القحطاني : تنافس رواد الأعمال سيكون شرساً خلال الأعوام المقبلة ">
يجتمع عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين مع رؤساء كبرى الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة والأكاديمية بالعالم، في منتدى التنافسية الدولي 2016 الذي تنطلق أعماله في العاصمة الرياض الأحد القادم ( 24 يناير ), لبحث عدد من المواضيع والقضايا الهامة، مركّزاً بوصلته على (تنافسية القطاعات) التي يُتوقع أن يُشهد لها نمو كبير خلال الفترة المقبلة، لغرض تمكين الشباب ورواد الأعمال منها.
وعن هذا الموعد المرتقب أكد الدكتور محمد بن دليم القحطاني أستاذ المال والأعمال في جامعة الملك فيصل والخبير الاقتصادي، أن من القطاعات التي ستزدهر قريباً قطاع الاتصالات، وقطاع الطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية بكل جوانبها، وقطاع التجزئة الذي سيكون مفتاحاً كبيراً للشباب المتطلع والريادي, الذي ينشد أعمال صغيرة بأفكار كبيرة، والتي ستكون في يوم ما رافداً من روافد التنمية في المملكة.
وقال: «كل تلك القطاعات أتوقع أن تتنافس بشراسة خلال الأعوام القليلة المقبلة، ولكن الذي سيبرُز هو من سيقود التطور والتوسع الأفقي في أحد تلك المجالات».
وشدد القحطاني على ضرورة أن يبرز قطاع الطاقة خلال الفترة المقبلة، لأن المملكة رفعت شعار «الطاقة للجميع» منذ عهد الملك عبدالعزيز، ولم تستحوذ المملكة في يوم ما على النفط، وكانت الأم الحنون التي تعطي بكرم وسخاء لكل العالم، كي يستفيد من هذه الطاقة التي تخرج من أراضيها.
وعن القطاعات التي ستكون بطيئة في النمو، أوضح أنها سترتكز على القطاعات الزراعية، وقطاع الاتصالات، مرشحاً أن يكون القطاع العسكري من القطاعات الجاذبة للاستثمار خلال السنوات العشر القادمة، لأن أكثر من 25% من ميزانية المملكة هذا العام انصبّت في هذا القطاع. وأشار القحطاني أن كل تلك القطاعات والتخصصات ستخلق تنافسية المستثمرين ورجال الأعمال قريباً.
وبيّن القحطاني أن المملكة تمر الآن بحالة مخاض اقتصادي كبير، فالمملكة تشهد انخفاضاً في أسعار النفط في الوقت الذي لم تتأثر به الميزانية، وأيضاً طرح مبادرة التحول الوطني بقيادة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مبيناً أن كل تلك الأمور تطرح تساؤلات كبيرة تتعلق بمرحلة ما بعد انقطاع النفط، السؤال الذي يجعل جميع المهتمين والمتخصصين في حالة تأمل واستعداد لإبراز أهم القطاعات البديلة التي ستكون ذات قيمة مضافة إلى الاقتصاد الوطني.
وأشار القحطاني إلى أنّ عدداً كبيراً من قادة, ورؤساء دول العالم الكبرى زاروا المملكة مؤخراً، ليطلعوا على أوجه التعاون الاقتصادي، ومعرفة الفرص الاستثمارية المتوفرة لهم في المملكة، مطالباً الجامعات السعودية أن تستعد وتهيئ نفسها؛ للشرح وتعليم الطلاب عن المستقبل الذي يحيط بهم، حيث أن المستقبل لن ينتظر الجميع، وعلى المؤسسات التعليمية أن تمسك زمام المبادرة؛ لأنّ الوطن سيفتح الباب فقط لمن يفكر ويعمل بجدية.