د. عبدالحميد بن عبدالله الحبيب ">
يشكل الحزم أحد السمات الشخصية والنفسية المهمة التي تساهم في بناء التوازن في حياة الأفراد وتخليصهم من كثير من المشكلات والمتاعب، وتؤدي إلى بناء نظام نفسي قوي قادر على مواجهة مشكلات الحياة ومتاعبها، وقبل ذلك تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف المرسومة.
لا يمكن أن نجد شخصًا ناجحًا ومستقرًا نفسيًا دون أن يكون لديه قدر من العزم والحزم الذي يمكنه من تجاوز عقبات التسويف وممارسة المماطلة والخمول.
الحزم الذي هو ضد التراخي والكسل والتسويف يشكل أداة فاعلة في محاربة المشاعر السلبية لدى الأفراد.
كثير من المحبطين واليائسين والمنشغلين بالنقد السلبي والهروب من العمل الجاد لديهم ضعف شديد في القدرة على الانضباط الداخلي والحزم مع أنفسهم والعزم على التغيير، فهم يهربون من ذلك كله إلى مهاجمة الآخرين وتحميلهم ما هم فيه.
الملل والطفش الذي يكسو حياة الكثيرين من أفراد المجتمع اليوم يعود جزء كبير منه إلى عدم الحزم وضعف العزم في مواجهة وتغيير الواقع.
بل إن أشد الأمراض النفسية وأصعبها يكون لضعف العزيمة وعدم القدرة على الحزم دور كبير في استفحال المرض وسيطرته على حياة المرء وتدميرها بشكل كامل.
إن بناء الحزم والعزم في نفوسنا يكون من خلال برامج التربية الطويلة وتعزيز ثقافة الجدية في المجتمع والمشاركة الجادة والإيجابية في البناء وأن تكون قيمة الفرد فيما يقدمه من عمل وإنتاجية، وتعزيز قيمة العمل وأهمية الوقت وأخلاق الاحتراف والمهنية والتعامل بين أفراد المجتمع وأن يكون شعارنا أننا نستحق الأفضل وأننا قادرون على صناعته والوصول إليه بعزمنا واحترامنا لبعضنا البعض، وأن نرفض روح التواكل والسلبية وفي مملكة الحزم والعزم لا مجال للتراخي والكسل.
- أمين عام اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية