طالعت في الجزيرة بتاريخ 29 ربيع الأول 1437هـ، ما كتبه الدكتور عبدالعزيز الجارالله في عموده «مدائن» تحت عنوان (إيران لا تفهم إلا هذه اللغة)، نعم يا دكتور الدول الصفوية الإيرانية لا تفهم إلا لغة التهديد، والوعيد، والدمار، والاعتداء على السفارات، ولها تاريخ أسود طويل مع السفارات ورجالها. إذا كانت إيران تستطيع أن تحمي السفارة السعودية، ولم تفعل فهذه مصيبة، وإذا كانت لا تستطيع فالمصيبة أكبر وأعظم، ولكن يتضح أنَّ تاريخ إيران الصفوية الحاقدة على كل عربي، تاريخ طويل مع احتلال السفارات في بلادهم، ولعل النظام الإيراني لا يعلم الحماقة التي قام بها تجاه السفارة السعودية بطهران، وكذلك القنصلية في مشهد، مما جعل جميع الدول أصبحت تخاف على سفارتها في إيران بمجرد أي اختلاف بسبب أو بدون سبب. سوف تأمر عدداً من أفراد جيشها الذين يظهرون بملابس مدنية اقتحام السفارات. إيران التي كان لها الإبداع في تطوير الرافعات الحديثة ليس من أجل تنمية الشعب الإيراني العزيز، بل من أجل إعدام وتعليق الأجساد التي أصحابها تطالب بالحقوق المشروعة، وخصوصاً من الطائفة السنية المغلوبة على أمرها في إيران.. قد طال حلم حكيم العرب عليهم ملكنا الغالي ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) حتى جاء أمره الحازم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران الصفوية، فواصلت جميع الدول العربية والإسلامية والعالمية استنكارات الهجوم على السفارة والقنصلية السعودية؛ لأن هذا مخالف لجميع الأعراف الدولية، وميثاق الأمم المتحدة.
بحماقة كبيرة حاولت إيران التدخل بالشأن السعودي الداخلي، ولعلها قد اختلطت عليها الأمور وهي لا تعلم بأن هذه هي المملكة العربية السعودية التي قائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، ربما أنَّ الدولة الصفوية قد أصابها الغرور، والثقة بالنفس، حتى أنها لا تفرق بين السعودية، وبين بعض الدول التي زرعت فيها ما يسمى «حزب الشيطان» أو «ميليشيات مخربة» أو «مخلوع مفلس» و «حوثي جبان». يا بني صفوان اصحوا من سباتكم العميق وعليكم بالإفاقة من سكركم المضحك.. أنتم الآن بفعلكم هذا تعتدون على أماكن دبلوماسية سعودية، وتدخلون بشأن سعودي، نعم بشأن سعودي، ولعل رجال السياسية في إيران يلعبون بالنار التي سوف تحرقهم.
ويأتي هذا بعد القرار الحازم من ملك الحزم بقطع العلاقات مع إيران الصفوية، تلك العلاقة التي كان المستفيد منها بالجانب الأكبر إيران، وطرد بعض الدول العربية لسفراء إيران، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي لعدد من الدول، والاستنكار العالمي قد جعل دولة إيران المهتزة سياسياً بعد عاصفة الحزم المباركة تأخذ درساً جديداً، وصفعة قوية، تكون عبرة لكل من أراد أو يفكر في التدخل في الشأن السعودي، أو التطاول على الممتلكات والسفارات السعودية بأنَّ هذا هو مصيره. في الحلم وفي الغضب سوف يعلم الذين ظلموا أي منقلبون ينقلبون. وأنَّ بلادنا بقيادة ملك الحزم وحكومته الرشيدة سايرة على تطبيق شرع الله تعالى، ولن تتعطل تنفيذ الأحكام الشرعية.
نسأل الله العلي العظيم أن يزيد خادم الحرمين رفعة في الدنيا والآخرة؛ نظير ما قدم من رفعة للأمة العربية والإسلامية والتضحيات الكبيرة، وحفظه الله للمسلمين عامة، وحفظ ولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، وبلادنا وجنودنا البواسل ودمتم.
- خالد عبدالرحمن الزيد العامر