تناولت اثنينية الذييب التي تعقد أسبوعياً بمنزل حمود الذييب ظاهرة المبالغة في التفاخر والخروج عن المألوف والعادة في إبرار مشاعر الفرح أو الترحيب بالضيف والمبالغة بإكرامه، أو ما يعرف مجتمعياً بظاهرة «الهياط» التي تتعارض وتتنافى مع قيم المجتمع السعودي المعتدل والمتوازن المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي القويم بكتابه الكريم وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
افتتح اللقاء الإعلامي مناحي الحصان، والذي بدأ الجلسة الحوارية بتوجيه سؤال حول ما هي حدود التفاخر في الأساس، لكي يمكننا إدراك مدى الالتزام والخروج عن المألوف.
حول ذلك علق سعد الأحمري بقوله «إن التفاخر بداية يجب أن يكون بالإسلام وانتمائنا لهذا الدين القويم, وبالتالي فإن أي مظاهر حياتية نقوم بها يجب أن تكون في إطار هذا الدين ولا تحيد عنه وإلا فإن النتيجة ستكون خروجاً عن تعاليم الدين مما يؤدي إلى الانصراف عنه - والعياذ بالله».
أما سعد العليان، المدقق اللغوي والمستشار بمؤسسة النقد السعودي، فبدأ حديثه عن الظاهرة بتفسير المعنى اللغوي لكلمة «هياط»، حيث أفاد أنها كلمة عربية أصيلة ولو لم يستعملها الكثير، وهي تعني تضخيم الافتخار والمبالغة به بالكذب، كما تحمل معنى افتعال المواقف الغريبة وغير الحقيقية.
أما عن أسباب انتشار الظاهرة فيرى إبراهيم الزامل، رئيس مجلس البلديات، بأمانة مدينة الرياض، أن «الهياط» لا يعد ظاهرة في المجتمع بعد، بمعنى أنها لم تصل إلى حد الانتشار بين أفراد المجتمع بالشكل الذي يسمح بأن نطلق عليها ظاهرة، كل ما في الأمر هو أن مثل هذه الأفعال أخذت حظها في الانتشار بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تداول هذه المواد المصورة مئات بل آلاف المرات، ومن ثم يصبح وجودها مكثفاً لهذا الحد.
كما أكد الزامل على ضرورة أن نفرق بين التحدث بما أنعم الله به علينا، وهو الأمر المسموح به شرعاً، وبين التفاخر المبالغ فيه. ويدلل على ذلك بقوله: «كثير من الزواجات تنحر فيه الذبائح للضيوف وفي نهاية الحفل تنقل الكميات المنتبقية من الأطعمة للجمعيات الخيرية والجمعيات التي توصل الأطعمة لمستحقيها من المحتاجين».
من ناحية أخرى تناول فهد الصالح في معرض حديثه الشخصية التي تقوم بمثل هذه الأفعال، حيث قال إن مثل هذه الشخصيات تعاني من تضخم الأنا وتعاني من حب الظهور والشهرة بلا مبرر.
كما علق على أن ظاهرة «الهياط» ازدادت مع ظهور برامج الشعر التي تعتبر فرصة سانحة للتفاخر والمدح والمزايدات غير المعقولة، وفي هذه الحالة تكون المشكلة في الشخص الممدوح وليس في الشاعر ناظم القصيدة. فلو لم يجد الشاعر من يدفع له نظير شعره لم يقم بإطلاق هذه القصائد.
في النهاية علق فالح السمحان، التربوي بمدينة الرياض، بقوله إن المشكلة والحل تكمن في وسائل التواصل الاجتماعي. فكما أن المساعدة على انتشار هذه المقاطع يكون عبر المواقع المجتمعية فكذلك يمكننا تجاهلها والحد من انتشارها عن طريق عدم إعادة بثها ونشرها من حساب إلى آخر.