سلطان المهوس
تحت مسمّى التطوير والمستقبل والهيكلة يمكن أن تهرول بعيداً عن عالمك الحقيقي، والمؤلم أنّ الهرولة قد تدعس بأظافرها المتسلطة ضحايا أبرياء أو ربما تقودك للهاوية، ففي النهاية يبقى القانون والنظام سيد الموقف تماماً ..!!
في اللجنة الأولمبية السعودية حراك لم يظهر على السطح منه سوى قشور المديح والثناء، مخفياً وراءه واقعها التنفيذي وخطط العمل المرسومة والتي تهدف للهرولة بعيداً عن الواقع، تحت غطاء الكسل الرقابي للجمعيات العمومية واستسلام رؤساء الاتحادات، فما أفرزته شركات التطوير والهياكل هو تعيين مدراء تنفيذيين للاتحادات بدلاً من الأمناء، ويكون ارتباطهم وتعيينهم من قِبل اللجنة الأولمبية وبصلاحيات قد توازي صلاحيات رئيس الاتحاد، وهو ما يعني الاستيلاء الكامل على النظام الانتخابي، وجعل الاتحادات أسيرة لدى الأولمبية وليست مستقلة كباقي اتحادات العالم، ولا أعرف الهدف من وراء ذلك إلا الضرب بعرض الحائط بأبحديات العمل الأولمبي الدولي الذي يرفض التدخل بعمل الاتحادات، ويعتبر اللجان الأولمبية مجرد مؤسسات إشرافية داعمة ومظلة للتواصل الخارجي ..!!
في الوقت الذي كنا فيه قد استبشرنا بولادة مشروع أطلقه الأمير نواف بن فيصل بالنهوض بالجمعيات العمومية للاتحادات، نصحو اليوم على تجريد كامل للمعنى الحقيقي للالتزام بالمعايير الأولمبية، وبالقدر الذي نحيي فيه برامج التطوير والتنوير، إلا أننا نحذّر من التوغل نحو الاتحادات المستقلة بحسب الأنظمة للإملاء عليها تحت ذريعة التطوير، وكأنّ لا إنجازات ولا رجالات ولا خبرات فيها ..!!
معرفة الأنظمة وتطبيقها ومعرفة كل فرد لدوره وحدوده في المنظومة الأولمبية وكذا الاتحادات هي الغاية، لذلك من السلبية والخطورة أن يلعب أحد ما دوراً أكبر منه، لأنّ النظم الدولية لا ترحم، وسيكون الواقع كاللغم المخفي لا نعرف متى ينفجر، وعندها سيكون الدمار ربما شاملاً نحو تجميد الأنشطة الأولمبية برمتها!!
أتابع حراك الاتحادات الرياضية وألمس تهميشاً لأدوارها وارتفاعاً لصوت من يرون أنهم ربان تطويرها، وأرى امتعاضاً من هذا الواقع، ومن باب الأمانة أقول: اتحاداتنا فيهم من الخبرات والرجال الكبار فهماً وعلماً وتجربة، فلا تتعاملوا معهم بطريقة الأستاذ والتلميذ خاصة إذا كان الأستاذ ليس ملماً بتخصصه!!
قبل الطبع:
الثقة لا تتجزأ..!!