د. عثمان بن عبدالعزيز المنيع ">
المشهد بما عُرف عن سلطان بن سلمان من تواضع تكرر ولكن بصورة أخرى في القصب، تلك المدينة الجميلة النائمة على ضفاف ترسانات من الملح الطبيعي وسط إقليم الوشم..., حيث كان سموه في جولة عمل في عدد من المحافظات في نهاية الأسبوع...., وأثناء ذلك تقدم له أحد رجالات القصب للسلام عليه وتقديم حق الأمير في الضيافة والتكريم فبادره الأمير بالسؤال هل أنت من قام بعمل ديوانية الأهالي الشعبية....؟
فأكد له الرجل وهو يستعيد صورة سلطان بن سلمان المتواضعة مع الشاب التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه وأبناؤه هم من قاموا ببناء والحفاظ على هذا التراث وبناء هذه الديوانية الشعبية لالتقاء الأهالي بضيوف القصب، سأله الأمير وين مكانك قريب والا بعيد كما سأله عن بعض المعالم التراثية في القصب من ضمنها السؤال عن بيت حميدان الشويعر...؟ وذهب معه الأمير بمفرده لشرب القهوة في الديوانية فوجد فيها رجلا مسنا على كرسي، فقبل الأمير رأس هذا الشيخ البسيط تقديرا واحتراما لسنه..., الموقف وأنا أسمعه من هذا الرجل أعاد لي مشاهد قديمة مع الأمير الراحل فهد بن سلمان -رحمه الله وغفر له- وهو الشقيق الأكبر للأمير سلطان..., حيث كان رمزا للتواضع والإنسانية مع قدرة فائقة على بناء منظومة علاقات إنسانية مع أطياف المجتمع كافة، قبل وبعد أن كان نائبا لأمير المنطقة الشرقية..
ولعل مشهد زيارات المرحوم فهد بن سلمان مع شقيقه الأمير عبدالعزيز نائب وزير البترول والمعادن للأحياء القديمة في مدينة الرياض للبحث عن الأسر المحتاجة في شهر رمضان المبارك تنفيذا لرغبة والدته المرحومة سلطانة بنت تركي السديري التي شاركت الزوج والأب سلمان بن عبدالعزيز في تربية أبنائهما على حب الخير... شاهد حي على منهج المدرسة التربوية التي تخرج منها سلطان بن سلمان التي زرعت قيم التواضع والإنسانية وعدم التباهي بالمال والجاه...
ومن يعرف الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- منذ كان أميرا بل حاكما لمنطقة الرياض والأقرب للملك فهد والعضد الأيمن للملك عبدالله -رحمهما الله- يعلم يقينا أنه مدرسة في فن التربية وبناء شخصية الابن البار والمواطن الفاعل والإيجابي، حيث عرف عنه متابعة أبنائه في جوانب الحياة كافة في تعليمهم وعلاقاتهم الاجتماعية وتعاملهم مع الآخرين، دون أن يمس استقلالية الأبناء أو حرياتهم المنضبطة وحقهم في تقرير مستقبلهم واتخاذ قراراتهم، بشرط ألا تكون خارج إطار ما شرع الله، وألا تكون خارج إطار المصلحة الوطنية...., والنتيجة أن سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في فعالية سياحية يصافح شاباً ويسأله الشاب من أنت فيرد عليه بكل تواضع... (سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز).
- رئيس مجلس لجنة التنمية الاجتماعية بالقصب