سعد الدوسري
الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من يوقفه عند حده، أو يناصحه على الأقل.
إن الذين ضحوا بأنفسهم لحماية المصلين في الدمام أو الأحساء أو نجران، يمثلون التوجه الحقيقي لرعاية المساجد والعناية بها. فبالإضافة للإهتمام بالصيانة العامة لهذا المرفق الحيوي الملتصق بحياتنا، هناك الحماية العامة له من أولئك الذين يخططون لاستغلاله لأهدافهم الخاصة، فرجال الأمن ليسوا مطالبين وحدهم بالحراسة، الجميع حراس لبيوت الله من كل الأخطار، ومن ضمنها التفجير. ولولا الله، ثم أولئك الشهداء في الشرقية والجنوب، لارتفعت أعداد القتلى، من العشرات إلى المئات.
إن أبسط مهمة يقوم بها المسلم تجاه مسجد حيه، ألا يغفل عنه، وألا يدعه ساحة للذين يوهمون الآخرين بأنهم هم وحدهم المسؤولون عنه، في حين أن الأمر مسؤولية مشتركة على الكبير والصغير، الغني والفقير، كل حسب طاقته. وبهذه الممارسة، يعود المسجد ليكون جزءً حيوياً من حياتنا، مندمجاً مع تفاصيلنا اليومية، غير بعيد عن أسماعنا وأبصارنا.
إن اختيار المساجد كهدف من أهداف الإرهاب لم يأت عبثاً، فبالإضافة لقتل الأبرياء وترويعهم، هناك إذلال لرمزهم الديني. ومن هنا، يجب على الجميع حراسته.