عبدالملك المالكي
أولاً أعتذر للغياب القسري لزاوية بصريح العبارة في الأسبوعين الماضيين ولذات سبب الانقطاع (غير المتكرر) من دواعي (السفر) كثيرة الحدوث؛ والتي أحاول معها جاهداً ألا تستدعي الغياب عن التواصل مع الجمهور الكريم، إلا إذا كانت خارجة عن الإرادة.
أما تلك (الثالثة) التي تقترب.. فلا علاقة لها مُطلقا بموضة إعلام الاندية الموجه في قضية عدد (دوريات النادي الملكي)؛ والتي اثرت (الاستفادة من دروس التاريخ الإعلامي الرياضي) فلا أقحم قلمي المتواضع في (تعداد ما لم أحط به علماً)؛ كما يفعل غيري (جهلاً) وظلماً لنفسه؛ لكسب جمهور هنا او هناك، جمهور (يُصفق لك اليوم) لإرضاء نهمه؛ ما يلبث أن يستهجن ذات العمل إذا ما عرف (حقيقة) غُيبت عنه وبتصديق قلم مداده (جهل) المعلومة، وخبرته تتلخص في الطيران في العجة.
الثالثة التي باتت معالمها تقترب من أسوار (الملكي)؛ فهي تجربة الصدارة والوصافة والمنافسة على لقب الدوري ثم «ضياعها برعونة» وربما بدم بارد لطالما تسبب في (قهر) عشاقه ومحبيه.
البطولة الدورية الاولى التي كان الراقي الأجدر بها مستوى ونتائج كانت أمام الشباب في 14 ابريل 2012 م وضاعت بل وتبخرت آمال الدوري معها ببؤس العمل الإداري والفني وقبلهما ضعف «الدور الاعلامي» الذي دوماً ما يتحمل جزءا كبيرا من تأخر «حلم الدوري».
الثانية الموسم الفائت أمام النصر؛ وإن كانت ذات العوامل قد أضيف لها قسرا عُنصر «الدفع الرباعي» الذي استغله النصر؛ وحصل على الدوري للمرة الثانية على التوالي.. والمستحق تبخرت آماله للمرة الثانية تاريخيا.
أما البطولة الدورية «الثالثة» التي باتت قريبة من (الضياع).. «لا قدر الله» أرى ذات الأسباب تتكرر ويتكرر معها ذات السيناريو وبخاصة؛ سيناريو إعلام الأهلي الذي بات يضغط على لاعبيه من خلال تهييج جماهيره في أمور لا طائل من نقاشها هذه الايام والاهلي في منعطف (اكون او لا أكون).... بل إن الاهلي والاهلاوييين (مسئولين وجماهير) اضحوا أخر من يتعلم من دروس الماضي «القريب».
سأورد هنا مثالاً واحد لما (يجمع) بين أحد أهم أسباب خسارة الاهلي للدوري لسنين عديدة.. ممثلاً في التأثير الاعلامي علي الفريق مباشرة بعد تشرب جماهيرة لما يُملى عليها من إعلاميين «فاقدين للنضج او الحِس الإعلامي» وآخرين لم يعد يؤثر او يحرك فيهم منطق ولا مبدأ لتجاوز ما يمكنهم تجاوزه من حيث التوقيت؛ حين فقد أهلينا رغم أحقيته (الفنية) بطولة الدوري غير مرة.. وكم أخشى ان يتكرر ذات السيناريو هذا الموسم.
ولطالما فُتح هكذا نقاش عن عدد بطولات (الأهلي دورياً) هل هي اثنتان أم تسع؛ قابلة للزيادة منها عن النقصان.. فإني أخاطب إدارة الأهلي بأن يكون لها (إدارة حكمة) في مثل هذه الإطروحات؛ وهي أن تعمل بشكل (احترافي مع اللجنة) المخصصة لهذا المبحث بتكليف أهل (الاختصاص) لتقديم ما لديهم من وثائق (تاريخية) للجنة النخبوي العملي جدا الاستاذ تركي الخليوي وبعيداً جدا عن الإعلام وأضوائه الحارقة الذي متى ما أقحم فريقه في تعداد تاريخي لا يُسمن ولا يُغني من جوع بل يراد له عبر إعلام الخيمة وكل مستفيد إشغال الفريق في عدد بطولات إن وجدت فلن تذهب سدى مطلقا بل لربما أتت على حساب بطولات يتغنى بهال الاهلاويون إلى يومنا الحاضر.. ممثلة في عدد بطولات الكأس الذهبية الأهلاوية.
وللإجابة عن إقحام إدارة النادي بسؤالها عن موضوع (تاريخي صرف)؛ أقول الإدارة المحترفة؛ تقوم بأدوار (خفية) ليس (لعتمة؛ او تخوف) من موضوع بعينه؛ بل، لإبعاد جماهيرها ومن ثم ضغط فريقها عن إثارة (ما لا ينفع) بل قد يأتي نتاجه بالتأثير السلبي لفريق كلما اقترب من تحقيق (حُلم الدوري)، فجاءت لعبة ما خارج المستطيل الأخضر من قضايا لا تقدم ولا تؤخر في كونها حقائق (تاريخية) لن تُسلب مهما حاول الآخرون سلبها عنوة؛ وببساطة لأن التاريخ لا يكذب ولا يتجمل، بل إن أبسط دروسه تقول (تفرغوا) للعمل الجاد.. حاسبوا جروس على عكه (بعد معسكر العين) وعن ضياع نقاط الخليج وعن مستوى الفريق (الهزيل فنياً) منذ انطلاقة الدور الأهم في مشوار الدوري.. ولا تحملوا عناصر الفريق أكثر مما يحتمل بقضايا يروج لها الإعلام المضاد.
اما التجربة الحقيقية لمن لا يتعلم من التجارب فتقول؛ بعيدا عن سقطات (إعلام يقتل احلام محبوبه) دون وعي؛ بالطيران في العجة.. فهو الإعلام (الصانع للحدث) وليس من ينجر قسراً لما يُراد له من قبل (مُسييرين) لا يظهرون للعلن بينما هم من يدير (اللعبة) فيقع فيها عديمو الخبرة وقليلو الاستفادة من التجارب المتلاحقة.
الأهلي «بصريح العبارة» في مواسمه الثلاث (موسمين سابقين وهذا الموسم).. التي كان أقرب فيها للوصول للتويج؛ يغيب بسبب إشغال إعلامه ومن ثم جماهيره وبالتالي فريقهم فيما لا طائل منه.. واسأل لذوي الألباب.. ما الفائدة من طرح موضوع خُصص له ولنتائج عمله (لجنة) ستعلن بعد (أربعة أشهر) من الآن نتائجها..؟ هل فهمتم المقصد؟ ومن المتضرر من أي طرح لا يجعلك ترى عند قدميك بل تحلق وراء ما يطرحه إعلام مستفيد من «السقوط» المؤكد لمن يُشخص بصره عاليا عن دربه البطولي.. في الوقت الذي تحتاج فيه التركيز الكامل على العمل الفني والحصاد داخل المستطيل الاخضر؛ ذلك المستطيل الذي لطالما تأثر برعونة من يقفون خارجه لتحقيق أمنيتهم الكبرى داخله.
هنا سأخاطب أقراني إن من هم في سني (إعلامياً) او من هم من المخضرمين في إعلام النادي الاهلي؛ فأقول، تتذكرون حين كان الإعلام الاتحادي والهلالي ولا يزالون.. يسيطرون على ساحة الإعلام (بقصور أهل القرار في النادي الاهلي) حين كان الاهلي لا يملك صحيفة او حتى صفحات تنصفه أو تتحدث بعدل عن قضاياه.
تذكرون في تلك الفترة «مثلا» ظهر لقب (النمور) للاتحاد وهو لقب جميل ولا شك؛ حينها حاولنا إظهار لقب (الأُسود) ولكن ما ظهر للعلن (قبل ثورة إعلام السوشيال ميديا) هو لقب (قذر) وهو التماسيح؛ ذلك اللقب الذي ظللت لسنوات أحاربه وبعض ممن يملكون (زوايا) تحت سطوة صحف وصفحات.. وكيف وبسطوة اعلام المتنفذين حينها فرض قسراً لقب التماسيح) حتى رأيناه في مدرجات (الأهلي) ومن صنعه واطلقه (اتحادي متعصب) لا اقول اليوم.. إلا سامحه الله.. حتى ظهر الإعلام الجديد واعاد الهيبة حتى للالقاب المستحقة بأسود الكرة السعودية كالملكي وغيره.
إذا من لا يتعلم من التاريخ؛ فذلكم هو «البليد»؛ وما اكثرهم مع الأسف ممن بات تغريه (صيحات المراهقين) التي ما تلبث ان تختفي بعامل الزمن ثم يعلم كم كان مظللا لجمهوره ومحبيه وبالتالي يجني على فريقه؛ حين كان عنصرا فعالا «سلبياً» بجهل عمله المؤثر خارج المستطيل الاخضر لضياع حصاد بطولي برعونة لم يحسب لها حساب.. فقط لانه لا يتعلم من دروس التاريخ ويسمح لنفسه دوما ان يكون (ردة فعل) لفعل يصنعه اعلام مضاد محترف.
ارجع واقول حيث لا علاقة لـ(الثالثة تقترب) منها لبطولات الاهلي في هذا المقال؛ بل (الخسارة بالتعادل) هي الفرصة الثالثة التي تُبعد في حقيقتها الفريق الاهلاوي عن تحقيق حلمه.. حيث لا نقد فنيا أو حتى اداريا جادا نراه لإصلاح مسيرة فريق يخسر في كل جولة بالتعادل أو بمستوى هزيل يُزع محبيه كما حدث في مباراة الوحدة.. والكثير متعلق بقضية (كم دوري للأهلي) والإجابة الرسمية ليست اليوم في الصيف.. يا من لا ترون عند أقدامكم.
ضربة حرة:
يقول الطيب المسعودي:
ما ني بمن من يطرد سراب بمضماه
شاف السراب ويحسب انه غديري