خالد بن يعقوب الرماح ">
لا مكانَ في الحياةِ بالنَّسبةِ للإنسان في الأرض أعز من وطن يألفه ويحن إليه، كمسرح ينعم فيه الجميع بالمساواة وتكافؤ الفرص شريطة عدم تجاوز الحدود والأعراف والحريات العامة وأمن الوطن واستقراره، هذا الوطن الذي يحتاج إلى مزيد من بذور الولاء والانتماء في عقول ونفوس مواطنيه كي يُصبح سلاح كل منا، يخلص لوطنه ويمنع مرور الأعداء من خلاله، لنتغنى به كما تغنت به أمجادنا وصار حنينه قيثارة الشعراء وملهمهم، ولا سيما إذا لامس حب الوطن مغتربا أو مقصيا، فقد أنشد أبو تمام:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل
سأل حكيم أحد الأشخاص ما هي أحلامك؟ فرد: بأن أمتلك بيتاً وأبني أُسرة وأن يكون لي مصدر عيش آمن!!، فرد الحكيم: لم أسألك عن حقوقك، بل عن أحلامك!!. لنفهم أن الوطن وأهله لصيقان مُكملان وإن حدث جور منهما أو من أيهما يبقى الوطن وأهله مركز الانتماء ولهما الولاء، وغرسهما في أجيالنا القادمة واجب علينا. فلحب الوطن والولاء أبعاد ومحاور ووسائل وغايات علينا الالتزام بها حول شعار وطني «لا يمكن المُساومة على الوطن» مؤيدين قول شاعرنا ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
إن ما تعيشه بلادنا من نعم كثيرة تستلزم منا تقديرها والمحافظة عليها. فإثارة الفتن وزعزعة أمنها واستقرارها كل ذلك من كفر النعم، وهو ما نراه من حولنا .. أعمال تعصف بأرواح أبناء الوطن واستقراره الداخلي بتفجيرات بيوت الله كمسجد الرضا بالأحساء، وسابقتها في القطيف والدمام ومراكز قوى الأمن بأبها، وغيرها من آثام الإرهاب المُتعددة. فلا، ولا يُمكنها أبداً ولو نزفت منا آخر قطرات الدم، وخرجت أرواحا من الحُلقوم، أن تنال من بيتنا السعودي الذي أيقظ الضمير الإنساني، وحرك الاهتمام العالمي بصموده، ليُصبح وطننا أنموذجاً فريداً يغبطنا عليه العالم في التعامل والتفاعل مع كافة القضايا، فهي مع المظلوم والمحتاج والمنكوب. وهي لمسة حنان مع كل متضرر.
أجل، إن وطننا الغالي جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية، أنوارها تهدي عقول الضالين والمسافرين.
حفظ الله المملكة العربية السعودية من كل شر، وحفظ من حمل أمانة الحكم الرشيد الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-وأدام علينا الأمن والأمان، ورد كيد الخائنين الكائدين في نحورهم.