ملتقى الأوقاف الثالث يناقش التطوير والمعوقات والحلول والتجارب العالمية وتفعيل الشراكات ">
الجزيرة - الرياض:
يرعى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، يومي الأحد والاثنين المقبلين، الملتقى الثالث للأوقاف والذي تنظمه الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق إنتركونتننتال الرياض.
عرض التجارب
وقد جاء هذا الملتقى منذ انطلاقته الأولى قبل سنوات نظراً لأهمية الأوقاف وحاجتها إلى دراسة البيئة التشريعية والقانونية لمشروعات الأوقاف في المملكة، والإسهام في تطويرها، والوقوف على أبرز المشاكل العملية لمشروعات الأوقاف وتحليلها واقتراح الحلول العلمية والعملية لها، وعرض التجارب المحلية والإقليمية والدولية المتميزة في هذا المجال، للاستفادة منها وتسليط الضوء على فرص تطبيقها واقتراح آليات عملية لمساعدة رجال وسيدات الأعمال وراغبي فعل الخير في تنظيم أوقافهم، وتفعيل الشراكة بين القطاعات والجهات ذات العلاقة في مجال الأوقاف
ومن اللافت حرص لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض على مشاركة مجتمعية واسعة، حيث يفتتح الملتقى رسمياً بكلمة ولقاء مفتوح مع الراعي، معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.
خمسة محاور
ويرأس الجلسات عدد من الوزراء، حيث يرأس جلسات المحور الأول وزير الشؤون الاجتماعية، الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، كما يرأس أوراق ومناقشات المحور الثاني وزير التجارة والصناعة توفيق بن فوزان الربيعة، فيما يتولى المحور الثالث الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، المستشار بالديوان الملكي، أما المحور الرابع فيترأسه الدكتور خالد بن صالح السلطان، مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أما المحور الخامس من محاور الملتقى فيرأس جلساته الرئيس العام لشؤون الحرمين، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس.
وتتضمن أعمال الملتقى خمسة محاور، الأول «أنظمة إدارة الأوقاف» وتقدم فيه ثلاث أوراق عمل حول زكاة الأوقاف، والدور المرتقب للهيئة العامة لتنظيم الأوقاف، وصك الوقفية ودوره في تنظيم الأوقاف، والمحور الثاني بعنوان: «الأوقاف وتطبيقاتها في واقعنا المعاصر» وتعرض فيه أوراق عمل حول أوقاف الجمعيات الخيرية تشغيلها واستثمارها، وملامح مشروع الشركات الوقفية والمؤسسات غير الربحية، وأوقاف الحرمين الشريفين، وموضوع المحور الثالث عن «البناء المؤسسي للأوقاف» ويناقش دور هيئات التقييم في المحافظة على الأوقاف، ودور الموارد البشرية في تطوير الأوقاف، وعوامل النجاح في المنظمات، فيما يتم في المحور الرابع عرض «تجارب عالمية في الأوقاف»، منها تجربة الأوقاف البريطانية والتجربة التركية في الأوقاف ونظام الترست في بريطانيا .
وسيناقش المحور الخامس واقع الأوقاف في المملكة في مجالات التشريعات والأنظمة، وأوقاف الجمعيات الخيرية ، والتنمية الاجتماعية.
ثلاث أوراق
و سيتم طرح ثلاث أوراق عمل، في كل محور بالإضافة إلى طرح مواضيع مهمة وذات أبعاد استراتيجية في مجال الأوقاف ومنها الأنظمة والتشريعات الوقفية، وورقة عمل حول صك الوقفية ودوره في ضبط الأوقاف، وورقة حول ملامح نظام الشركات الوقفية والمؤسسات غير الربحية والموارد البشرية ودورها في تطوير الأوقاف، والأطر القانونية للاستثمارات، والدور المرتقب للهيئة العامة للأوقاف وغيرها من المواضيع المتعلقة بمجال الأوقاف، وبمشاركة نخبة من المتحدثين من داخل المملكة وخارجها.
وتعقد ضمن فعاليات الملتقى ثلاث ورش عمل الأولى بعنوان «الأوقاف.. عوائق وحلول» و»الاتجاهات المعاصرة في المصارف الوقفية»، والورشة الثالثة عن تأسيس الأوقاف، والرابعة بعنوان «الاستثمار الناجح.
مناقشات عميقة
وكان بدر بن محمد الراجحي، رئيس لجنة الأوقاف في غرفة الرياض قد قال، أن الملتقى سيركز على الطرح العملي وعلى التنوع في تقديم الرؤى والأفكار، مبيناً أن جهوداً كبيرة بذلت للإعداد لهذا الملتقى في دورته الثالثة تتبدى من خلال حجم الترتيبات الجارية ونوعية المشاركات والأوراق المقدمة في المحاور الخمسة، وفي ورش العمل، نرجو أن تسهم، إن شاء الله، بالخروج بتوصيات تعزز دور الأوقاف الاقتصادي والاجتماعي ليستعيد هذا القطاع الحيوي مكانته اللائقة به.
وثمن الراجحي، رعاية وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أعمال الملتقى الثالث للأوقاف، مشيرا إلى أن اهتمامه الشخصي يضفي على الملتقى أهمية متزايدة، مؤكدا أن أوراق العمل المقدمة تناقش قضايا القطاع بعمق.
وأوضح أن هناك مساحة واسعة في الملتقى تم تخصيصها لحضور النساء في جلساته وفعالياته المساعدة، لتعكس الإسهام الكبير للمرأة في قطاع الأوقاف، ودورها في تطوير هذا القطاع وتفعيل إسهامه في التنمية، لافتاً إلى أن نخبة من الباحثين والمتخصصين في التشريعات والاستراتيجيات والاستثمار والتنمية المجتمعية والمصارف الوقفية من داخل وخارج المملكة سيشاركون في الملتقى.
تنظيم الأوقاف
وأكد الراجحي أن الملتقى يهدف من خلال ما سيطرح إلى المساهمة في تنظيم الأوقاف وتعزيز دورها المجتمعي بما يتوافق ومستجدات العصر، نظرا لوجود توجهات في الآونة الأخيرة إلى وقف أنواع جديدة من أعيان الأوقاف، كالأسهم والحصص في الشركات والمصانع والعقارات وغيرها، الأمر الذي يتطلب عقد لقاء يشارك فيه عدد من الجهات ذات العلاقة والمختصين والمهتمين في هذا المجال
وأشار الراجحي إلى فعاليات أخرى للملتقى تتمثل في المعرض المصاحب، حيث شارك فيه في الدورتين السابقتين نخبة من الجهات المرتبطة بالأوقاف من مصارف وبنوك وشركات استثمارية ومراكز دراسات ومكاتب استشارية ومؤسسات وقفية وجمعيات خيرية وغيرها، والذي عرضت فيه نماذج مميزة للخدمات التي يمكن أن تقدمها هذه الجهات للأوقاف، آملا أن يكون معرض هذا العام أكثر تميزا من خلال نوعية الجهات التي تم دعوتها للمشاركة فيه والتي تعد بحسب تعبيره من الجهات العريقة في هذا المجال
كما بين الراجحي العزم على إقامة عدد من ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة ضمن فعاليات الملتقى، مشيراُ إلى أنه سيتم تكريم عدد من الجهات والأفراد ممن لهم إسهامات مميزة في مجال الأوقاف تحفيزا لبذل المزيد من العطاء في هذا المجال وحثا للمجتمع على الإسهام في خدمته
وثمن الراجحي الجهود والدعم اللامحدود الذي يلقاه هذا القطاع من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وولي عهده وولي ولي عهده ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
هيئة مستقلة
وكشف الراجحي، عن مشروع إنشاء هيئة مستقلة للأوقاف في طريقه إلى النور بعد أن وافق مجلس الشورى على الدراسة المقدمة بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن هذه الهيئة ستكون مستقلة بمجلس إدارتها وتنظيمها، وسيتم تعيين محافظ لها من قبل مجلس الإدارة
وكشف الراجحي أن ملتقى الأوقاف في نسختيه الأولى والثانية شهد نجاحًا باهرًا من جميع الجهات، مؤكدًا أن من أهم النتائج أن الأوقاف التي أوقفت بالمليارات في ظل الدعم الملموس والواضح من مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية
وأعلن أن المعرض المصاحب لملتقى الأوقاف الثالث سيشهد إطلاق مشروع شركة متخصصة لإدارة الاستثمارات الوقفية.