غدير عبدالله الطيار ">
جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى مؤثراً، والكل كان متشوقاً له، حيث افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - السنة الشورية الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، وألقى - حفظه الله - الخطاب الملكي السنوي خطابا كان شاملا لجميع ما يهم المواطن في حياته على كافة الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، حيث اشتمل على مضامين كان في طليعتها التركيز على الأسس التي قامت عليها المملكة وما اختصها الله وشرفها من رعاية للحرمين الشريفين ورعايتهما وخدمتهما، ومسؤوليتها نحو ضيوف الرحمن وما وفرته الدولة لراحتهم والحرص على أمنهم واستقراراهم كما أكد حفظه الله على القواعد والأسس والمنطلقات والمرتكزات التي تقوم عليها بلادنا الحبيبة منذ تأسيس هذا الكيان العظيم على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه- حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وهي قواعد وأحكام الشريعة السمحة، كما وضح أهمية الوحدة الوطنية، واللحمة بين القيادة والشعب، ووقوف الجميع صفاً واحداً خلف القيادة في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا البلد واستقراره، وأن الجميع مسؤولون أمام الله، ثم أمام ولي الأمر عن الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن الغالي. وكذلك التأكيد على- أن مسيرة النماء والبناء والتقدم والتطور في المملكة مستمرة، ومتطورة بإذن الله عز وجل.
وللسياسة الخارجية مكان وأهمية، حيث بين خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - على أن المملكة ماضية في سياستها الرامية إلى دعم الأشقاء والأصدقاء ومناصرتهم ومؤازرتهم، ويتجسد ذلك من خلال نصرة الأشقاء في اليمن من خلال عاصفة الحزم، ثم إعادة الأمل، والعمل على إيجاد الحلول السياسية وفقاً للمعطيات الخليجية والعربية والدولية، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية، ومحاولة إيجاد حل سياسي للخروج بهذا البلد الشقيق من أزمته، وكذلك نصرة القضية الفلسطينية، وهي قضية المسلمين الأولى .وتجلى في خطاب ملكنا أهمية المواطن السعودي وهو هدف التنمية الأول وهذا أكبر دليل على أن اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن وثقتها في قدرته على العطاء وأنه أهم عنصر من عناصر التنمية المستدامة التي أضحت سمة مهمة من سمات العصر الزاهر في عصر الحزم والأمل، عصر الولاء في عهد سلمان السلام والعز, حيث جاءت كلمات الملك سلمان معبرة ومؤكدة على توجه الدولة الرامي إلى تنويع مصادر الدخل, وهو توجه محمود يهدف إلى تجنيب المواطن المخاطر الاقتصادية التي قد تواجهنا بسبب هبوط أسعار البترول, وحثه حفظه الله على تنوع مصادر الدخل لينعم المواطن بالاستقرار المعيشي.
وأننا نشعر جميعا أن خطاب ملكنا في مجلس الشورى خطاب للجميع في هذا الوطن ولمن عاش على ترابه ونال من خيراته. كلمات وعبارات أحسست الجميع بعظم الأمانة الملقاة على عواتقنا جميعا في هذا البلد صغارا وكبارا رجالا ونساء مستشعرين بأهمية وجودنا على هذه الأرض بلاد الحرمين الشريفين، فمن واجبنا إذن أن نكون مخلصين في حبنا وأن نوفي هذا الوطن جزءا ولو يسير مما أعطانا وأن نتذكر دائما نِعم الله الكثيرة التي تتفرد بها بلادنا الحبيبة على سائر بلاد الأرض، وفي مقدمتها تطبيق أحكام الدين الإسلامي الحنيف، وهو الدين الذي غرس فينا روح المحبة والمودة والإخاء والتعاون والتكاتف والتآزر، وهو دين الوسطية، ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب بكافة أشكاله. وكذلك نتذكر نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وهما ركيزتان أساسيتان لرقي الشعوب وتقدمها. وكذلك ما من الله به علينا من قيادة حكيمة واعية تبذل الجهد من أجل خدمة الدين والوطن والمواطن، وتسعى إلى ما يسعد المواطن في وطنه.