صالح الهويريني
) ما زال واقعنا الكروي الرسمي (يدور في حلقة مفرغة).. الأخطاء تتكرر، والقرارات متناقضة، والاختلافات تتزايد.. كما أن الانتقادات التي تدعو للإصلاح لم تعد تجدي (وهنا الكارثة).. لاسيما وأنه لا يوجد أي مؤشرات إيجابية توحي بأن القادم سيكون أفضل في ظل وجود اتحاد الكرة الحالي.
) رغم كل الأخطاء والسلبيات المتراكمة التي تعتري مسيرة عمل اتحاد أحمد عيد إلا أن رئيسه وأعضاءه ظلوا متمسكين بمناصبهم وكأنهم يقولون (نريد تدمير الكرة السعودية ومنافساتها أكثر وأكثر) طالما أن المدة المقررة لاتحادنا لم تنتهِ بعد.
) يقولون إن سلمان القريني كان جريئاً عندما كشف أن القرارات في اتحاد الكرة وفي الغالب تأتيهم جاهزة ومطبوخة.. يعني (نفذوها وأنتم ساكتين).. فقلت: الجرأة هو أن تسمي الأشياء بمسمياتها، لا أن تأتي بطريقة غامضة وناقصة كما هي جرأة القريني التي يزعمونها.. للأسف جرأته كانت إثارة فتنة ومحاولة مداراة فشل ورمي المسؤولية على أطراف أخرى (مجهولة) دون وجه حق.. لو كان القريني جريئاً -مع احترامي له- لكشف لنا أيضاً عن أسماء أصحاب القرارات الجاهزة والمطبوخة التي قال عنها وعندها سنصفق له تقديراً لجرأته وبما يخدم الصالح العام للكرة السعودية.
) في ظل استمرار الأخطاء التحكيمية المحلية المؤثرة واحتدام المنافسة ومنعاً للقيل والقال يقول المنطق: لا بد أن يكون عدد الحكام الأجانب (مفتوحاً) أمام أي فريق يريد الاستعانة بهم لإدارة مبارياته، خصوصاً أن تكاليف إحضارهم ستكون على حساب الفرق وليس اتحاد الكرة.
) سألت مسؤولاً كبيراً في قناة الهلال عن سبب تأخر موعد بث القناة فقال: لأننا ما زلنا بانتظار الموافقة وعلى اعتبار أن هناك قرارا رسميا صادرا بهذا الخصوص قبل (25) سنة.. وعندما بادرته: ولماذا لم تأخذوا (موافقة الجهات العليا) قبل الشروع والبدء في تجهيز القناة لكي (لا تعشموا) جماهير الهلال بشيء قد لا يرى النور؟.. فقال: كنا نعتقد أنه لا يوجد (أي منع حكومي رسمي) وأن الإجراءات ستكون سهلة وميسرة لاستحداث أي قناة رياضية سواء للهلال أو لغيره من الأندية.
) وأضاف المسؤول الهلالي: كان من الممكن أن نبث (قناة الزعيم) من خارج المملكة وهذا ميسر وسهل تنفيذه ومسموح به دون الحاجة إلى أخذ الموافقة من أي جهة من داخل المملكة.. ولكن المشكلة أن هناك قيودا رسمية ستحد كثيراً من نجاح القناة ولهذا صرفنا النظر عن بثها من خارج المملكة.
كلام في الصميم
) خيّم الحزن على أوساط الجماهير الهلالية بعد نتيجة مباراة فريقها أمام الخليج ليس لأنها انتهت بالتعادل (وفوتت) على الأهلي فرصة احتلال صدارة الدوري فحسب، وإنما لأن هذا التعادل أيضاً حدث في وقت كان لاعبو فريقها من خلاله على علم مسبق بتعثر الهلال بالتعادل من أمام الفتح، فضلاً عن أنه تعادل (ربما) جعل جماهير الأهلي تشعر أن فريقها لا يملك ثقافة المنافسة على بطولة بحجم بطولة الدوري بسبب غيابه عن تحقيقها لأكثر من ربع قرن.
) هناك سؤال عريض: لماذا نتائج الأهلي ومستوياته (تتراجع) في مباريات الدور الثاني من الدوري وهذا ما لمسناه منذ دوري الموسم الماضي؟.. هل (الضغوط النفسية) هي السبب الأكبر مثلما يتردد ذلك؟
) في بعض البرامج الرياضية ومتى أرادوا الحديث عن إنجازات منتخبنا الوطني لا يركزون بل وربما لا يتطرقون إلا لإنجازاته خلال الفترة (من 84م.. وحتى نهاية 94م) وكأن منتخبنا لم يحقق إنجازات إلا عبر هذه الحقبة فقط.. رغم أن إنجازاته (ما بعد 94م.. وحتى نهاية 2006م) كانت أكثر ومن جراء حصوله من خلالها على (9) إنجازات من أصل (13) إنجازاً حققها منتخبنا على مر تاريخه.
) من حسن حظ الأهلي أن مجموعته الآسيوية (لا يوجد فيها فريق إيراني).. ربما لو كان الهلال مكان الأهلي لزعموا أنها مطبوخة مع الاتحاد الآسيوي.. ومدبره لإراحة الهلال من مواجهة الفرق الإيرانية.
) جميل أن يعود الاتحاد إلى المنافسة.. وجميل أن يتأهل إلى دوري المجموعات الآسيوية.. الاتحاد ركن مهم من أركان الكرة السعودية.. وتبقى جماهيره رقما صعبا في دعم مسيرته.
) بالمناسبة.. يتردد كثيراً أن الاتحاد السعودي الوحيد الذي حقق البطولة الآسيوية بنظامها الجديد (الذي زاد من صعوبتها).. وهذا غير صحيح لأن النظام الحالي للبطولة بدأ منذ موسم 2009م خصوصاً أن الاتحاد (وهذا مهم) عندما حقق هذه البطولة في موسم 2005م كان مشواره من خلالها حتى توّج نفسه بطلاً لها كان قد اقتصر على (6) مباريات فقط وعلى اعتبار أن مشاركته فيها بدأت من (دور الثمانية) حيث إنه لم يشارك في دوري المجموعات بصفته بطلاً لآسيوية 2004م، حيث كان النظام أيامها يتيح له ذلك ويمنحه هذه الميزة التي من المؤكد أنها خدمته واستفاد منها.
) للعلم.. أي فريق يريد أن يحصل على (الآسيوية الحالية) لا بد أن يخوض (14) مباراة.. (مثله مثل الوصيف).. طبعاً هناك فارق كبير بين أن تلعب (14) مباراة أو تقتصر مبارياتك على (ست) لكي تحصل على هذه البطولة أو تلك.
وقفة ساخنة
) سياسة الأمير نواف بن سعد رئيس الهلال تعتمد على (الصمت.. ودع عملك يتحدث عن نفسه).. هذا هو حال سموه منذ أن عرفته.. ولكن عندما خرج إعلامياً وتحدث معترضاً على (كوارث الحكام) التي أضرت بمصلحة فريقه أمام الفتح فلأن (كيل سموه طفح).. ولأن للصبر حدودا وكان لا بد من هذا الخروج الإعلامي لوضع حد للعراقيل التحكيمية التي تعترض مسيرة الهلال نحو منصة بطولة الدوري.
) إذا أردت الواقعية في الرأي والصدق والحيادية والاستمتاع بفن الحديث الممزوج بالتعليقات الطريفة فما عليك إلا متابعة الزميل دباس الدوسري من خلال قناة 24.
) خاتمة.. الوفاء شيء صعب أحياناً لا يتقنه الكثيرون.. نجيب محفوظ.