لا مسافَةَ بيني والوطن.. كِلانا هوَ الآخر ">
أيا وطناً أعطانيَ الحبَّ وأرْتَهنْ
كفيئاً لهُ حُبي وعمري بهِ رهَن
ومالئَ عينيْ والفؤادَ وساكناً
تَماهيتُ فيه، واشَجَ الروحُ والبَدنْ
أُراهِنُ فيكَ الأنْسَ والجنَّ لن أجِدْ
سِواكَ وإنْ حَنَّ يَكونُ بيَ الأحَنْ
لأني عرفتُ الذّلَّ يصحبُ امرءاً
على كَفِّ ريحٍ أين تُلقيْ بهِ الفِتَنْ
وأني عرفتُ الذلَّ في عينِ امْرئٍ
بلا وطنٍ مهما علا شانَ وامتهن
وأنيِّ وإنْ ألقى مَريئاً مُذلَّلاً
مِنَ العيشِ في بُعْدٍ أقولُ: ألمْ يَحِنْ؟
لِيَ العوْدُ أبقى آمِناً غيرَ مُثْقلٍ
بها جِسِ خوفٍ: هل سيُقْلِبُ ليْ المِجَن؟!
وأنْشَطُ موفورَ الكرامةِ مُصْبِحاً
وأُمْسيْ خَليَّ البالِ لا خوفَ أو ضَغَن
وأني ولا أبْكِ بكيتُ لشاعرٍ
بكى نازحاً: لا ساكِناً حبَّ أو سكنْ
وأني أُغني مثلما شاعرٌ أبى
يبيعُ وأنْ يرضى عدواً بكِ اقترن
وقضَّيتُ فيكَ مثلَ ما هوْ مآرباً
أُرُدِّدُها ذِكرىً أُحَيْلى مِنَ الوَسَنْ
وورَّمَ أقْداميْ وغبَّر مَفْرِقي
حَصىً وترابٌ، وحْلُ ما انْساحَ أو هَتَنْ
ولعْبٌ وقَنْصٌ واشتواءٌ، وما أرى
معالمَ شتى فوق ما بانَ أوْ طَمن
ملاعِبُ خَيْليْ، واجْتِوالُ طرائِدي
وأجْوا خَيالاتيْ، وشِعْريْ، وما شَجَنْ
أُطَيِّبُ أسْماري بها ويَعِيدُها
تَعِلَّةَ سُمّارٍ خَلِيٌّ وذو شَجنْ
وهل بـ (الهراكيري) تفرَّدَ بالفِدى
بنوها وإنْ هُمْ جانبوا سائِرَ السُّنَن؟!
قصائدُهُم في الحُبِّ جلَّتْ مِدادُها
دمٌ طيرَّ الأرواحَ معْسَولةَ الثَّمَنْ
ويا وطناً لم يوفِكَ الحبَّ مَنْ غَلاَ
حنانيك قد يَعْيا لبيبٌ وذو فِطَن
أطوّف ما طابتْ ليَ الأرضُ واثقاً
باسَمك طُغرىً في جبيني، فَلِمْ أَهُنْ
ألوذُ بموتي في هواكَ ولا أرى
عدواً تَجنىَّ في رِحابِكَ أو سكن
لأنكَ مهما جرتَ غيرُكَ واعدٌ
بأَسوأَ، لن أقْلوكَ مهما ولن ولن
إذا أنتَ لم يعط لكَ الحبُّ كاملاً
لِمنْ بعد يعطى الحبُّ يا وطني لمن؟
أقولُ: سلامُ الله مني تحيةً
صبوحاً غبوقاً في البكورِ وفي الدُّجَن
أُنادي بِأهلِ الأرضِ: غنوا أيا فِدى
قُلامةَ ظفرٍ من ترابك يا وطن
ميمون السبيعي - الخرج - الضُّبيعة