حديث الطرقات ">
ينتابني شعور غريب
تجاه بعض ممتلكاتي
التي يتعلق قلبي بها..
وكأن شيئاً من روحي قد انتقل إليها..
تاريخ مر بها..
أو شهدت مراحل مختلفة من حياتي..
عبق الطفولة..
فتمرد المراهقة.. فنضج الأمومة..
كأنها جزء مني..
أو دخلت في تركيبتي الخاصة
فلو انتقلت ليد غيري لن تعود هي..
كأن بعض محطات حياتي لم تكتمل إلا بها..
تراثي الخاص،
الذي لو كان لما عرف قيمته أبداً
أو صار بلا قيمة..
ماذا لو تحدثت ممتلكاتي ..
أو ممتلكاتكم ..
ماذا لو تحدثت الأماكن مثلاً..
كم من الأسرار تباح وكم من الغوامض
مجرد التفكير في ذلك يجعلك عارياً من كل شيء
حتى من راحتك وسكونك..
وقد يعيد لك ذكريات عزيزة
كما تعيد أفلام الفيديو مشاعر مشاهديها
في زمن تسجيلها
وكما تفعل الصور بحالاتها المختلفة
شمع أضاء مكاناً.. فماذا أضاء
أو ورد لمن أهدي،
شوراع كم شهدت من أحداث
أو غرف مستشفى كم شهدت من فرحة ولادة حياة جديدة،
أو حتى نهاية حياة
المدن القديمة قد تكون أكثر من يحتفظ
بأسرار أخفاها التاريخ
وسكتت عنها الطرقات التي تكاد جدرانها تتساقط
لا من قدمها..
بل مما رأت ولم تستطع أن تبوح..
خيالات لا يمكن تحققها،
مع حلاوتها إن تحققت.. كأن تشهد للمظلوم..
ومرارتها إن كشفت خبايا كان أولى بها أن تستر..
- إيمان يوسف الحسن