1400 زائرة لفعاليات «العتمة الحساوية» في منتزه الملك عبدالله بالأحساء ">
الأحساء - عايدة بنت صالح:
أوضحت الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود حرم أمير المنطقة الشرقية ورئيسة مجلس الشرقية للمسؤولية الاجتماعية أن طرق الأعمال الخيرية التي يمكن أن تتبعها الجهات الخيرية والجمعيات متعددة، ويمكن أن تكون غير الطرق التقليدية المعروفة كإقامة المعارض والفعاليات الثقافية والأدبية والتراثية والفن التشكيلي وغيرها. ذكرت ذلك خلال افتتاحها فعاليات العتمة الحساوية، بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت نايف بن عبد العزيز، والأميرة العنود آل شيخ حرم محافظ الأحساء، التي نظمتها جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية على مدى يومين، والتي بلغ عدد حضورها 1400 زائرة في منتزه الملك عبدالله البيئي في القرية التراثية.
وتأتي إقامة الفعاليات لجمع ريعها الموجَّه لتغطية تكاليف برنامج الرعاية المنزلية الشخصية لتدريب وتأهيل 40 فتاة على رعاية المسنين والمرضى وذوي الإعاقة داخل منازلهن، بالتعاون مع جامعة الملك سعود للعلوم الطبية بالحرس الوطني. وتبلغ تكلفة الطالبة الواحدة 9700 ريال.
وتضمنت الفعاليات تكريم 14 أديباً وشاعراً، وتسليم الدروع التذكارية لزوجاتهم وبناتهم، كما احتضنت 40 أسرة منتجة. وتمثل الفعالية دعماً للأسر المنتجة، والعمل على تطوير المرأة السعودية في المجالات كافة، وخدمة سيدات المجتمع، إضافة إلى توعية المجتمع بحقوق المرأة والطفل، ونشر ثقافة العمل التطوعي، واستقطاب سيدات الأعمال.
وبيّنت رئيس مجلس إدارة الجمعية لطيفة العفالق أن تسمية الفعالية بـ»العتمة الحساوية» تأتي تأكيداً لمصطلح «العتمة» المتعارف عليها عند أهالي الأحساء، وهي الفترة ما بعد صلاة العشاء حتى قبيل منتصف الليل. موضحة أن الفعاليات تركز على الجانب التراثي الأحسائي من حيث الأسواق الشعبية بدكاكينها، التي تتنوع فيها الأنشطة الحرفية، والأمسيات الشعرية.
وتتضمن الفعاليات عدداً من القاعات، منها القاعة الأدبية «سوق المشقر» الثقافي، وقاعة الفلكلور الشعبي، التي احتضنت الفنون الشعبية قديماً في الأحساء، ومن أبرزها العرس الأحسائي، إلى جانب قاعة سوق القيصرية التي احتضنت مجموعة من الأسر المنتجة في الجمعية وهن يعرضن منتجاتهن الشعبية والتقليدية وتسويقها من خلال دكاكين شعبية، إضافة إلى قاعة الألعاب الشعبية، وفيها عروض للمقارنة بين الألعاب الإلكترونية الحديثة والألعاب الشعبية القديمة.
وقالت الأميرة عبير في تصريح خاص لـ»الجزيرة» إنها استمتعت برحلة ذات طابع خاص، جمعت بين العمل الخيري والأدب والتراث، وذلك بتمازج متميز، ينقل أبناء الجيل الجديد إلى جمال وبساطة عاشها أهلنا في الماضي؛ إذ إن الفعاليات ركزت على تراث الأحساء؛ وذلك للتعريف بأهمية التراث والمحافظة عليه، خاصة لما تزخر به المنطقة من التراث التاريخي والثقافي والمواقع الأثرية.
وأضافت بأن تنوع الأساليب المختلفة في العمل الخيري عن الطرق التقليدية مفيد للجميع، ومصدر جيد لجذب المتبرعين من رجال وسيدات الأعمال، إضافة للمستفيدين من الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة والرواد المبتدئين من خلال مشاركتهم في مثل هذه الفعاليات لتعم الفائدة؛ لذلك يجب على المهتمين في الجمعيات والجهات الخيرية التخلي عن الأساليب التقليدية، وابتكار أساليب جديدة ومميزة ذات نفع ومردود أكبر.