خالد الدلاك
لا يهمنا نحن النقاد والمتابعين والمراقبين المحايدين لدورينا الجميل ومنافساتنا الأخرى التي تحمل أسماء أجمل فوز الفريق الفلاني أو العلاني.. ما يهمنا في المقام الأول سيادة المنافسة الشريفة، وعدم كبح جماح الفرق الطموحة، ونصب راية تحكيمية عادلة، وسيرة مثالية منصفة كاملة ومتكاملة، لا تفرق بين صغير وكبير، وتسمح للقانون الكروي بأن يأخذ مجراه بدون تمييز أو عمى ألوان أو تمادٍ في الانحياز والوقوف بجانب الفريق الأكثر رهبة وسطوة ونفوذاً بعيداً عن الاستقامة والعدالة التي ينشدها الجميع بدون تمييز أو استثناء.
إن إفساد فرحة لاعب مغمور بهدف جميل وأمام كيان كبير، وحرمان فريق من فرق الظل من حقه لحساب جانب أهم وأكبر في عالم المستديرة، لهو الإجحاف بعينه، والظلم بأصوله، والقهر بكل أشكاله وأنواعه.. المشكلة أن كل قضية وتهمة ثابتة وموثقة بهذا الشأن تُسجَّل دائماً وأبداً ضد مجهول، وتُغيَّب وتُحفظ، وعلى المتضرر اللجوء إلى من هو الخصم والحكم في وقت واحد!
هذا بالرغم من أن من افتعلها وارتكبها يمارسها مع سبق الإصرار والترصد مكرراً فعلته على رؤوس الأشهاد بدون حسيب أو رقيب، وكأنه لم يفعل شيئاً ويخالف القانون والأصول بطريقة تثير الشكوك والريبة، وبأخطاء بدائية قابلة للتأويل والتحوير وحتى التدويل، ولصالح أطراف معينة وثابتة ومعروفة، دائماً ما يثار حولها الجدل؛ لكون كل معاناة الخصوم وضررهم يصب في مصلحتها دون غيرها من الفرق الأخرى التي تخسر وتتعب وتجتهد، ويأتي من يصادر ذلك بصفارة ظالمة، أو راية خاطئة، تفسد المتعة وروح المنافسة الحقة التي من أجلها نُظمت المسابقات، وأُقيمت المباريات، وشاركت الكيانات.
إن كرة القدم لعبة شعبية، مثلما من حق الجميع أن يمارسها من حقهم أيضاً جني متعتها ومكاسبها وتخليد أسمائهم في ذاكرتها؛ لتتوارث الأجيال صيت التفوق والعز والمجد.. لهذا فإن اختزال واقتصار تلك الأمجاد والانتصارات على فئة دون أخرى بفعل فاعل هو إفساد للمتعة والتشويق والإثارة وحلاوة كرة القدم، التي يعد العدل والمساواة والإنصاف متعتها وعمادها ونورها وسرورها وسورها الذي يحميها ويصونها من خربشات وتصرفات من أسقط الراية، ولم يحمل الأمانة مقابل مكاسب مؤقتة على حساب الضعفاء البؤساء الذين لا يملكون إلا السكوت والصبر على قرارات الظلم والضيم خوفاً من غرامات وقرارات الانضباط، التي ستنصر من ظلم حتى لو كان ظالماً متسلطاً بشهادة الكل وأمام مرأى من الجميع!