إبراهيم بن جلال فضلون ">
الهمجية شيء مُكتسب دفين، فهي كائنات طفيلية تمتزج بمصائر الآخرين وتحيا عليها كالعجين، فكل شيء سيئ في الدنيا ناتج عن تنازلنا عن شيء أو بعضه!. لا يوجد منا من يختار خطأه الأول، لكن عندما لا يستطيع أن يُحافظ على نقائه الطبيعي، وجعله أنموذجاً متفاعلاً بمجتمعه، يستقبل بعدها قبلة (أنا أبقراط) وحب الذات، بعدما اكتشف أن عالمه المحيط به لم يعد شريكاً نزيهاً في تحديد مصيره، ليصرخ فرعونًا صغيرًا في صدره «أنا والطوفان من بعدي!» بأنانيته، وليذهب العالم إلى الجحيم!!.
من قبل سَعِدَ الغرب بالثورة الفرنسية حتى اخترع نتشه شخصية سوبرمان الذي دوَّن عبارته الشهيرة الإلحادية: «إن الرب مات وبات على الإنسان السوبرمان أن يحكم هذا العالم»، ثم جاءت الحروب العالمية، ليُخيب الاختراع السوبرماني آمال الغرب وفكره الفلسفي، ليُعلن فشل حضارته وعدم قدرته على المحافظة على نقائها. إذاً، تطور الإنسان وتطورت معه همجيته، حتى أعلن «شوبن هور» أن هذه الحياة تجربة كونية فاشلة يجب أن تنتهي، وأن الإنسان يجب أن يدخل في برنامج انقراض طوعي بعدم الإنجاب لينتهي كل شيء!. لنراه يتجول بالوجدان الفارسي بهمجية في شخصية كرتونية تشبه المهدي المنتظر لدى إيران، عندما يصيح أغثني يا سوبرمان «الغرب» يأتي طائرًا لينقذه من فكي العرب السعودي ويحقق أحلامه بتخفيف عقوباته! ثم تلا «شوبن هور» سارتر المصدوم بأعداد القتلى في الحرب العالمية الثانية ليكتب «الوجود والعدم» رفعاً شعار: «عش كأن لم يعش أحد قبلك ولن يعيش أحد بعدك»، فزاد الطين بله بفوضى هددت المجتمع الغربي وشبابه لأجل لا شيء! ثم جاءت التقنية كطوق النجاة لتملأ الفراغ اليومي للإنسان الغربي فصار يلوك بها إلى أن يمل ويتعب ثم ينام!.
إن الذين يفسدون على الناس الطرق السليمة لممارسة الحياة النقية الجميلة يفسدون المجتمع بأسره، ليبرر خوفه منك وأنانيته، ليبرهن أن المدينة قد صارت غابة إسمنتية، حتى أننا نتحاصص هواءنا..
نحن بحاجة للبحث عمن يؤمن بما نؤمن به، لا لمن يصارعون خيباتهم قبل أن يهربوا إلى الغرب، كأجلاف وعُبّاد لعُوق للدولار وأشباهه، فلم تعد السياسة سياسة ولا الدين ديناً، يسبون الصحابة ويطعنون أمهاتنا المؤمنات، ويحمون اليهود وكنائسهم الـ(25) في أكبر مدنهم، بل وتأوي منذ ثلاثين قرناً أكبر نسبة يهودية في العالم بعد يهود إسرائيل.. وتتلاعب بفلسطين... تلك الهمجية الإيرانية القذرة لا حاجة لها بالدين، فلتذهب إلى شيطانها بالدرك الأسفل من النار.
أخيراً، يقول الرسام بيكاسو: «كل طفل يولد فناناً، المشكلة كيف يبقى فناناً عندما يكبر؟!».