يا رحمةَ اللهِ ">
من فتحةِ البابِ كان الرِّيحُ غلاَّبا
فجاءَ يا ليْته ما شرَّعَ البابا
..للقادمِ الفذِّ نبضٌ في الكيانِ إذا
آفاقُه تستزيدُ الودَّ أسرابا
قالوا: كذا لحسنُ لم يكملْ فقلتُ لهمْ
لكنَّ للشرِّ أحقاداً وآرابا
الضُّرُّ في الرَّأسِ مثلَ الضُّرِّ في قدَمٍ
سيَّان إنْ حلَّ ما نشكو وإنْ غابا
إنْ شوَّهَوا مَشيَةَ الميزانِ صامتةً
وطأْطأ الأوجُ للأفَّاكِ ما عابا
..لا غروَ إنْ أصبحَ الغدَّارُ مُؤتمَناً
وأصبحَ الصَّادقُ المعزولُ كذَّابا
وبات أهلُ الحجى- والصَّمتُ يُقْعِدُهمْ
منفىً- جُفاةً وأهلُ الزَّيف ألبابا
[وقيل ما قيل إنْ صدقاً وإنْ كذباً] [1]
إنَّ الهوى صار .. حمراءً وحُجَابا
* * *
يسعون بالزَّور قلنا، بلْ نهاجمُ مَنْ
يرمي انتماءً فيحسو رَدَّنا صابا
حتى رأينا جنوحَ الَّليلِ أوديةً
- من الضَّياع- تُدِيلُ الهمَّ أحزابا
أبْكِي على قصَّةٍ كانت منزَّهةً
وكان تأريخُها بالشذْوِ جذَّابا
لم يسكن الَّلهوُ بعضاً من فواصلِها
فطاب من سرْدها الأخَّاذِ ما طابا
والحبُّ قد كان يصفو من تسَلْسُلِها
ما غيَّرَ الحبَّ حتى شاب ما شابا؟
حاولتُ أُغمِضُ عيني عن مجاهرةٍ
لكنَّها كالقذى لم تُرخِ أهدابا
كأنَّ [فارسَها] ما كان ذا هدفٍ
ونورَها لم يكن بالأمْسِ [وهَّابا]
فالطُّهرُ أصبحَ أفلاماً مشاركةً
والرَّدُّ أمسى حكاياتٍ وإعجابا
لِذلكَ الُّلغزِ حلٌّ صار منتشراُ
وجملةُ اللغزِّ لا تحتاج إعرابا
حتَّام نسمعُ هتَّافَ الرَّياءِ فماً
أعمى ونصنعُ لِلأوزارِ أسبابا؟
حتَّى متَّى لا نُذيعُ الخيرَ شارقةً
و.. نطردُ الشرَّ إجراماً ومرتابا؟
* * *
لله من فلقٍ يسعى به شللٌ
أضحى به الخيرُ عَثْراتٍ وأغرابا
لله من راسمي دربِ الوفاءِ خطىً
تُردي لتُفرزَنا حُزْناً وأوصابا
يُصَبِّحون على درب الونى قِيَماً
ويرقدون على الآثامِ أذنابا
ويحملون شعاراتٍ مخادعةً
يبنون في ظلِّها للحبِّ إرهابا
فللنِّفاقِ لسانٌ من تقوِّلِهمْ
كالسِّحر مذ عاشروا إبليسَ أنسابا
ولِلتَّبسُّمِ لونٌ من تملُّقِهمْ
مذْ أصبحوا واختلاقُ الزُّور أصحابا
إنَّا لِمَا يفضحُ الأعداءَ مقتلعاً
جذورَهمْ نرتجي عزماً وأحبابا
فإنَّ للبحْر أمواجاً نخاف بها
على السَّفينةِ إنْ لم يُغلقوا البابا
يا رحمةَ اللهِ ما للمشتكين سوى
لطفِ الإله إذا صِدْقُ السَّنى غابا
مولاي أبْعِدْ عن النَّكران من جنحوا
واغفرْ لمن آبَ يا مولاي أو تابا
1- شطر البيت للنعمان بن المنذر مع تصرف يسير
- منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com