يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهم الله-، وإلى الشعب السعودي، بمناسبة انطلاق فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) لعام 1437هـ في دورتها الثلاثين، هذا الحدث التراثي والثقافي الكبير كأهم مناسبة وطنية يمتزج فيها حاضرنا بماضينا وتتداخل الأزمنة بعروض وأشكال من وحي ثقافات وطنية من جنوبها وشمالها وشرقها وغربها، لتؤكد الهوية العربية والإسلامية من خلال هذا الموروث الأصيل، ليستذكر من خلال فعالياته المتعددة والمتنوعة الجيل الجديد كيف كان الجيل القديم.
ويحظى هذا الحدث الثقافي الكبير باهتمام عالمي في أنحاء العالم كافة، وحقيقة نلمس هذا الاهتمام في أوروبا من محبي الثقافات ورواد الفكر والأدب والمهتمين بحوار الحضارات، فهناك أصداء جميلة على المستويين الرسمي والشعبي الألماني بشكل خاص، بهذا الحدث التراثي والثقافي، الذي يعتبرونه رابطاً ثقافياً وحضارياً يربط ماضي التاريخ العربي الأصيل بتاريخه المعاصر الحديث، فهناك الكثير من الألمان المهتمين بتتبع مراحل نمو وتطور الثقافة والحضارة في الوطن العربي، والتاريخ مليء بالمستشرقين الألمان الذين قضوا وقتا طويلا في الجزيرة العربية، عاشوا وعاشروا الحياة في وسط الجزيرة العربية في أصالتها وعراقتها وكرمها وبطولاتها وتاريخها، فهناك احترام وتقدير كبيرين من قبل الرأي العام الألماني للثقافة العربية بشكل عام، في المملكة العربية السعودية.
وتحل جمهورية ألمانيا الاتحادية هذا العام ضيفاً كريماً على المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، باعتبارها ضيف الشرف لهذه السنة، وبمشاركة وفد رفيع المستوى، يتقدمهم معالي وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وعدد كبير من ورجال الفكر والثقافة وكبار رجال الأعمال، وستكون مشاركة مختلفة ومميزة يحضر من خلالها الفن والتاريخ الألماني العريق ليمتزج بصناعات كبيرة وضخمة كدولة عظمى تقود الاتحاد الأوروبي وعموده الفقري في قوة اقتصاده (وصناعاته الضخمة المتقدمة في مجال التقنية والطب والطاقة وغيرها) وسياسته وثقافته، كما أن هناك حراكاً ثقافياً كبيراً جداً للمشاركة على أعلى مستوى في مهرجان الجنادرية بعدد كبير من رجال السياسة والفكر والإعلام وكتاب الرأي والأكاديميين للحوار الثقافي والحضاري مع نظرائهم من المملكة العربية السعودية.
وأقول إن المواطنين والمقيمين من زوار المهرجان على موعد وعن قرب، مع جناح مميز لدولة مميزة صاحبة السمعة العالمية اقتصادياً، الدولة الصناعية ورابع دولة على مستوى العالم من ناحية القوة الاقتصادية، ليشاهدوا الصناعات المتعددة التي تقدمها هذه البلد في قطاعات السيارات والمعادن والماكينات المختلفة كافة، ناهيك عن إنتاج تكنولوجيا الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية، كما سيشاهد الجمهور السعودي الكثير من المنحوتات والقطع الفنية من أعرق المتاحف الألمانية، أمثال متحف الفرقة والمتحف الألماني وغيرهما، وأدوات صناعية وتقنية أخرى متطورة.
لافي بن فلاح المطيري - مسئول الشؤون الإعلامية - سفارة خادم الحرمين الشريفين- ألمانيا