رؤية - المدرب السعودي.. فهد العايد:
جاء خروج منتخبنا الأولمبي تحت ثلاث وعشرين سنة من كأس آسيا في قطر نتيجة متوقعه لما صاحب فترة الإعداد القصيرة والتغيير الغريب في الجهاز الفني... الخ هذه الأمور المعروفة للجميع وما يهمنا الآن أن نعيد فتح ملفات الفئات السنية بعد مشاهدتنا لأخطاء فردية كثيرة وقعت من لاعبين في سن يفترض بهم أن يكونوا جاهزين تمامًا لتنفيذ الخطط التكتيكية بلا أخطاء تكنيكية كارثية هذا عدا الأخطاء في الإعداد التكتيكي أن لب الموضوع وأول المشكلات التي يجب أن تعالج في الفئات السنية هي عدم أخذ المدربين المشرفين على فرق درجات الشباب والناشئين الفترة الكافية في العمل لرفع المستوى التكتيكي والتكنيكي للاعبي هذه المراحل الجملة الأخيرة واضحة للجميع والسؤال المطروح: ما الحلول المعقولة لتجاوز هذه النقطة؟
العمل التدريبي:
إن أكبر مشكلة تؤرق كل مدرب هي مباراة الجمعة القادمة فهو مطالب بالفوز والعمل مع أكثر من ثلاثين لاعبًا كل أسبوع خلال ساعة ونصف تقريبًا حتى يُقيَّم عمله الأسبوعي وهو الأمر الذي يمنعه من ترتيب أولوياته في الجرعات التدريبية حسب كل فئة سنية لأنه دومًا يصبح تحت ضغط الفوز في مباراة الجمعة لذلك فإن أول الحلول وأهمها تكمن في تعديل جدولة لعب المباريات لكل فئة بحيث تكون المباريات كل أسبوعين - بدلاً من كل أسبوع كما هو معمول به حاليًا - بحيث تلعب هذا الأسبوع على سبيل المثال مباريات درجة الشباب والأسبوع الذي يليه مباريات درجة الناشئين وبذلك يتم منح الأجهزة الفنية المجال للعمل أسبوعين كاملين قبل كل مباراة ويكون العمل كالتالي:
« تطوير المجموعة بالكامل وعدم التركيز على 13- 15 لاعبً فقط كما هو حاصل حاليًا.
« وضع برنامج كامل لإعداد المجموعة من جميع أساسيات اللعبة والعمل على نقاط الضعف ففي معظم القطاعات السنية في الأندية السعودية يتم تسجيل ما بين 30 - 40 لاعبًا، وبالنظر إلى عدد أيام التدريب الأسبوعية (4-5 أيام) والموسم الرياضي المعتمد لهم (4-5 أشهر) من دون فترات الامتحانات والأعياد لا يجد المدربون الوقت الكافي للعمل المطلوب وفق الجودة المتوقعة لتطوير المجموعة بالكامل.
« ترتيب مباريات أسبوعية ودية للمجموعة الاحتياط ليتمكن المدرب من الوقوف على مستوياتهم الفنية من خلال المباريات فكما هو معروف في المراحل السنية يتم التركيز من قبل أغلب المدربين على الفريق المشارك في المباريات إضافة إلى ثلاث لاعبين من الاحتياط - بسبب الضغوطات الإدارية للحصول على بطولة وليس الإعداد - فيما يلزم توفير مباريات للاعبين غير المشاركين في المباريات الرسمية فالمباريات تكسب اللاعبين خبرات أفضل ورؤية أكثر للمدرب وهي تدعم فكرة منح المدرب مزيدًا من الوقت للعمل فعندما تكون الفواصل بين المباريات أسبوعين فالمدرب قادر بشكل أكبر على رؤية جميع اللاعبين والعمل على تطوير النواحي الفنية والمهارية للمراكز والمجموعة، وكذلك اختبار اللاعبين غير الأساسيين أسبوعيًا في مباريات جديدة. كما أن مزيدًا من العمل لكامل المجموعة سيدعم أيضًا الفرق التي ستستفيد مستقبلاً من اللاعبين الذين لن ينضموا للفريق الأول بوجود إعداد عالٍ لهم.
« مع وجود فترة أسبوعين بين كل مباراة التي تليها سيجد المدرب وقتًا كافيًا لوضع برامج تثقيفية لرفع مستوى اللاعب سلوكيًا واحترافيًا بإحضار متخصصين وإقامة محاضرات متخصصة لهم لوجود الفرصة الكافية للمدرب بدلاً من ضغط الوقت الحالي الذي يصرف النظر تمامًا عن الأمور المهمة في العمل والتركيز على الفوز في المباراة القادمة فقط.
« عدد الحكام والمراقبين: تخفيف العبء على لجنة الحكام ومنحهم الفرصة الكاملة لإعداد أكبر عدد من الحكام بالطرق المثلى وعدم الاستعجال في مدة الإعداد لهم فالعدد المطلوب أسبوعيًا سيتقلص إلى 50 في المائة لأننا باعدنا وقت المباريات لكل فئة (أسبوع للناشئين فقط ثم أسبوع للشباب فقط).
« الأمن: تخفيف العبء على الأمن العام بحيث يتم تكليف عدد أقل أسبوعيًا وتقديم الجودة نفسها.
« الإسعاف: تخفيف العبء على الهلال الأحمر بحيث يتم تكليف عدد أقل أسبوعيًا وتقديم الجودة نفسها وسبق أن حدثت مواقف تشهد لهذه النقطة وخصوصًا في الفئات السنية وعدم وجود رعاية صحية كافية لعدم القدرة على تغطية المباريات كاملة.
البرنامج الفني على مستوى المملكة:
إن أحد أكبر السلبيات التي تواجه الكرة السعودية في المشاركات الدولية على مستوى الفئات السنية هي غياب وضع برنامج طويل الأجل وبأهداف مستقبلية للكرة السعودية بحيث يتم العمل به من قبل جميع المنتخبات مهما تغيرت الأجهزة الفنية فيفترض عند تجهيز منتخب الناشئين كمثال ألا يلعب من أجل الهدف القصير المدي فقط وهي البطولة التي يستعد لها والأفضل أن تكون هذه البطولة جزءًا من الإعداد فيما يكون الهدف البعيد المدي وهو التجهيز لمستقبل الكرة السعودية وتطوير هذا المنتخب حتى يتم عن طريقة خدمة المنتخبات الأعلى سنًا وذلك بالمشاركة في بطولات مجمعة داخل - خارج المملكة للوصول لهذا الهدف.
إضافة إلى ذلك لا يوجد أي برنامج من قبل الأندية واضح للجميع ويتم العمل لإنجاحه مفصلاً البرامج طويلة - قصيرة الأجل وما الأهداف المطلوب إنجازها والعمل عليها لكل هدف، فما الهدف من التعاقد مع أجهزة فنية لكل فئة؟ وما المتطلب من كل جانب سواء الإدارة اوالجهاز الفني؟ فعند التعاقد مع أي مدرب يجب النظر لمدة العقد وما المطلوب منه تنفيذه خلال هذه الفترة؟ هل هي لإحراز بطولة فقط ام إعداد أجيال مقبلة ورفع المستوى التكتيكي والتكنيكي للاعبي النادي؟ وبالتالي محاسبة المدرب على نتائج العمل التي تم التعاقد معه بناء عليها، وما يحدث حاليًا هو محاسبة المدرب ليس بحسب (ما يفترض) وهو إعداد لاعب بكفاءة عالية بل ترتيبه في الجدول نهاية الموسم وبذلك لا يتم فعليًا بناء عمل حقيقي كما هو يفترض في الفئات السنية.
مشكلات إدارية:
« الهدف من التعاقد مع المدربين لهذه الفئات ليس واضحًا من قبل إدارات الأندية والأسس التي يتم تقييم عمل المدربين عليها.
« الفترة المتعاقد فيها مع المدربين غير كافية لتنفيذ برامج تدريبية بأساليب فنية وعلمية كاملة، فمن غير المتوقع بأن يقوم أي مدرب بتطوير مجموعة من اللاعبين في مثل تلك الفئات في موسم لا يتجاوز خمسة أشهر من العمل الفعلي فيفترض بالمدربين ألا تقل فترة التعاقد معهم ما بين 3-5 سنوات حتى يكون هناك نتائج ملموسة للعمل الفني ويجب هنا التركيز بشكل كامل على انتقاء الأجهزة الفنية الجيدة.
« التقييم الفني لعمل المدربين ومع كامل الاحترام للجميع يتم في الغالب عن طريق إداري الفريق للفئة السنية التي في الغالب يشرف عليها أشخاص لا علاقة لهم بكرة القدم من الناحية الفنية وليس الإدارية.
« ما أهداف وبرامج الأندية للإحلال من خلال الفئات السنية في النادي (أعمار لاعبي الفريق الأول ومراكزهم والمراكز المتعاقد فيها من الخارج)؟ فعند وضع الخطط طويلة الأجل يفترض بالنادي أن ينظر لمسألة الإحلال وتغطية المراكز التي يشغلها مثلاً لاعبون كبار في السن والأخذ بالاعتبار عدد السنوات المفترضة لهؤلاء اللاعبين في الملاعب والعمل على تغطية المراكز بلاعبين جاهزين تكتيكيًا وتكنيكيًا عند صعودهم لتعويض اللاعبين المغادرين.
الأسلوب الأمثل لتجربة المستجدين:
في جميع الأندية لا يتم التعامل مع هذا الإجراء بالطرق المنصفة والاحترافية للاعب المستجد والجهاز الفني والنادي بوجه عام، وذلك بسبب عدم وجود وقت كافٍ للأجهزة الفنية للمتابعة الكافية وإبداء الحكم الفني عليهم، وهناك أمثلة كثيرة في الأندية تم الحكم عليهم بطرق غير احترافية ومنصفة وبرزوا فيما بعد في أندية أخرى. كذلك في الغالب يكلف المدربون أحد أفراد الجهاز الفني ولمدة 15- 30 دقيقة لمراقبة المستجدين وإبداء الحكم النهائي عليهم، من دون التفكير في النواحي والضغوطات النفسية والذهنية للمتقدمين في مثل تلك المواقف.
ومن خلال تجاربي في الولايات المتحدة الأمريكية لمثل هذا الإجراء بحيث يتم الترتيب له كالتالي:
1) يتم تحديد أسبوع للجميع فترة اختبار المستجدين.
2) يتم تسجيل أسماء جميع المشاركين ومن ثم توزيعهم في المجموعات حسب المراكز إن أمكن.
3) منح كل لاعب رقم ولون القميص حسب التسلسل في القائمة.
4) توزيع أفراد الجهاز الفني على كل مجموعة مع قائمة بأرقام اللاعبين في جميع المجموعات للمتابعة والتقييم.
5) يتم لعب مباريات لمدة 10-15 دقيقة في ملاعب صغيرة لمنح اللاعب الفرصة من لمس الكرة أكثر عكس ما يحدث حاليًا حيث يلعب المستجدون حسب علاقة من أوصى بهم مع المجموعة المسجلة على كامل الملعب أو بمساحة صغيرة ولمدة قصيرة، ولا يمكن اكتشاف اللاعب الجيد بشكل عادل عند اللعب على مساحة الملعب كاملاً إضافة إلى أن المساحات الصغيرة تظهر مهارة اللاعب في التكنيك - تسلّم، تسليم، لعب سريع، ضغط...الخ.
6) تدوير أفراد الجهاز الفني على المجموعات مع كل توقف فكل مدرب هنا يمكنه متابعة الجميع في كل المجموعات بشكل مستقل عن المدربين الآخرين وتسجل ملاحظاته على كل لاعب حسب وجهة نظرة الفنية.
7) يتم توزيع المجموعات في الجزء الثاني من الاختبار للعب على الملعب بالكامل وبحضور جميع أفراد الجهاز الفني وتوزعهم على كامل أجزاء الملعب - لضمان التركيز من كل مدرب بشكل فردي - وتسجيل ملاحظاتهم مرة أخرى على المباراة التي تلعب بعد تسجيل الملاحظات سابقًا على مجموعات المساحات الصغيرة.
8) في نهاية الفترة اليومية يتم التشاور ما بين أفراد الجهاز الفني والأخذ بتقييمهم للجميع كالتالي:
o يتم إبلاغ من تم الاتفاق على عدم الحاجة لاستمرارهم بعدم الحضور في اليوم التالي.
o من يكون عليه اختلاف يتم إبلاغه في الحضور لفرصة أخرى للجهاز الفني واللاعب في اليوم التالي.
o التأكَّد من أن الحكم حصل من عدة أطراف وأن اللاعب والمدرب حصل على فرصة كافية للحكم والحكم عليه.
« يفترض بهذه الطريقة أن تكون أسلوب عمل موحد لجميع الأندية.
شهادة التدريب للقطاعات السنية الوطنية:
رفع مستوى المدرب السعودي في هذه القطاعات لأهميتها وأفضلية السعودي بحكم اللغة وتوفير المصاريف التي تدفع للمدربين الأجانب على عمل بالإمكان تغطيته بكفاءات وطنيه إذا منحت التعليم المناسب لكيفية تدريب الفئات السنية عن طريق دورات متخصصة يقوم بها خبراء في هذا المجال عن طريق اللجنة الفنية لشؤون المدربين بالاتحاد السعودي لكرة القدم.