جاسر عبدالعزيز الجاسر
تتعدد محاولات الجماعات الإرهابية للإخلال بالأمن والعمل على نشر الفتنة الطائفية. فبالإضافة إلى تفجير المساجد والأماكن الدينية والمنشآت، توسّع الإرهابيون بالتعرض للمدنيين ورجال الأمن ومهاجمة المراكز الاقتصادية وتنفيذ عمليات إجرامية كالقيام بالسرقة والتوزيع والاتجار بالمخدرات واعتراض نقل الأموال لتمويل عملياتهم الإرهابية، فبعد العملية الإرهابية التي أحبطها رجال الأمن في الأحساء بالتصدي للإرهابيين الذين استهدفوا مسجد الإمام الرضا بحي محاسن أرامكو بمدينة المبرز في محافظة الأحساء، أعقبته بعد يوم عملية إجرامية إرهابية استهدفت اعتراض سيارة نقل أموال لأحد البنوك في مدينة سيهات بمحافظة القطيف، مما أدى إلى استشهاد رجلين من أبنائنا في القوات الأمنية، وهو ما يُؤكد بأن الإرهابيين لا يمكن حصرهم في مكون مذهبي أو ديني، فالإرهاب لا مذهب له ولا دين ولا قومية، ولا يجمعه إلا نزعة الشر والانتماء إلى جماعات حاقدة على المسلمين والإسلام، فهذه الجماعات الإرهابية الإجرامية لا هدف لها إلا إيجاد البيئة التخريبية لنشر الفوضى وتدمير الأمن لتحقيق ما تسعى إليه الأنظمة والجهات التي جنّدتهم لتخريب الأمن والاستقرار في المملكة، ومن ثم التوسع في العمليات الإرهابية التي تركز على استهداف المساجد ودور العبادة وتوزع أعمالها الإجرامية على أهداف منتقاة سواء في اختيارها لمساجد تقع في مناطق عسكرية وأمنية كالتفجير الذي حصل في مسجد الطوارئ في أبها، أو ضد مساجد وحسينيات في أحياء وتجمعات يسعون لاستهداف من يرتادونها إلى إحداث شرخ في اللُحمة الوطنية وإثارة الفتنة الطائفية ولتحقيق أهدافهم الإجرامية يلجؤون إلى كافة الوسائل التي تساعدهم على تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، وقد توصلت الأجهزة الأمنية إلى وجود صلات تنظيمية وعلاقات تعامل بين الإرهابيين، وبين من يتعاملون في ترويج المخدرات وتعاطيها، حيث تم القبض على العديد من المجرمين في مدينة العوامية مِن مروجي المخدرات الذين لهم علاقة تعامل مع الإرهابيين، والآن وبعد حادثة التعرض لسيارة نقل الأموال في سيهات فقد توسع عمل هؤلاء المجرمين، وأضافوا السرقة وقتل الأنفس المعصومة لتمويل عمليات التخريب الإرهابية، وهذا الأسلوب والنمط من عمل هؤلاء المجرمين ليس بالجديد، وإن بدأ يظهر حديثاً في بعض مناطق المملكة، إلا أن الجماعات الإرهابية التي جميعها ظهرت من منبع واحد، قد لجأت إليه في كثير من البدان في العقد الأخير من القرن الماضي، وبالتحديد في تسعينيات القرن العشرين عندما لجأت الجماعات الإرهابية في مصر إلى السطو على محلات بيع الذهب وسرقة البنوك لتمويل عملياتهم الإجرامية، وقد استطاعت الأجهزة الأمنية المصرية القضاء عليهم، وهو ما ستؤول إليه العمليات الإجرامية التي ينفذها الإرهابيون في المملكة.