ثامر بن فهد السعيد
في الزمن الحالي أصبح للتكنولوجيا وتقنية المعلومات أثر كبير على حياتنا ومجرياتها اليومية فأصبحت التقنية جزءا لا ينفصل عن أي قطاع أو أي خدمات مقدمة سواء كان ذلك في الخدمات أو في الصناعة أو المبيعات بل حتى في الاستدلال والاستنتاج ليصل أثر التقنية على الوظائف واستبدال العناصر البشرية بالتقنيات والأجهزة الآلية فالدراسات التي بحثت حجم الوظائف التي قد تستبدل مستقبلا بالإنسان الآلي والتقنية كثيرة ومتعددة المصادر, بل حتى أن المؤسسات التجارية والشركات أصبحت تحفز المستخدمين إلى التوجه نحو التطبيقات التقنية لإتمام خدماتهم وهذا بدوره سيحفز الكثير مستقبلا على سلوك التعاملات الالكترونية وترك المراجعات والمعاملات بشكلها الاعتيادي القديم لا شك أن لكل هذه التسهيلات انعكاسات ستظهر على العقل البشري في الاعتياد على التسهيلات التي تقدمها التكنولوجيا ففي زمن سابق كانوا مدرسي مادة الرياضيات يحاربون استخدام الآلة الحاسبة حتى تستمر عقولنا بإجراء العمليات الرياضية بل وتعتاد عليها. بل حتى أن للتقنية أثرها على كثير من الصناعات وما تقنيات إنتاج النفط الحديثة وأثرها على أسعار النفط عنا ببعيد حيث ساهمت بزيادة حجم الإنتاج النفطي العالمي بشكل دفع الأسعار نحو التراجع بشكل ملحوظ لفت الانتباه جاءت التقنية كعامل جديد دخل على خط المؤثرات في التسعير.
جميع المعطيات في عالم التقنية والتكنولوجيا تشير إلى قوتها وقدرتها على التأثر بل إن التكيف معها أصبح أمرا هاما لتفادي الأضرار التي قد تلحقها بالشركات يضاف إلى ذلك محاسنها في توفير التكاليف وتحسين الخدمات مثلا فالتطور التقني سريع ومكافحته تعد مضيعة للوقت ولن يمكن مواجهة العصر الرقمي إلا بالتماشي معه والقيام بالتطوير بما يتوافق مع هذا العهد.
خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية وبشكل مفاجئ رفع الحظر عن مكالمات برنامج الواتساب وأصبح بإمكان مستخدمي البرنامج إجراء مكالماتهم عبر البرنامج بالاستعانة باتصال الأجهزة الذكية بالانترنت ولكن سرعان ما عاد الحظر على المكالمات الصوتية من الواتساب لتعود إلى مجراها الطبيعي عبر شبكة الهاتف النقال وأي كان سبب عودة الحظر سواء من الشركة المالكة للتطبيق بحسب تصريح هيئة الاتصالات السعودية أو لعدم تماشي العمل بهذه الطرق للاتصال مع الأنظمة المعمول بها في المملكة كان من الواجب على هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وهي الجهة المشرعة لعمل قطاع الاتصالات في المملكة أن تكون مرنة في استحداث ما يتماشى مع التطور التقني السريع في هذه المنظمة ليستفيد المستخدم النهائي وتستفيد بالتماشي مع التطورات التقنية الحادثة سواء بالحماية الأمنية لوسائل الاتصال أو بحماية حقوقها كمشرع لهذا القطاع فالعالم أصبح يتجه إلى الحزم والباقات في قطاع الاتصالات عوضا عن ما كان سائدا في تسعير الدقائق والمكالمات. أما شركات الاتصالات العاملة في المملكة فلابد وأن تضع في خططها توجه هذا السوق نحو التطبيقات والخدمات المعتمدة على الانترنت وخدمات النطاق العريض ففي السنوات الأربع الماضي تمتعت جميع شركات الاتصالات في المملكة بمتوسط إيرادات سنوية تجاوزت 78 مليار ريال وبمتوسط أرباح للقطاع تجاوز 11 مليار ريال للسنة المالية الواحدة وإن كانت هذه الإيرادات في تراجع بسبب تغير طبيعة الاستهلاك فإن أهم تحديات القطاع هي القدرة على التماشي مع التطورات التقنية السريعة. نطمح بأن تكون هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية أكثر مرونة وسرعة في الاستجابة للتغيرات التقنية عن ما كانت عليه سابقا لتدفع مقدمي الخدمات إلى مسابقة الزمن في التطور الهائل في قطاعها.