المملكة ستبقى لنا البلد الصديق الذي وقف معنا في أحلك الظروف.. وستبقى قيادتها عنواناً للوفاء والشهامة العربية الأصيلة ">
الجزيرة - واس:
أعلن وزير العدل اللبناني أشرف ريفي رسمياً استقالته من الحكومة مُرجعاً ذلك إلى تحكم «حزب الله» بالسلطات في الدولة، وتسببه مع حلفائه في أزمة مع أشقاء لبنان العرب، ولاسيما المملكة العربية السعوديّة، مطالباً الحكومة بالاستقالة قبل أن تتحول إلى أداة كاملة بيد الحزب. وأصدر ريفي بياناً رسمياً، قال فيه: «وطننا لبنان يمر بواحدة من أصعب المراحل التي عاشها في تاريخه الحديث من جراء أزمة وطنية، تسببت بها قوى الأمر الواقع التي تكاد تطبق على الدولة ومؤسساتها. وقد أدى سلوك هذه القوى إلى إدخال الدولة في مرحلة التفكك والفراغ وصولاً إلى تشويه الهوية الوطنية، وتعريض سيادة لبنان واقتصاده ومستقبله وعلاقاته الدولية والعربية لأفدح الأخطار».
وتابع: «من موقعي كوزير في هذه الحكومة عاينت ما يعجز اللسان عن وصفه، واليوم أصارح اللبنانيين بأن ما وصلت إليه الأمور من جراء ممارسات (دويلة حزب الله) وحلفائه لم يعد مقبولاً، والاستمرار في هذه الحكومة يصبح موافقة على هذا الانحراف، أو على الأقل عجزاً عن مواجهته. وفي الحالتين الأمر مرفوض بالنسبة لي. وإن ما حصل في قضية ميشال سماحة كان جريمة وطنية، يتحمل مسؤوليتها حزب الله حصراً؛ فقد غطى القاتل، وحوله إلى قديس جديد عندما عطّل هو وحلفاؤه نقل الملف إلى المجلس العدلي».
وأوضح أن «حزب الله استعمل هذه الحكومة في سياق ترسيخ مشروع الدويلة؛ إذ أراد تحويلها إلى أداة من أدوات بسط سيطرته على الدولة وقرارها. وفي هذا الإطار يأتي ما فعله وزير الخارجية جبران باسيل في جامعة الدول العربية؛ ليعطي مثلاً صارخاً عن ممارسات دويلة حزب الله التي لا تقيم اعتباراً للبنان ومصلحته؛ فقد تجرأ بطلب من حزب الله على الإساءة للمملكة العربية السعودية، وصوّت ضد الإجماع العربي، وامتنع عن إدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران. والمؤسف أن أحداً من المعنيين لم يلجم هذا التصرف المعيب الذي أدى إلى تخريب علاقة لبنان بأقرب الأصدقاء إليه (المملكة العربية السعودية) وسائر الدول العربية».
وأضاف: «إنني من موقع المسؤولية الوطنية، وبوصفي مواطناً لبنانياً حريصاً على بلده، أعلن رفضي التام لهذه الإساءة، وأطالب الحكومة، لا بل أدعوها إلى الاستقالة قبل أن تتحول إلى أداة كاملة بيد حزب الله، وأؤكد أننا سنبقى لبنانيين عرباً، وأن المملكة ستبقى بالنسبة لنا البلد الصديق الذي وقف معنا في أحلك الظروف، وأن قيادتها ستبقى بالنسبة لنا عنواناً للوفاء والشهامة العربية الأصيلة».