الجزيرة - المحليات:
حذر المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان من المبالغة في قراءة نتائج بعض التصنيفات العالمية للنظم التعليمية، وأكد على أهمية فهم طبيعة البيانات والمعلومات التي تبنى عليها بعض هذه التصنيفات ومدى موضوعيتها.
جاء ذلك في إطار تعليقه على ما تم تداوله مؤخراً في وسائل الإعلام حول مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن منتدى دافوس الاقتصادي الذي أظهر تدني ترتيب أغلب الدول العربية في مجال جودة التعليم.
وقال د. زمان إن التقرير يرتكز على استطلاع اقتصادي شامل حول التنافسية بجميع مساراتها المختلفة على مستوى العالم، وشمل هذا الاستطلاع المتكامل بعض المؤشرات التعليمية الإحصائية حول مدى توفر الفرص التعليمية، أما فيما يتعلق بجودة التعليم، فقد ارتكز المؤشر على سؤال واحد فقط -كما أشار الموقع الإلكتروني للتقرير- وهو (كيف تقيم جودة التعليم الابتدائي في مقياس من 5-1 %) وهذا السؤال انطباعي وليس مبني على أرقام وإحصائيات ودراسات ميدانية تستخلص واقع جودة التعليم بدقة علمية.
وأردف الدكتور زمان بأن الاستطلاع استهدف رجال الأعمال والمدراء التنفيذيين في الشركات المحلية والعالمية في كل دولة والتالي كانت الإجابات ترتكز عفلى الانطباعات والتجارب والآراء الشخصية.
وأضاف مدير مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بأن مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن تقرير دافوس عن التنافسية على مستوى العالم لعام 2015-2016 لا يعكس المنهجيات العلمية في قياس جودة التعليم من خلال تقويم المخرجات التعليمية ونتائج الاختبارات التحصيلية الدولية أو المحلية، كما أنه لم يبن على تقارير الاعتماد الأكاديمي أو المراجعة الفنية من قبل المختصين.
ومع أهمية الاعتراف بالواقع حول ضعف جودة التعليم في كثير من نظم التعليم العربية، كما تشهد بذلك تقارير دولية وإقليمية أكثر موضوعية، يستغرب الدكتور زمان من المبالغة في ردة الفعل من بعض المتابعين والمهتمين بعد نتائج تقرير دافوس في وسائل الإعلام، واعتماد ما ورد فيها كحقائق مطلقة، من غير تكلف الاطلاع على التقرير نفسه ومعرفة آليات جمع بياناته وبناء مؤشراته.
وأضاف بأننا نتحفظ على واقع جودة التعليم في عالمنا العربي ونطمح ونسعى إلى تقويمه وتطويره، ولكن ينبغي علينا كذلك عدم المبالغة في تقدير قيمة ما تشير إليه بعض التقارير الدولية بهذا الخصوص، وتقديمها في صورة لم يدعها حتى معدوها والقائمون عليها. مع أهمية الاستفادة من هذه التقارير والبيانات الملحقة بها في تطوير البرامج والخطط التحسينية.
ودعا مدير مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم رجال الأعمال إلى المساهمة والمساعدة جنباً إلى جنب مع القطاعات الحكومية في رفع مستوى جودة التعليم في العالم العربي وتعزيز سياسات التميز.