تونس: الحكومة تقرر إجراءات تنموية عاجلة والشباب يرفضها ">
تونس - فرح التومي:
لم تفلح دعوات التهدئة التي اطلقها نشطاء المجتمع الأهلي وعدد من الأحزاب السياسية في اخماد نار الفتنة التي انطلقت من محافظة القصرين باحتجاجات الشباب العاطل الذي ينادي بتوفير فرص التشغيل له وبارساء عدالة تنموية بين الجهات، حيث توسعت رقعة المظاهرات التي بدأت سلمية لتنتهي كالعادة الى اعمال شغب وحرق وعنف متبادل مع قوات الأمن التي تصدت لهم. فقد وصلت حمى الإحتجاجات الى محافظات ومدن أخرى خرج شبابها الى الشارع في محاولة لإيصال أصواتهم الى رئاسة الحكومة التي إتخذت إجراءات عاجلة لفائدة اهالي المناطق المحرومة رفضها هؤلاء واعتبروها غير كافية ولا تستجيب الى انتظاراتهم. وكان حوالي 1500 من المحتجين اقتحموا مقر محافظة تونس في قلب العاصمة تونس إثر تنظيم مسيرة احتجاجية انطلقت من ساحة محمد علي بالعاصمة وصولا إلى مقر وزارة الداخلية بدعوة من الاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل. وقال الكاتب العام للاتحاد العام لطلبة تونس، وائل نوار، بان المحتجين قد اقتحموا مقر المحافظة في حركة رمزية تشير إلى إمكانية افتكاك المقرات الحكومية من طرف المحتجين مثلما وقع أيام الثورة .وشدد نوار على أن عملية الاقتحام حركة رمزية وسلمية لم يتم فيها تكسير أو تهشيم مقر المحافظة بل تم خلالها الصعود إلى مكتب المحافظ وابلاغه أنه بإمكان المحتجين افتكاك المقرات الحكومية .وأفاد أن التحركات الإحتجاجية التي انتظمت على مدى الأيام القليلة الماضية انما تهدف الى التعبير عن التضامن مع المحتجين في المحافظات الأخرى وفي اولها القصرين وللدفاع عن المطالب المشروعة المتمثلة في المطالبة بالتنمية والتشغيل. ونبهت الوزارة الى خطورة الأوضاع واقترابها من الفوضى التي قد تستغلها هذه العناصر لتنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وفيما كان الأمن يتصدى للمظاهرات التي سجلت بجهات مختلفة من البلاد، طانت قوات الجيش الوطني تواجه سيارة ليبية حاولت اقتحام الشريط العازل على الحدود مع الجارة ليبيا مساء اول امس الإربعاء، حيث وقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين مما جعل راكبي السيارة يفرون الى عمق التراب اللليبي.