يفلّ الحديد، الملك سلمان بن عبد العزيز، رجل خبرة مُحنك كيّس فطِن صاحب رؤية، عقل رشيد وحُكم سديد.
هذه مملكة الخير ومليكها من إذا قال فعل، نظرة لقراءة المُستقبل والمُستجدات بإذن الله. الاعتماد على سواعد الأبناء والإنتاج، الإبحار السليم في سفينة الوطن ببحر من الأمن والأمان، هذا هو القائد المُلهم الهُمام ورجاله الذين يعملون، وينفذون تعليمات الملك الصالح بلا كلٍ أو مَلل، يتكامل العطاء ويزداد الطُموح والثقة الكبيرة في أبنائنا إن شاء الله تمضي مملكة الخير قوية راسخة تنصر الحق وتنصر المظلوم والمكلوم، وتقف مع أبناء شعبها الوفي تعمل كل ما تستطيع ليمضي هذا الوطن إلى الأمام عزيزاً شامخاً لا تهزُهُ الرياح الجوفاء ولا الأبواق الفارغة، يتحمل مسؤولياته تجاه مواطنيه وأمتيه العربية والإسلامية وكذلك الدولية، لا تأخذه في الحق لومة لائم يتسلح بعقيدته الراسخة وشتى العلوم والمعرفة والتقنية الحديثة بإذن الله.
- محمود أحمد مُنشي