فهد بن جليد
المنزل لا يحتاج إلا لثلاثة أنواع فقط من (المُنظفات والمساحيق)، واحد لإزالة الدهون من الأطباق، وآخر لإزالة بقع الملابس ونحوها، وثالث للتنظيفات العامة مثل الأرضيات، والأسطح وغير ذلك من الاستخدامات التعقيمية الأخرى، وما عدا ذلك من المنظفات (زوائد) تعتبر خسائر مادية، ولها أضرار صحية، هذا كلام خبراء مُستقلين من جامعات ألمانية وأمريكية لا يتبعون لأي شركات عالمية تمول أبحاثهم؟!
هذه الأبحاث تؤكّد أن الطفل الذي يعيش في منزل يستخدم (أهله) أنواعاً مُتعددة من المُنظفات، والمعقمات، والمساحيق ذات الروائح المُعطرة، مما يتم ترويجه عبر الإعلانات التجارية، هم أقل مناعة عندما يكبرون من الأطفال الذين عاشوا في منزل يعتمد على معقمات رئيسية وثابتة، لأنهم أكثر تجاوباً وتعرضاً للحساسية، بسبب القضاء الخاطئ على البكتيريا الصديقة التي يحتاجها الجسم لزيادة مناعته بشكل طبيعي!
معظم الناس اليوم يغادرون السوبر ماركت وهم يحملون أنواعاً مُتعددة من المعقمات والمنظفات والمساحيق، اعتقاداً أن هذا يجعلهم بصحة أفضل، ويحميهم، بينما الدراسات العلمية تؤكّد أن الحرص الزائد، واستخدام أنواع مُتعددة له نتائج عكسية، ما لم يوص الطبيب باستخدام أنواع مُحددة من المنظفات لها تركيبة مُعينة، أما التأثر المباشر بالإعلانات التجارية، وتنوّع المساحيق واختلاف ألوانها وروائحها، وتخصصها في استخدامات محددة، فلا يجلب الصحة أو السعادة كما نعتقد!
قديماً كان الناس يرتبطون بنوع واحد من المساحيق (المطحونة) للنظافة العامة، هناك من يغسل به الملابس، ويستحم به أيضاً، كما تغسل به الأرضيات ونحو ذلك، مع تطور الزمن شهدت مغاسل اليدين دخول الصابونة الجامدة التي يطلق عليها (مسّكه)، كانت مُخصصة لليدين ولها رغوة، وتعتبر نوعاً من التمدّن والتخصص، الاستحمام انتقل إلى مرحلة جديدة مع دخول (شامبو) الزجاج الأحمر - وأنا هنا أتجنب ذكر أسماء الماركات لكل ما سبق - وهو شامبو مُخصص للملابس النسائية ولكنه تحول إلى غسيل الشعر، ومع ذلك كان الناس (أصحاء) ويشعرون بالنظافة أيضاً!
بعد هذه (الحقبة الزمنية) تعددت الماركات وتنوّع وتخصص الاستخدامات، مع دخول تركيبات كيميائية وتعقيمية لها أضرار جانبية..!
في الغرب اليوم هناك من يستخدم (معجون الأسنان) لغسيل اليدين والتخلص من رائحة البصل ونحوه، وهناك من ينظّف به الحلي والمجوهرات، والمُقتنيات على طريقة (رّبابين الدلال) قديماً؟!
ربما تكون الصحة أحياناً في تجنب استخدام المُعقمات والمُنظفات!
وعلى دروب الخير نلتقي.