بمناسبة الذكرى الأولى لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله..
دَعَا المِنْهَالُ شِعْرِي فَاسْتَجَابَا
بِمَامَلَكَتْ يَدَاهُ وَمَاأصَابَا
وقَدْ حَثّ المَطِيّ إلَيهِ هُزْلاً
وَمِنْ كَفَّيْهِ ينْتَجِعُ السَّحَابَا
فلَمْ يَرَ مِثْلَ سَلْمَانٍ مَلِيكَاً
عَلَى عَرْشِ الخُلُودِ عَلا وطابا
وَمَا أَثْنَتْ عَلَيهِ الشَّمْسُ جَهْلاً
فَقَدْ أَسْرَى عَلَى الدَّاجِي شِهَابا
أَتَانَا مِثْلَ بَسْمَلَةٍ فَشَنَّتْ
عَلَى الأَعْدَاءِ فِي الفَجْرِ العَذَابَا
فَلا كَانَ الصَّباحُ لَهُمْ صَبَاحاً
وَلاكَانَ التُّرَابُ لَهُمْ تُرَابَا
وَهَاجَتْ صَوْبَهُمْ رِيحٌ عَقِيمٌ
تُزَمْجِرُ ثُمَّ تَنْسَكِبُ انْسِكَابَا
وَتَنْتَفِضُ الصَّوَاعِقُ مُثْقَلاتٍ
تَدُكُّ الأرْضَ نَصْرَاً وَاغْتِصَابَا
فَإِنْ قَرَعُوا طُبُولَ الحَرْبِ بَغْيَاً
فَإِنّا نُشْعِلُ السَّاحَ احْتِرَابَا
ونَرْكَبُ كُلَّ أَدْهَمَ لِلْمَنَايَا
ونُسْقِي المُرْهَفَاتِ دَمَا وَصَابَا
وَرِثْنَاهَا خُيُولاً مُسْرَجَاتٍ
رَكِبْنَاهَا مُسَوَّمَةً عِرَابَا
وَنَرْفَعُ رَايَةَ التَّوْحِيدِ فَخْرَاً
وَخُضْنَا فَوْقَهَا بَحْرَاً عُبَابَا
وَسُؤْلٍ حَارَ فِي الأزْمانِ حَتَّى
أَبِي فَهْدٍ فَكَانَ لَهُ الجَوَابَا
وَعَدَّلَ مَيْلَهَا حَتّى اسْتَقَامَتْ
وَبَيْنَ المَشْرِقَيْنِ سَمَا مُهَابا
تَرَبَّعَ فِي جَوَى التّارِيخِ عِشْقَاً
يَصُونُ العِلْمَ وَالأَدَبَ الُّلَبابَا
فَقَدْ حَمَلَ الأمَانَةَ وَهْيَ ثِقْلٌ
وَقَامَ بِهَا وَكَانَ لهَا مَتابَا
يَقِينَاً يَمْلأُ الدُّنْيا سَلامَاً
وَيَمْلَؤُها إِذَا شَاءَ احْتِرَابَا
وَحَرّرَ كُلّ قَيْدٍ وَاسْتَبَاحَتْ
عَزَائِمُهُ المَعَالِمَ والقِبَابَا
وَعَيْنٍ كُلّمَا هَجَعَوا نِيَامَاً
فَإِنّ لَهَا عَلَى القَوْمِ العِتَابَا
تَغَشّاهَا النَّوَى وسَوَادُ حَظٍّ
وَضَاقَ الأُفْقُ وَالْتَهَبَ التِهَابَا
أُرَانِي كُلَّمَا اسْتَسْقَيْتُ أَرْضَاً
ظَمِئْتُ وكَانَتِ الدُّنْيَا سَرَابَا
ويَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ أَتَتْكَ تَسْعَى
تَجُوبُ الأرْضَ والعَيْشَ اليَبَابَا
فَمَا سَلْمَانُ وَالأَنْوَاءُ إِلّا
نَدِيمَانِ عَلَى المَجْدِ اسْتَطَابَا
سيَفْنَى العَيْشُ يَامَوْلايَ حَتْمَاً
فَكُنْ فِيهِ المَحَجَّةَ وَالصَّوَابَا
تَحَمَّلْتَ الرَّزَايا دُونَ شَكْوَى
وَأَوْفَيْتَ الأَخُوَّةَ وَالصِّحَابَا
وَأُعْطِيتَ زِمَامَ الأمْرِ فِينَا
وَقُمْتَ مُبَرَّأً يَرْجُو الثَّوَابَا
وَأَسْقَيْتَ العُرُوبَةَ كُلّ صَفْوٍ
وَقَبْلاً كَانَتِ الفَوْضَى شَرَابَا
وَقَوْمٍ كُلَّمَا ذَكَرُوكَ طَارُوا
إِلَى العَلْيَاءِ تَنْسَابُ انْسِيَابَا
وَخَاضُوا كُلَّ مُعْتَرَكٍ وَعَادُوا
يَسُوقُونَ الأَعِنَّةَ وَالرِّقَابَا
فَأنْتَ أَمَانُهمْ لَمَّا تَمَنَّوا
وَأَنْتَ حَيَاتُهمْ ظِلّاً وَغَابَا
وَأَنْتَ الفَيْضُ إِنْ سَنَةٌ أَصَابَتْ
وَأَنْتَ الغَيْثُ يَنْتَظِمُ الهِضَابَا
وَأنْتَ الفَجْرُ يَجْلُو كُلَّ لَيْلٍ
وَأَنْتَ النَّصْرُ يَامَوْلايَ آبَا
فقد أَوْرَثْتَها خَيْلاً تَبَارَى
وَفِي كَفَّيْكَ أَتْعَبْتَ الحِرَابَا
إِذَا وَقَفَ المُلُوكُ وَهُمْ أُبَاةٌ
فَأَنْتَ اليَوْمَ أمْنَعُهُمْ جَنَابَا
وأَبْلَغُهُمْ نَدَىً فِي كُلِّ حِينٍ
وَأَمْضَاهُمْ سُيُوفَاً وَاكْتِسَابَا
وَقُورَاً واحْتَبَيْتَ فِنَاءِ عَرْشٍ
تَلِيدٍ عزّ أَرْكَانَاً وَبَابَا
وَرِثْتَ المَجْدَ مِنْ صِيدٍ كُمَاةٍ
وَكُلُّ عُهُودِهِمْ كَانَتْ رِحَابَا
حُمَاةُ الدِّينِ مَاجَزَعُوا لِخَطْبٍ
وقَامُوا فِي عَقِيدَتِهِ احْتِسَابَا
وعَافُوا زُخْرفَ الدُّنْيا وَفَاضُوا
كَمَاءِ المُزْنِ صَفْوَاً لَنْ يُشَابَا
وَرُصِّعَ تَاجَهَمْ مِنْ كُلّ نَجْمٍ
ومَا كَانَ الأُفُولُ لَهُمْ رِكَابَا
وهَبّوا كَالصَّواعِقِ وهْيَ يَقْظَى
وَغَيْرُ الحَزْمِ مَافَهِمُوا خِطَابا
لَهُمْ بَيْتٌ صُرَاحٌ مِنْ خُلُودٍ
كَقَرْنِ الشَّمْسِ يَخْتَرِمُ الحِجَابَا
فلَمْ يَرْضَوْا سِوَى التّاريخِ حُكْماً
وَلَمْ يَرْضَوْا سِوَى المَجْدِ انْتِسَابا
وَيَامَوْلايَ يَاتِرْيَاقَ شَعْبٍ
رَأَى فِيكَ المُهَنَّدَ وَالكِتَابَا
شعرالدكتور/ عبدالله بن ثاني - عميد الموهبة والإبداع والتميز - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية