عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري ">
كنا في وقت مضى نقنتُ لأهلنا في الشيشان، ولأهلنا في البوسنة والهرسك، ولأهلنا في فلسطين، عندما حلَّت بهم نوازل شديدة من تسلط الأعداء، والآن نرى نوازلٌ هي أشدُّ وطأة وأعظم خطراً، وأشرس عداوة، من تلك النوازل، ومع ذلك لم يقنت الأئمة في المساجد، ألم نر ما حلَّ بأهلنا في سوريا من حرب شرسة، دُكَّت مدنٌ، وهُجِّر مئات الآلاف من المسلمين، وحوصرت مدن حتى مات بعض أهلها جوعاً، ومضايا الشام وغيرها من المدن شاهد على ذلك، مما يذكِّر بجرائم التتار ومجازرهم في حق المسلمين، بل إنَّ هؤلاء أشدُّ عداوة وشراسة وظلماً، فمتى يُقنت للنازلة الكبرى التي وقعت على أهلنا في سوريا؟!
وكذلك ألا نرى ما حلَّ بأهلنا في العراق دكَّت مدنٌ، وهُجِّر أهلها، وهُدِّمت المساجد، وديالي والفلوجة وغيرهما يرتكب فيها أبشع المجازر في حق أهل السنة، فمتى يُقنت لهم في المساجد؟!
وكذلك ألم نشاهد ما حلَّ بأهلنا في بورما من مجازر وتقتيل وتشريد وما سامه الأعداء فيهم من سوء العذاب، فمرَّت ولم يُقنت لهم؟!
وكذلك ألم نشاهد ما حل بأهلنا في اليمن من تسلط الحوثيين وأذنابهم من الخونة، فقد حاصرو دمَّاج اليمن ومنعوا أهلها من الحج وقتَّلو طلاب العلم من أهل الحديث، وهدموا جامعها ودار الحديث فيها، حتى أخرج منها باقي أهلها؛ إرضاء للميليشيات الحوثية وفعلوا الأفاعيل والشرور العظيمة بعدما استولوا عليها، ثم تابعوا مسيرهم تقتيلاً واجتياحاً لديار أهل السنة وهدماً للمساجد والمدارس، ولم يُقنت لهم في المساجد؟!
وها نحن الآن نخوض حرباً ضد المشروع الصفوي الإيراني في اليمن، ونرى ما حل بأهلنا فيها، نوازلٌ عظيمةٌ في الشام وفي العراق وفي اليمن ومع ذلك لم نقنت لهم، فمتى يكون القنوت إذن؟!
إنَّ النوازل العصيبة التي ضربت بأطنابها في بلاد المسلمين في الوقت الحاضر، تتفطَّر لها القلوب، وتتفتت لها الأكباد، وتدمع لها الأعين، حربٌ بالأسلحة المحرَّمة دولياً، ورميٌ للبراميل المتفجرة على الأحياء السكنية، وحربٌ بالتجويع، وتفنن لم يُسبق له مثيل في صنوف الحرب، إنها ثلاث نوازلٍ عظيمة لا نازلة واحدة، كلها ضد أهل السنة في الشام والعراق واليمن، ونحن إلى الآن لم نسمع من يقنتون لأهلنا فيها، فعليكم أيها الأحبَّة بالدعاء لإخوانكم الذين حلَّت بهم الغمَّة والكروب، وأوذوا وشُرِّدوا، سوريا جرحها غائرٌ مثخن بالدماء، والعراق جرحها متعمِّقٌ من عشرات السنين، لقي فيه أهل السنة صنوف البلايا والبغي والطغيان، وبورما المأساة الكبرى، واليمن وما أدراك ما حلَّ بأهلها من الضيق والكرب، وتسلُّط العدو الحوثي الصفوي المجوسي، الذي فعل الأفاعيل وأجرم أيما إجرام، اللهم يا عزيز يا قوي لا حول ولا قوة إلا بك، انتصر لأهلنا في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي فلسطين، اللهم عليك بمن يحاربهم، اللهم زلزلهم وخالف بين قلوبهم، وصُبَّ عليهم العذاب صبَّاً، ربنا إنهم أكثروا في الأرض الفساد، فصُبَّ عليهم سوطاً من عذاب.