فهد بن جليد
نحتاج لتفاعل أكثر مع ضوابط (المنع والحظر) إذا كانت في مصلحة المواطن، قديماً كان كل ما يستجد من (أجهزة تقنية) ممنوع حتى يتم التأكد من سلامته وملاءمته لمجتمعنا، واليوم بات (كل شيء) تقريباً مسموحاً ونتباطأ في ضبطه أو حظره!.
لم يكن المنع المُطلق صائباً في وقته، كما أن التأخر في ضبط الأمور اليوم بحجة أنها متوافقة مع جيراننا و(العالم مفتوح) أمر يحتاج إلى إعادة نظر، معظم الدول بدأت في وضع اشتراطات جديدة للحد من استخدام جهاز التوازن الذاتي (إير ويل) المعروف بالـ(سكوتر الكهربائي )، ولعل (الإمارات العربية المتحدة) كانت هذا الأسبوع أول دولة عربية تحظر استخدام الجهاز في الأماكن العامة، وتضع ضوابط واشتراطات الاستخدام، بعد تسجيل عدة إصابات وكسور!.
من المفارقات العجيبة أن الجهاز الذي ظهر في دبي أولاً، مُنع فيها أولاً، حيث يحظر استخدامه اليوم في مراكز التسوق، والمجمعات السكنية، والممشى، أو أي مكان يحوي مواد قابلة للاشتعال، لتتم معاملته معاملة الدراجات الهوائية، بتخصيص مسارات له، ووضع ضوابط للسلامة عند استخدامه مثل لبس الخوذة، وواقٍ للركبتين والمرفقين، وهي ذات الاشتراطات المعمول بها في بعض الدول الأوربية نتيجة الإصابات المُتعددة للاستخدام الخاطئ له!.
الجهاز بدأ في الانتشار في الأسواق وبين الأوساط الشبابية لدينا، كما يتنافس الصغار على احتراف استخدامه بسرعة وتطبيق بعض الحركات البهلوانية لتبيان القدرة على التوازن، رغم الحوادث الخطرة التي أصيب بها الكبار (رجالاً ونساءً) نتيجة اختلال التوازن أثناء محاولة استخدامه، فأعداد المُصابين في ازدياد وبإصابات شبيهة بتلك التي تخلفها (حوادث السيارات)، فهناك النزيف الداخلي، وفقدان الأسنان، والكسور .. إلخ!.
مع ذلك لم يتم منعه، أو وضع ضوابط لاستخدامه، وكأننا ننتظر كيف سيتعامل معه (الجيران) أولاً؟!.
أنا مُتأكد أن الاشتراطات الجديدة لاستخدامه قادمة، رغم أن إصاباتنا أكثر من إصابات غيرنا، وانتشار الجهاز في أسواقنا فاق انتشاره في الأسواق الأخرى، يا خوفي أن بعض المسؤولين لدينا تعوّدوا أن نأتي لاحقاً في مثل هذه المسائل على طريقة (جيرانا أبخص)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.