ما تقوم به المملكة من إغاثتنا وتعليم أبنائنا وتأهيلنا خفف معاناتنا وآلامنا ">
بيروت - عوض مانع القحطاني:
نظمت الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المملكة وبالتعاون مع وزارة الإعلام والثقافة جولة لوسائل الإعلام للتعرف على ما تقوم به المملكة من جهود في مجال إغاثة الشعب السوري الموجود في الأراضي الأردنية واللبنانية حيث وقفت صحيفة الجزيرة على الجهود التي تبذلها المملكة وتبذلها الحملة الوطنية السعودية لإغاثة اللاجئين في بيروت.. والتقت العديد من المسؤولين السعوديين واللبنانيين وباللاجئين أنفسهم في الأماكن التي خصصت لهم.. حيث أشاد عدد من هؤلاء بالدور الكبير الذي تلعبه المملكة في تقديم العون والمساعدة لهؤلاء النازحين عن ديارهم.. كما ثمن هؤلاء النازحون هذه الوقفة الكبيرة وتقديم ما يحتاجون إليه.
سفير المملكة لدى لبنان
فقد قال معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان د. عواض العسيري: إن ما تبذله المملكة لمساعدة إخواننا النازحين السوريين تعتبرها المملكة عملاً إنسانياً أخويا فهم ليسوا لاجئين بل سيحتضنهم بلدهم الثاني المملكة.
وأشار معاليه في تصريحه لـ(الجزيرة) إلى أن المملكة العربية السعودية لم يستطع أحد أن يفعل ما فعلته اتجاه الأشقاء السوريين الهاربين من ويلات الحرب في بلدهم بل احتضنتهم في المملكة وساوتهم بالمواطن، ولاتجاه الدول التي يحصل فيها كوارث طبيعية حيث امتدت يد الخير لهم.
وتحدث معالي السفير بأن الإخوة الذين نزحوا إلى لبنان عملت المملكة على رعايتهم وتقديم العون لهم من خلال الغذاء والدواء والتعليم حيث تم التعاقد مع بعض الصيدليات لصرف ما يحتاجون من الدواء، وكذلك تم استئجار عدد من الدور لإيواء العوائل وإبعادهم عن عراء بالإضافة إلى احتضان آلاف الطلاب في المدارس وتقديم الوسائل التعليمية لهم.
وأوضح العسيري بأن المملكة سوف تستمر في تقديم العون لهم بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وقيادتنا الرشيدة وشعبنا الكريم الذي يساهم ويدعم كل عمل خير أينما يكون.. ونحن فخورون أن نجد بلدنا يقدم كل عمل خير.. بينما هناك بلدان لا تقدم إلا عدم الاستقرار وتزرع الحقد والطائفية، والمملكة هي دائماً سباقة للعمل الخيري.. وهي وفية مع الجميع ولا تفرق في عطائها أو مساعداتها بتفضيل جنس على جنس آخر بل العمل يشمل الجميع.
وحول أثر مثل هذه المساعدات على الإخوة السوريين قال معاليه: إن أثر مثل هذه الوقفة عظيم على هذا الشعب الذي نزح من بلده على أثر ما يتعرض له من تشريد وجوع وخوف.. وهؤلاء هم في حاجة ماسة ونحن نحزن عليهم عندما نرى مأواهم تحت الكباري والأنفاق.. ولكن الشيء المطمئن أن جهودا تبذل من قبل الحملة الوطنية السعودية للإغاثة وما نراه من جهد آخر لرابطة العالم الإسلامي يجعلنا مطمئنين بأن لهم بعد الله إخوة يساندونهم وتقديم ما يحتاجون، وهناك جهود نبذلها مع الأمم المتحدة لإدخال الأغذية إلى الإخوة المحاصرين داخل سوريا.
وأكد بأن السفارة السعودية قد أجرت دراسة على ماذا يحتاج هؤلاء الإخوة وحددنا على ضوئها الاحتياجات التي يحتاجونها سواء طعاما أو دواء أو فرشا بالتنسيق مع الهيئات ذات العلاقة المعتمدة في لبنان.. وقد تم توفير ما يحتاجه هؤلاء من داخل لبنان وما لم يكن موجودا نقوم بجلبه من الخارج من خلال هذه الهيئات.. مشيداً بالدور الذي تقوم به الحكومة اللبنانية في إدخال هذه المساعدات.. داعياً الله أن تنفرج هذه الأزمة ويعود هؤلاء إلى بلدهم.
وبين عسيري بأنه تم التعاقد مع مدارس وتم دفع تكاليف تدريسهم ولدينا أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات لمن يرغبون التعليم.
وقال: إن المملكة تشهد لها الدول التي حصلت فيها الكوارث والمنظمات الدولية وأن الحملة التي تشن على المملكة نحن نعرف أهدافها ومقاصدها.. وعندما تحصل كوارث في أي بلد فإن المملكة تسيِّر جسور إغاثة.. هذا هو اهتمام المملكة ومنهجها وهي تريد من ذلك الخير للشعوب.. وهي سباقة في إيصال المساعدات وهي تنهج منهج الشفافية في تعاملها مع المعطيات وعملها عمل سريع من خلال التعاون مع هذه الدول.
واختتم معاليه حديثه بأن العلاقات السعودية اللبنانية علاقات تاريخية.. وعلاقات عروبة ولدينا علاقات سياسية واقتصادية وروابط كثيرة وثقافية.. وتبادل تجاري.. وما يحصل في لبنان حالياً يحتاج إلى سرعة اختيار رئيس للبلد، والمملكة حريصة على استقرار لبنان وعودته إلى وضعه الطبيعي لاستقطاب الناس إليه وما يحصل من أمور داخلية المملكة لا تتدخل فيه أبداً وهذا شأن لبناني.
وحول إدخال المساعدات السعودية إلى مضايا، قال السفير العسيري هناك تنسيق مع الأمم المتحدة وتم التنسيق معهم وتم تكليف الهيئة الوطنية السعودية للتواصل مع منظمات الأمم المتحدة لإدخال هذه المساعدات.
الناطقة باسم المفوضية
وقالت الناطقة الرسمية باسم مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة في لبنان السيدة دانا سليمان في تصريح لـ(الجزيرة): إن دور المملكة مهم جداً للوقوف معنا في مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان.. ونحن نقدر الدور السعودي المهم من خلال دعمهم للاجئين سواء في لبنان أو الأردن من خلال الحملة الوطنية السعودية.
وقالت السيدة دانا إن عدد اللاجئين في لبنان مليون و69 ألف لاجئ يشكل 80% منهم نساء وأطفال وشيوخ مشيرة إلى أنه ليس هناك مخيمات في لبنان وإنما هناك أماكن جلس فيها اللاجئون مثل كراجات ومستودعات وأماكن عامة.
وأضافت بأن هناك عملا مستمرا طيلة اليوم تقوم به المفوضية مع عدة جهات حكومية تعمل لتخفيف معاناة هذا الشعب.
ما تفعله المملكة.. يعني لنا الشيء الكثير
وقال رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروبة الشمالي محمد بهيج منصور: نحن نعتز بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي يقف مع القضايا العربية والإسلامية ويحرص على مد يد العون للمحتاجين عند الشدائد، كما أن شعب المملكة معروف عنه إنسانيته ونحن في لبنان نكن للقيادة السعودية والشعب السعودي كل احترام وتقدير.
وأضاف بأن ما تفعله المملكة تجاه النازحين عمل لا يستغرب على المملكة فهي تقف معهم وتقدم لهم المساعدة.. خير دليل على ذلك هو إنشاء (6) محطات لتنقية المياه التي استفاد منها الشعب اللبناني، أيضاً، وهذه المحطات تنقل المياه لآلاف اللاجئين في أماكن إقامتهم تنقل بواسطة الصهاريج.. مشيراً إلى أن المملكة سباقة لدعم الشعب اللبناني فيما يحتاج إليه.
زيارة إحدى المدارس التي ترعاها الحملة
بعد ذلك قامت (الجزيرة) بزيارة إحدى المدارس التي يتواجد بها الطلاب والطالبات السوريات في لبنان التي ترعاهم الحملة الوطنية السعودية والبالغ عددهم 6 آلاف طالب وطالبة من خلال برنامج (شقيقي بالعلم تعمرها) ومن خلال برنامج (شقيقي مستقبلك بيدك) من خلال دورات تنظمها الحملة في مجالات الأقسام المهنية حيث تم تخريج (173) متدرباً في مجالات الحاسب والطبخ والخياطة والكهرباء والسباكة والميكانيكا بما يعود عليهم بالفائدة بعد عودتهم إلى بلدهم.
وقال وليد علي الجلال مدير الحملة الوطنية في لبنان خلال توزيع الشهادات على الخريجين بأن الحملة السعودية لا تميز في دعمها ورعايتها فهي تدعم وتساعد كل الشرائح والطوائف.
وأضاف بأن المملكة في عطائها الإنساني ومن خلال هذه الحملة شملت العديد من الدول حيث بلغت هذه التبرعات من قبل المواطنين السعوديين أكثر من مليار.
إحدى الخريجات
وقالت إحدى الخريجات من البرامج المهنية بالنيابة عن زملائي الخريجين نود أن نشكر المملكة على هذه البرامج التي ستعود علينا بالفائدة لأن هذه الشهادات التي حصلنا عليها تعتبر لنا اليوم سلاحا لنا لكي نخدم أنفسنا.
6 آلاف ترعاهم اللجنة
وقال رئيس المنطقة التعليمية التربوية في بيروت محمد الجمل: إن المملكة لها مشاركات وإسهامات نقدرها لهم حيث تدعم ما يقارب من 6 آلاف طالب بالمعينات المدرسية مؤكداً بأن لبنان لديه ما يقارب من 90 ألف طالب يدرسون في المدارس.
وأشار إلى أن تعليم هؤلاء الطلاب يتم في المساء في عدة مدارس وأماكن من مختلف مناطق لبنان.
(الجزيرة) مع اللاجئين
(الجزيرة) تواجدت مع اللاجئين السوريين في لبنان لنقل مشاعرهم للجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مجال إغاثة الشعب السوري وعن هذه المساعدات التي تقدم لهم في أماكن إقامتهم قالوا:
* سميرة الأيوب عمرها 55 سنة تطالب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باستمرار دعمها لها ولأولادها دون انقطاع.. وقالت: نحن نثمن للمملكة هذه الجهود من خلال توزيع كسوة الشتاء والمعونات المدرسية.
* مريم أحمد تقول: أنا في لبنان من 4 سنوات وزوجي يعاني من الأمراض وعمره 85 سنة وأريد أن تواصل الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تسجيلي في المساعدات.
* طارق محمد: مشكلتنا الحصول على المياه لأننا نسكن في أماكن لا تتوفر فيها المياه.. وأطالب الأمم المتحدة في لبنان بتزويدي ببطاقة مواد غذائية.. ونقدر للمملكة على ما تقدم لنا من مساعدات.
* هنا محمد عرب.. أنا متوقفة الإعانة عني وأطالب منظمة اللاجئين في لبنان بإعادتها لي ولأبنائي، وأنا أشكر المملكة على جهودها ورعايتها للسوريين.
* صبحية مصطفى 60 عاماً: لجأت إلى لبنان منذ 4 سنوات ونحن نشكر المملكة العربية السعودية على وقوفها معنا وتزويدنا بمستلزمات الشتاء وتدفع لأبنائنا المستلزمات المدرسية.. كما أناشد الأمم المتحدة في لبنان تسجيلنا في المساعدات حيث أننا نعاني من قلة المصاريف لأننا ندفع 100 دولار شهرياً إيجار مسكن.
* عبيدة محمد أمين: لي سنة ونصف وزوجي عمره 50 عاماً ويعاني من الحصول على المعيشة، وأطالب المنظمة أن تشملنا الإعانة وإضافة زوجي في هذه الإعانة.. كما أقدم شكري للمملكة حيث قدمت لنا متطلبات الشتاء ومستلزمات أبنائنا.
* عبدالستار الصطوق: عمري 70 عاماً أشكر المملكة على اهتمامها وأنا مستأجر شقة وأريد من الحكومة اللبنانية رفع طلب الكفيل لأن فيه مشقة علينا.
* راتب عليان: لديه 3 أولاد وأطالب ببطاقة مواد غذائية من الأمم المتحدة للاجئين حتى نعود لبلدنا.
* أيوب محمد.. نحن نقدر للمملكة جهودها لنا ووقوفها معنا.. وقد تلقينا منهم كسوة الشتاء وقامت برعاية أطفالنا في المدارس.. ونحن نطالب الإخوة اللبنانيين بتشغيلنا حتى نصرف على أبنائنا.
* منصور شعبان غزال: أنا أعيش في لبنان وأسكن في أحد كراجات السيارات منذ 4 سنوات وأناشد منظمة الأمم المتحدة في لبنان بإعادة الإعانة التي كانت تصرف لنا.
* صبحية مصطفى: أقيم في لبنان منذ 3 سنوات لم تصرف لنا المفوضية إعانة، ونحن اليوم في الحملة السعودية وقد قدمت لنا المملكة كل ما نحتاج إليه من ملبوسات شتوية والمستلزمات الدراسية.
الخاتمة
ونحن بدورنا ومن خلال هذا الاستطلاع نقدم شكرنا لمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الرياض والحملة الوطنية السعودية لإغاثة السوريين الذين لهم جهد كبير على الأرض سواء في الأردن أو لبنان.