آل الشيخ: الأمة تعيش مرحلة صعبة تحتاج إلى التكاتف والبعد عن التحزب ">
المدينة المنورة - واس - علي الأحمدي:
بدأت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أمس، أعمال مؤتمر «تحقيق الاجتماع وترك التحزب والافتراق.. واجب شرعي ومطلب وطني»، بحضور معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، وعدد من أصحاب المعالي وكبار المسؤولين، وبمشاركة باحثين وأكاديميين من داخل المملكة وخارجها.
وأكَّد مدير الجامعة الإسلامية المكلف الدكتور إبراهيم بن علي العبيد في كلمة استهل بها أعمال المؤتمر، أهمية الوحدة الإسلامية ونبذ الفرقة والتعصب، وتحقيق الاجتماع، ووحدة الصف الإسلامي من خلال سماحة هذا الدين الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- حتى هذا العهد الزاهر لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، مضيفًا أن المملكة دولة محورية إسلاميًا وعربيًا وعالميًا، تسير وفق المبادئ والقيم والمثل العليا التي تستمدها من دينها الإسلامي الحنيف. ونوه العبيد بالاهتمام البالغ الذي توليه المملكة في سبيل تحقيق اجتماع المسلمين على الخير، وما أكرمها الله به من شرف خدمة الحرمين الشريفين، والقيام على راحة زوارهما، والقيام على خدمة أبناء المسلمين في كل مكان في العالم أجمع، إضافة إلى ما يقوم به علماء هذه البلاد من بيان أهمية وحدة الصف الإسلامي، وبيان سماحة هذا الدين وأنه صالح لكل زمان ومكان، لأنه الدين الذي وسع أهل الأرض جميعًا بعالميته ووسطيته.
وبيّن أن الجامعة الإسلامية وهي تقيم هذا المؤتمر، فإنها تؤكد في رسالتها على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتحقيق وسطية الإسلام، ولين الجانب مع الناس، والبُعد عن مواطن الفتن، مفيدًا أن المؤتمر يؤكد كذلك على أهمية حفظ الضرورات الخمس، وإبراز مكانة الثوابت الشرعية، وخطورة المساس بها، وبيان العواقب الوخيمة في الافتئات على ولي الأمر في الفتوى والحكم، وبيان أهمية الاجتماع، وخطورة التفرق والتحزب، وبيان أسباب الانحراف في مفهوم الجماعة والاجتماع، والتأكيد على تعزيز الوحدة الوطنية من خلال محاور المؤتمر وجلساته، التي سوف يثريها العلماء والأكاديميون المشاركون. ورفع العبيد شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله -، مقدمًا شكره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، على ما تحظى به الجامعة من دعم ومتابعة ومساندة. عقب ذلك ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ كلمة نيابة عن ضيوف المؤتمر قال فيها: إن هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين ومهبط الوحي قد هيأ الله لها حكومة تحفظ هذا الدين، وتقدمه إلى العالم بوسائل عصرية حديثة، وبأسلوب متميز، ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك إنشاء هذه الجامعة المباركة، ونحمد الله تعالى أن هيأ لهذه البلاد المباركة في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها المنطقة بل وجميع بلدان العالم حاكمًا حازمًا يدرس الرأي، ثم يتوكل على الله ويحزم أمره، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-. وأثنى آل الشيخ، على ما يحمله المؤتمر من موضوعات مهمة، وخصوصًا في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها الأمة الإسلامية بعمومها، وعلى المنطقة العربية بوجه خاص، مبينًا أن المؤتمر يبحث في ظروف مهمة تحفظ الضرورات الخمس، وتبيّن أثر التحزب، والوقوف عند المسميات الحزبية البسيطة، والانشغال بها عن المعنى العام الذي دعت له هذه الشريعة المباركة، من خلال بحوث مؤصلة من باحثين جادين مما يحفظ وحدة المسلمين. وأردف معاليه قائلاً: إن المؤتمر يبرز جانب الشريعة الإلامية والثوابت التي تحافظ عليها، كما يبين خطورة الافتئات على ولي الأمر سواء بجانب الفتوى أو في الجوانب الأخرى التي هي من اختصاصه ونصت عليها الشريعة. كما بدأ مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ عبدالكريم سليم الخصاونة كلمته بالنيابة عن المشاركين، مقدمًا الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، - حفظه الله-، على جهوده الكبيرة وأعماله الجليلة وما يقوم به من مساعدة للأمة العربية والإسلامية. وقال الخصاونة: كلنا يعلم ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات تُهدد هويّتها، وتفرّق كلمتها، وتعمل على تشويه دينها، والنيل من مقدساتها.. فعَقْدُ هذا المؤتمر العلمي المبارك في هذه البلد الطيب «طيبة الحبيبة» بعنوان «تحقيق الاجتماع وترك التحزب والافتراق... واجب شرعي ومطلب ديني» لم تكن أمتنا في يوم من الأيام أحوج إلى تحقق الاجتماع وترك التحزب والافتراق من أيامنا هذه، فقد استحكمت حلقات الفرقة واحدة تلو الأخرى، وانفرط عقد الوحدة.