عبد الرحمن الشلفان ">
وهكذا كان شأن سلمان العروبة والإسلام.
لم يكن الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية في إيران هو الباعث الوحيد لقطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع دولة الفرس الصفوية وإن بدأ من سوء ذلك ما يستحق ما قوبل به باعتباره جريمة ترقى إلى مرتبة الخطيئة التي لا تغتفر والذي ما كان ليحدث لولا تحريض السلطات على فعله ومما لم يقف شجبه واستنكاره على السعودية فحسب بل ومن العرب والمسلمين والعالم كله لأنه قد جاء امتداداً لأفعال أكثر بشاعة من مثل ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية العربية مما تناهى فعله في العراق وسوريا في ضوء اتفاق الخمسة + واحد الذي لا تزال دولة الفرس تتمنى مثله في اليمن من خلال استثمارها المعهود والمشهود في الخلافات المذهبية والطائفية وتأجيجها لتصل إلى حد الحروب الأهلية مما صار بمثل تلك الحالة المأساوية لشعبي العراق وسوريا التي اضطر بسببها البعض من مواطني هذين الشعبين إلى ترك بلدانهم واللجوء إلى البلدان الأخرى وسط ظروف مأساوية شديدة القسوة بما فيها من تشرد ناهيك عن أسباب الجوع والخوف والذل والمهانة مما لم يسبق له مثيل في تأريخ العالم الحديث ذلك كله مما دفع بحكومة هذا البلد إلى فعل ما بوسعها لمواجهته.
إن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الفرس الصفوية قد جاء كإجراء لا بد منه مما سوف تعيد تبعاته دولة الفرس إلى جادة الصواب وعدم التمادي في فعل ما هو ضار بذلك البعض من شعوب هذه الأمة مثلما الكف عن محاولات استقطاب البعض من الشيعة العرب أملاً في استغلالهم لفعل ما تريد فعله في بلدانهم الآمنة المطمئنة مثلما جعلهم في حالة العداء مع إخوة لهم في الوطن والمواطنة، كل ذلك مما يرون فيه المصلحة لهم فيما جلها لمن يقفون وراءهم ممن لا يتوقف لهم سعي في استهداف العرب والمسلمين بأشد حالات السوء أملاً في فرقتهم وإضعافهم، لكن هيهات أن يتسنى لهم ذلك بعد أن صارت الأمة العربية إلى غير ما كانت عليه وبعد أن هيأ الله لها من يأخذها إلى رشد الصواب ويقودها إلى النصر على أعدائها، النصر الذي وعد الله به المؤمنين من عباده كما قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.