محمد بن فهد الحافي ">
حُسْن الظن بالله المتين والتفاؤل الثابت، هما سر الحياة الناجحة والسعيدة والمهمة أيضاً الذي غاب عن عقول أناس كثيرين..
والتفاؤل الحر الجميل لا يأتي إلا بعد حُسْن الظن بالله تعالى لأن حسن الظن بالله يفتح أبواباً ويُعبد طرقات ويزيل ظنون السوء والكثير والكثير..
حسن الظن بالله بوابة تحقيق المستحيل واستشعار برحمة وعطاء وقوة الله العظيم المجيب، يقول ابن مسعود: قسماً بالله ماظَنّ أحدٌ بالله ظنَّا إلا أعطاه الله ما يظنّ وذلك لأنّ الفضل كله بيد الله.
ولو جمعنا عقول الناس كافة لن تتصور مدى عطاء ورحمة وقدرة الله العظيم المجيب.. دعك من وساوس الشيطان ودعك من أصحاب سوء الظن، أنت تحب الله والله يحبك، ظَّنْ بالله ما أردت لكن احم ظنك بالله من وساوس الشيطان لأنه يريدك أن تكون سيّء الظن بربك والعياذ بالله إذا استشعرت بأن ما تريده مستحيل حدوثه على طبيعة الواقع، أو كان ما تريده صور لك عقلك أنه صعب. تذكر النار التي جعلها الله العظيم برداً وسلاماً على النبي إبراهيم وقارنها بحلمك «قدرة الله لا تتصورها عقول البشر كافة إذا عصيت الله ارجع إلى الله واستغفره وظن بالله أن يتوب عليك» فـ»خطيئتك ليست أكبر من مغفرة الله، الله يفرح بتوبة عبده. إذا أقبلت على هدف اعزم وتوكل على الله وظن بالله أن يحققه لك «سبحان الله الذي لا يعجزه شيء» حسن الظن بالله هو قلب الحياة الذي يجب أن يكون نابضاً بحب الله تعالى وحسن الظن به أما التفاؤل فهو عين الحياة الذي يجب أن ترى الحياة بعين التفاؤل لا بعين التشاؤم، والتفاؤل قال عنه الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله: هو النظرة الإيجابية والموضوعية والواقعية للأشياء والأشخاص.
ما الذي يمنعك من التفاؤل؟ هل تجارب الناس تدخلك في «متاهة المستحيل» التي يرتبط وجودها بتصديقك لتلك المتاهة.
التفاؤل في قاموس حياتي هو الإقرار بأن لا شيء مستحيل ما دمت أعمل جاهداً لتحقيق هدفي وقبل كل هذا الاعتماد والتوكل على الله مع حسن الظّن بالله متذكراً دائماً قول الله تعالى {إِنَّا لا نُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا}.
- ذكري لمعنى التفاؤل في قاموس حياتي ليس فرداً للعضلات وإنما من أجل توضيح المعنى الحقيقي للتفاؤل الذي يجب أن يكون هو عنوان حياتنا، إذاً ما يمنعنك عن التفاؤل هو أوهام رسخت في عقلك وقدرتك «تجارب الناس الذين سبقوك في شيء معين لا يعني أنها ستحدث لك أو أن النتيجة النهائية مؤكد حدوثها».
عندما تنوي لتحقيق هدف تفاءل بأنك ستحققه واعزم وتوكل على الله، فالتفاؤل هو بذرة نجاحك فاسقها بماء حسن الظن بالله والتوكل عليه عندما تتفاءل فأنت تسعد نفسك وتحقق هدفك.. لقد أثبتت الدراسات أن التفاؤل مهم جداً لجسد سليم خال من الأمراض ودماغ أكثر ذكاء وراحة وأن التشاؤم أصبح مرضاً من أمراض العصر الحديث، إذ كثرة التشاؤم تزيد من نسبة الانتحار وتعد من أهم مسببات الأمراض الجسدية والنفسية.. التشاؤم داء والتفاؤل هو الدواء.
ختاماً...
حسن الظن بالله أجر وتحقيق ما لا يخطر ببال أحد والتفاؤل مجاناً لا يريد إلا عقل استشعر بإمكانية المستحيل وقدرة قويه ثابتة.. ولا تنسى أن تُغذِّ روحك بحسن الظن بالله وتستطعم التفاؤل في حياتك.