إبراهيم الطاسان ">
بزغ فجر نوري المالكي حينما تسلمت إيران دفة توجيه القرار بالعراق بعد الانسحاب الأمريكي ليرأس حزب دولة القانون (بلا قانون)، لتتيح له رئاسته للحكومة في فترته الأولى نثر بذور الفساد الطائفي والقضائي والمالي. وحينما خسر الانتخابات أمام اياد علاوي في الفترة الثانية، لجأ لقطف ثمار بذوره في القضاء العراقي ليحكم له بقانون تتضاءل أمامه كل قوانين قرقوش، بفتوى المحكمة الدستورية التي أفتت بفوز الكتلة البرلمانية الأكبر في البرلمان برئاسة الحكومة.
لو كان الأمركذلك في اعراف النظم السياسية لكان الأمريكان وفروا الاموال المنفقة على الانتخابات التمهيدية للمرشحين لرئاسة أمريكا لأغلبية الجمهوريين في مجلس النواب. (الفرق ان هناك قضاء، وفي بغداد خواء) ورغم الرفض الشعبي والحزبي لنوري المالكي ظل متأسياً بحسن نصر الله ومبدئه بالثلث المعطل، فماطل كثيراً قبل ان يلزم بالتنازل لعبادي، ليسارع لإيران مستنجداً، والتي هيأت له وظيفة الشتام بعد تكفلها بميلشياته الشيعية التي انشأها قبل مغادرته.
وحوثي اليمن هو الآخر قد نهل من نفس المعين بالرضاعة من الثدي الإيراني الذي رضع منه نوري المالكي، وتربى تربيته وحفظ نفس المنهج، بذر بذور الفتنة والفساد ليلجأ إليها عند الحاجة.
إلا أن الحوثي رغم أنه يتصف بالغباء السياسي فهو لا يقل عن نوري المالكي باللؤم والمخاتلة، لذلك نشاهد ونسمع مخاتلته لمندوب الأمم المتحدة ابن الشيخ، ومراوغته بالتنكر لكل ما اتفق عليه في جنيف الثانية، وابن الشيخ رغم عدم الظن به، لم يدرك حتى الان ان الحوثي وعلي صالح بعيدان كل البعد عن غاية مهمته بينهما. وأنها ليست من اهتماماتهما لا من قريب ولا من بعيد، وان كل همهما منه ان يسعى لرفع الحصار عنهما لتتاح لهما فرصة التزود بالسلاح والذخيرة، ولذلك جعلا من الحالة الإنسانية -تجويع المواطنين بمحاصرة المدن- ورقة ضغط، وهو الخطأ الأكبر فيما لو رفع الحصار عنهما، أو أوقف اطلاق النار قبل تنفيذ القرار 2216.
ولا سبيل لإحلال السلام في اليمن إن اسعفهما الوقت للفرار والتخفي بالكهوف، فالحية طبيعتها الاختفاء وتلدغ دون سابق إنذار، وان قتلتها فابحث عن بيضها أين أخفته، قبل أن يفقس ويختفي ويعيد سيرة أمه.. وهو ما يعني بصريح العبارة أن لا مستقبل لأمن اليمن بوجود فكر الحوثي في رأس رجل واحد. اقتلوا الحية بقطع رأسها تنفضُّ من حولها العقارب والعناكب التي عادة تعشش في كهوف الحيات.. فهذه العقارب والعناكب مغرر بها لدرجة السذاجة في تقدير قيمة العقل، ويكفي دليلا عليه ما استمعنا إليه من أحد اتباعهم المقبوض عليه بقوله: «محمد عليه الصلاة والسلام والسيد الحوثي، والباقين ما لنا فيهم حاجة»، مثل هذا حينما يقطع راس الحية سيفيق من غيبوبته الذهنية حينما يجد أن من تأله أمامه لم ينفع نفسه.
بقاء الحوثي بذرة إيرانية ستخلق عدم الاستقرار والتأزم بين اليمنيين كما خلق الحشد الشيعي برعاية نوري المالكي العراق على حافة الهاوية.