ناصر بن فريوان الشراري ">
قبل أيام شاهدنا فيلم هوليودي ما بين أمريكا وإيران على نحو أفلام «رامبو» الشهيرة إلا أن البطل فيه لم يكن (سيلفستر ستالون) ذلك البطل الأمريكي الذي حارب الفيتناميين والأفغان الأشرار حسب روايته، وإنما تنازل الأمريكي في ذلك النهار عن دور البطولة في ذلك الفيلم الذي كان ولا بد أن يكون دور البطل فيه للإيراني، كما هو الملاحظ بسلوك أمريكا استماتتها في إظهار إيران بالمظهر العسكري القوي وهذا الأمر مشاهد ويلمسه المواطن العربي البسيط بوضوح جلي، فأمريكا تستميت كي تكرس نظرية (كونداليزا رايس) والتي لم تكُن يوماً لَتصل إلى حقيبة الخارجية الأمريكية لولا إستراتيجيتها التي أعلنتها قبل الترشح لوزارة الخارجية لتصل بعدها لرأس الهرم الدبلوماسي الأمريكي ومقولتها (لا عدو دائم ولا صديق دائم فيجب علينا تغيير وجه منطقة الشرق الأوسط) لتأتي بنظرية (الفوضى الخلاقة) بالمنطقة العربية، وقد بدأت الفوضى الخلاقة بانطلاق الخريف العربي واجتياحه دولا عربية عدة وتوقف عند حدود معينة عندما شاهدت الشعوب العربية ما حل بتلك الدول التي اجتاحها هذا الإعصار والطوفان الذي لا يبقي ولا يذر! وهذا المخطط اللعين ففهمت الشعوب العربية اللعبة، فانتقل الأعداء المخططون من مرحلة الخريف العربي الذي توقف إلى مرحلة أخرى وهي «داعش» تلك الصنيعة الاستخباراتية العالمية بامتياز.
نعود للفيلم الهوليودي الذي بطله الملالي وهو عمل مشترك ما بين أمريكا وإيران عندما أوعزوا للعالم بأن زوارق أمريكية دخلت المياه الإقليمية الإيرانية وأظهروا الإيرانيين بأنهم أبطال عندما قاموا بتصوير ذلك الفيلم الذي يظهر فيه الإيرانيين وقد اقتادوا هؤلاء البحارة الأمريكيين لتطلقهم في حينه إيران بعد عمل «الإسكتشات» واللقطات الفيلمية اللازمة لتبييض الصورة الإيرانية لدى العالم وقد قدَّم لهم جون كيري الشكر على إطلاق بحارته ، ففي العلن (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) وبحارة أمريكيون يقتادهم الإيرانيون وفي السر والخفاء مخطط كبير يدور خلف الكواليس لإظهار إيران الفارسية المجوسية الصفوية عدوة الإسلام والمسلمين بصورة القوي الذي يستطيع أن يدافع عن الإسلام والإسلام منهم براء، شوكة خاصرة الإسلام يراد لها أن تظهر بصورة المارد الكبير وأمريكا بمخططها»الصليصهيوصفوي» تريد تغيير وجه المنطقة بجعل إيران تحكمها لأنها هي التي سوف تحقق لها التقسيم المراد وهي كلبها الأسود العقور بالمنطقة!
قبل فترة أوعزت إيران لحزب الله بقتل القيادي الفلسطيني سمير القنطار وذلك كي تأمن جانب إسرائيل فتم الترتيب ما بين حزب الله وقادة إسرائليين بتصفية القنطار نزولاً عند وعد إسرائيلي سابق بالقضاء على القنطار وبالفعل تم تصفيته فخرج علينا نصر اللات مزنجراً مزبداً وبأنه سوف يثأر للقنطار وبالفعل حسب الاتفاق ما بينه وبين إسرائيل أشاعت المحطات الإيرانية بلبنان أن هناك (شيئا انفجر بشيء في الخلاء وفي العراء ما هو؟ لا أحد يعلم)! وخلصنا.. أي أنهم ثأروا للقنطار وبالطبع إسرائيل لم تعلق على «هربدات وفزلكات» القنوات الإيرانية بلبنان فقد تركتهم «يهلسوا» على وسطهم البهيمي كيفما شاؤوا!
فالجميع يعلم أن حزب اللات ما هو إلا إرهابيون مرتزقة قاموا بالأمس بالعمل على إطلاق الإرهابي ميشيل سماحه والذي جلب أطنان من المتفجرات من النظام السوري لتفجيرها في لبنان لتصبح لنا الرؤية واضحة جداً أن لبنان الآن تحكمه عصابة العمائم السوداء والتي تُخرج الإرهابي من السجن وتضع الإنسان اللبناني والسوري المسكين في غياهب السجون ليموت ويهلك، فإن إخراج إرهابي خطير من السجن يريد تدمير لبنان فهذا الأمر سوف يجعل كل مساجين لبنان يكونون خارج القضبان!
لبنان انتهى فقد أصبح دولة تحكمها العصابات والمرتزقة ومروجو المخدرات بالعالم ، فهو يدور خارج فلكه العروبي الصرف وقد ارتمى بأحضان «بني صفيون»!
بعدما أحرقت إيران السفارة والممثلية السعودية عرض المستعربون في محيطنا التوسط ما بين إيران والسعودية وراح يهرول الجعفري وزير الخارجية العراقي لإيران ليعلن التوسط من هناك بينما دول إسلامية مثل جيبوتي وجزر القمر تقع بمسافات بعيدة عنا تقطع علاقاتها مع دولة العصابات الصفوية فلا غرابة عندما نشاهد صورة مسربة إذبان الحكومة العراقية السابقة يظهر فيها علي أكبر صالحي يجلس في مقعد العراق بالأمم المتحدة وحوله المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزيباري وزير الخارجية الأسبق وهما يُطأطآن رأسيهما لصالحي وزير الخارجية الإيراني الأسبق ليأخذوا التعليمات والتوجيهات وعينيه تحكي لهما قائلةً أنتما تابعان فلولا بلادي لما جلستما أنتما الإثنان على هذا الكرسي فأنا أحق منكما فيه!
هنا تصبح كرامة جيبوتي وجزر القمر الدولتان الإسلاميتان الصغيرتان بالمساحة تصبح كرامتهما وعزتهما على امتداد المسافة الواصلة ما بيننا وبينهما وملءُ الدنيا أجمع وتصبح كرامة بعض المستعربين في محيطنا كالفاصل الحدودي ما بيننا وبينهم وهو ليس أكثر من العقم الترابي الذي لا يتجاوز عدة أمتار.
كما لا ننسى ولن ننسى أن هنالك بعض المستعربين في محيطنا العربي يخرجوا علينا بين الفينة والأخرى عبر قنوات كرست نفسها لمعاداة السعودية وعلى سبيل المثال لا الحصر «عبد الدولار قطوان» وهو صاحب إحدى المواقع الصحفية الإلكترونية التي أنشأها مؤخراً، وقد كرس حياته لسب وشتم السعودية لا لشيء سوى أنها تدعم قضية بلده فلسطين منذ نشأتها وهي قضيتنا وقضية العرب والمسلمين قاطبة، فكلما ألقمت إيران فاه ذلك المعتوه عظماً كلما زاد استعارا واهتراشاً لمهاجمة وسب وشتم السعودية ودول الخليج على الرغم من أنه كان يوماً ما أحد المقيمين بالسعودية وعمل صحفياً بإحدى الصحف المحلية ولما انتفش ريشه واستدارت «عِلباه» وأصبحت أكثر سمكاً واحمراراً خرج منها ليحط به المقام بلندن ليبدأ مشوار الارتزاق من هناك للنيل من سمعة بلاد الحرمين الشريفين بلاد المسلمين وقبلتهم لينعق مع كل ناعق يدفع له أكثر ويلهث مع كل لاهث يريد ببلاد العرب شراً (والساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب) كما يقول الممثل عادل إمام بأحد أفلامه فالعهر الإعلامي له ناخسوه وله مرتادوه ومسوقوه فلا غرابة أن يظهر علينا عبدالدولار قطوان وعبدالدينار وعبد البسطار، فكلما ظهر مرتزق جديد من المستعربين نعلم أننا على حق وأننا على الطريق السوي القويم، فسيري بلاد الحرمين الشريفين وقبلة الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين للمجد والعلياء فوالله أن الله يحميكِ ويرعاكِ ويكفيكِ شر كل من أضمر لكي الشر، فأنتِ على الحق باقية.. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.