أحمد بن سليمان العدل ">
الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري نائب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد.. نعمت الثقة السامية من الرجل السامي الملك الحازم سلمان الخير، سلمان الوفاء، سلمان العطاء، سلمان بن عبد العزيز وكفى.. منصب نائب وزير الشؤون الإسلامية ينثر الورد والعنبر فرحاً بمن تسنمه، وشدواً بمن عانقه.. إنه توفيق السديري.. وقليل في زماننا من يفرح به منصبه قبل فرحه هو به.. الدكتور توفيق السديري كان لي - بفضل الله - شرف العمل تحت يديه مباشرة في الوزارة، وكنت - وما زلت - مديناً له بالفضل بما اكتسبته وتعلمت منه.. الدكتور توفيق السديري لمن لا يعرفه لعلي أبوح بشذرات عن عمله الإداري {وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا}: أستاذ إدارة حيث تكون الإدارة، وأنموذج في العمل الجاد.. والحفظ والعمل.. يلقاك مبتسماً، ويعاملك بلطف.. يسمع بإصغاء، ويصغي برقي.. قمة في الخلق، وروعة في التعامل. عملت معه فوجدت فيه قلة الكلام وكثرة العمل وغزارة الإنتاج.. يمنحك وقته وهو منهمك بعمله..
المساجد والجوامع والدعوة والإرشاد عبء ثقيل، وهو أهل له - بإذن الله -.. المساجد المساجد المساجد يا معالي النائب تحتاج إليكم أكثر من أي وقت مضى.. يا تُرى ماذا تريد المساجد؟ وماذا يريد الراكعون الساجدون فيها؟.. نظرة من معاليكم إلى مكافأة المؤذنين ومرافق المساجد، وأخص بها (دورات المياه) - أعزكم الله والقارئ الكريم -. الجوامع تتشوق للمساتكم حول أداء الخطيب، واختياراته، وموعد دخول الإمام، ومكافأة الخطيب.. ونظرة أخرى تنتظر من جودة إدارتكم المعهودة حول المراقب وأدائه.. من هو مراقب مسجدنا؟ سؤال أطرحه بين يدي معاليكم، وأمنيتي أن تكون إجابته أن نجد اسم المراقب في لافتة المسجد.. كيف هو أداء المراقب؟.. كيف هي علاقة المراقب مع مرتادي المساجد بل مع الإمام والمؤذن؟.. هل صحيح أن المؤذن لا يعرف المراقب والإمام يتذمر من أداء المراقب وجماعة المسجد لم ترَ أعينهم المراقب؟.. هي أسئلة تحرك الراكد ليصفى.
وإن نسيت فلا أنسى خادم المسجد الذي ربما أصبحت وظيفته له رافداً مادياً أكثر مما هي أداء عملي.
وتساؤل ثان، أطرحه بين يدي معاليكم، عن الدعوة والإرشاد في المساجد.. وما رسالتها؟ وما المنتظر من إمام المسجد ومؤذنه في مجال الدعوة إلى الله؟.. لِمَ لا يكلَّف الإمام بالقيام بواجبه حول دعوة الناس وإرشادهم؟ ومَن لا يملك فن الإلقاء والبحث فلِمَ لا يقترح عليه قراءة كتاب (رياض الصالحين للإمام النووي) بعد العصر، وقراءة كتاب (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -) بين المغرب والعشاء؛ ففيهما - بإذن الله - الغنية الكافية عقيدة وفقهاً.
وثمة وقفة عند مراكز الدعوة والإرشاد والمكاتب التعاونية التابعة لها، وحاجتها إلى مزيد من التطوير وإبراز الجهود. ولعل ما يجمل أن يقترح إطلاق جائزة لمنسوبي الوزارة والدعاة العاملين بها، تحمل اسم (جائزة خادم الحرمين الشريفين للدعوة والدعاة بالمملكة العربية السعودية)، ويندرج في مضمونها فروع عدة، تشمل البحث الدعوي، والداعية النشيط، والمكتب التعاوني المتميز، والموظف الإداري المثالي.. إضافة إلى الإمام والخطيب والمؤذن المجتهدين.
عبء شؤون المساجد والدعوة والإرشاد عبء ثقيل، وثقة ولي الأمر - حفظه الله - تزيد من عظم المسؤولية، والمؤمل كبير، والعمل أكبر، والتوفيق والإعانة من الله، ومن توكل على الله كفاه، ومن استعان به أعانه.
- بريدة