عبدالخالق سعيد
هذه الأيام المباركة نحتفل بالذكرى العطرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز, حيث تحققت الكثير من الطموحات والإنجازات في عهده المزدهر بإذن الله.
نشأ الملك سلمان عاشقاً الإدارة الممنهجة والسياسة المعتدلة والعمل الإنساني والثقافي ما أهله تولي رئاسة الكثير من المسؤوليات والمناصب الرفيعة متميزاً بالعزم والحسم والحزم وقد ترجم - يحفظه الله - فن الإدارة والسياسة إلى الكثير من المنجزات الهامة بعد عام من توليه قيادة البلاد بخبرة تجاوزت الـ 50 عاماً جعلت منه ملهماً في مجال الحكم وقائداً شجاعاً وملكاً قولاً وفعلاً.
وخلال عام واحد انحاز الملك سلمان إلى المواطن الذي يمثّل همه الأول والأخير بتوفير المزيد من الخدمات وبتوجيهه الكريم بالإسراع في تأهيل القديم منها مؤكداً على ضرورة توفير ما يهم المواطن من سكن ومعيشة وصحة وتعليم واتصالات ومواصلات وترفيه وهي إنجازات جاءت كنتاج طبيعي للتجربة الرائدة وهمة القائد القوي.
ومن أهم الإنجازات في عهد الملك سلمان استمرار التوسعة العملاقة للحرمين الشريفين التي فاقت كل التصورات والتقديرات, حيث تعتبر من أكبر وأضخم المشاريع الإنشائية على مستوى العالم, وقد شكلت إبداعاً هندسياً في فن العمارة الإسلامية والتصاميم المعمارية, حيث أذهلت من وقف عليها أو من شاهدها من خلال النقل الحي المباشر أو من خلال من كان له شرف مشاهدتها على أرض الواقع كونها إعجازاً حضارياً لم يشهده التاريخ من قبل, وتأتي هذه التوسيعات تحت رعاية ومتابعة شخصية من لدن الملك سلمان من أجل خدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار الذين تزداد أعدادهم عاماً بعد عام.
وفي بادرة تعتبر الأولى من نوعها انحاز - يحفظه الله - إلى الشباب ضاخاً دماءً جديدة في العمل التنفيذي والإداري, حيث سمح بدخول وزراء في الثلاثينات والأربعينات من العمر وهناك وزراء تم اختيارهم من القطاع الخاص بكفاءات عالية وتجارب طويلة.
وتميز العام من البيعة بإلغاء 12 مجلساً أعلى, وتعويضها بمجلسين اثنين فقط هما مجلس الشئون السياسية والأمنية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية نائب رئيس مجلس الوزراء, ثم مجلس الشئون الاقتصادية والتنموية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع النائب الثاني لمجلس الوزراء.
وقد أثبت الملك سلمان خلال عام على توليه القيادة مبادرات شجاعة من أجل الحفاظ على الكيان العربي والإسلامي وحماية الوطن من كل مكروه كما سجّل - يحفظه الله - حضوراً لافتاً في كل الاتجاهات بحيث ازداد صوت المملكة بروزاً في كل المحافل الدولية مع الحفاظ على العلاقات الأممية.
وقد حقق الملك سلمان خلال عام واحد الكثير من المكاسب الإستراتيجية على مختلف الأصعدة داخلياً وخارجياً فسجل سبقاً في الكثير من المهام الوطنية, ومن أهمها اهتمامه بالجيش العربي الملكي السعودي حامي الحمى وقلعة الدفاع عن الوطن كما تبنّى الدور الحاسم لمكافحة الإرهاب داخلياً وخارجياً, ومن أهم الإنجازات في هذا الجانب المصيري دعوته المباركة بتوحيد الصف العربي والإسلامي في تحالف عسكري وسياسي وحواري شهد له القاصي والداني في خطوة غير مسبوقة في العالمين العربي والإسلامي.
وعلى الصعيد الخليجي فقد أكّد على حتمية تعميق نهج التشاور والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي وصولاً إلى رؤية مشتركة في التعامل مع التحديات الراهنة بما يعود بالنفع والاستقرار على المنطقة وعلى الأمتين العربية والإسلامية ودول الجوار إضافة إلى أنه - يحفظه الله - قد جنّب بلادنا مخاطر جسيمة خطط لها أعداء الأمة بتمرير وتنفيذ مخططاتهم العدوانية التي تنم عن الكراهية, وكانوا يهدفون إلى استهداف بلاد الحرمين الشريفين وتهديد أمنها واستقرارها عن طريق عصابات مجرمة ومليشيات حاقدة.
فهنيئاً للوطن وهنيئاً لنا بهذه الذكرى العطرة وبالبيعة المباركة, وما تحقق من إنجازات كبيرة وعظيمة شملت كل مناحي الحياة في هذا العهد الزاهر وكل هذه المكتسبات, إنما تعكس وجه المملكة المشرق المضيء وهي تتقدم واثقة الخطى في ظل استقرارها وأمنها وأمانها.
نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد, وحكومتنا الرشيدة, وأن يظل وطننا شامخاً كعادته سابحاً فوق هامات السحب ترعاه عناية الله ثم جهود وحكمة مليكنا المفدى.
وقفة:
ملك أبهر العالم بعزمه وحسمه وحزمه.