إليكَ الصباحُ صَبَا والمسا
يُضِيءُ إذا من سناكَ اكتسى
تطولُ المسافاتُ، تنأى، وما الشو
قُ إلاّكَ والشوقُ يطوي المسا...
على وَهْجِ مجدِكَ أدلجتُ لمّا
تنوَّرتُ وجهَكَ ذاتَ مسا
أساريرُ حُسْنهِ تحيي الصباحَ
فيستحيي اليومُ أنْ يُشمسا
كيانٌ على أسِّ ذكرٍ مُبينٍ
وفكرٍ رصينِ الرؤى أُسِّسا
تٌشعُ به نيِّراتُ العقولِ
إذا حندسَ الفكرُ ما حندسا
فأخرسَ -عن أن يبينَ- الفصيحَ
وأنطقَ بالمُعجزِ الأخرسا
فمن نُسْغِ نُورِهِ تحسو الحياةُ
فتزهي وتزهرُ من ذا الحسا
بأَمْنِكَ يا موطنَ النورِ مَنْ
سيَعْبَثُ لمَّا تَلِدْهُ النِّسا
كساءٌ من المجدِ لا يردتيه
سِواكَ فطبتَ وطابَ الكسا
رسوتَ على ذِروةِ المَكْرُماتِ
فأنَّى يُزحزحُ طودٌ رسا
إذا نُكِّستْ خافقاتُ البنودِ
تساميتَ والبندُ ما نُكِّسا
لأنَّكَ منبعُ طُهْرِ الحياةِ
وأطيبُ بَوْغَائِِها مَغْرِسا
بلادي أفدِّيكِ روحي وفاءً
وماذا عساني وماذا عسى
تُسيئينَ ما شئتِ أو تُحسنينَ
بذلتُ لكِ النَّفْسَ والأَنْفَسا
وإن كان ذا كلَّ بَذْلِي فقد
أسأتُ وكم مُحسنٍ قد أسا
فما كان إلا هواكِ الهوى
ولم يَكُ إلا أساكِ الأسى
فلا زلتِ سينًا وعينًا ودالاً
وما كنتِ نونًا وحاءً وسا
- خالد بن عايش الحافي