نثمِّن للمملكة هذه الوقفة الإنسانية معنا وتلمس ما نحتاج إليه في هذا المخيم ">
مخيم الزعتري - عوض مانع القحطاني:
أكثر من 79 ألف مواطن سوري يعيشون في مخيم «الزعتري» في المملكة الأردنية الهاشمية، تحت رعاية وإشراف من قبل الحملة الوطنية السعودية ومنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.. وهم من كبار السن من الرجال والنساء والأطفال، وغالب هؤلاء لهم ما يقارب من 4 سنوات وهم يعيشون في هذا المخيم، حيث يُقَدَّم لهؤلاء الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية والاجتماعية وكل ما يحتاجون إليه.
كانت لنا جولة كإعلاميين السعوديين داخل المخيم برفقة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية سمو الأمير خالد بن فيصل بن عبدالله بن تركي ومعالي سفير الاتحاد الأوروبي السيد مارتن وقادة من منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسيف وعدد من المسؤولين الأردنيين.. من أجل التعرف على هذا العمل الإنساني الذي يقوم به المملكة العربية السعودية اتجاه الأشقاء السوريين.
شملت هذه الجولة مباني المخيم والعيادات الصحية والمدارس التعليمية والأقسام المهنية وتسليم مواقع جديدة من المساكن داخل المخيم.
«الجزيرة» كانت حاضرة في هذا المخيم وتعرفت على الجهود التي تُبذل من قبل الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والحملة الوطنية السعودية لإغاثة السوريين وجهود المنظمات الدولية الأخرى، حيث أشاد هؤلاء اللاجئون بما تقوم به المملكة من رعاية واهتمام بهم من خلال وصولهم لهذا المخيم.. ولكي نتعرف على هذه الجهود أجرينا العديد من اللقاءات والتصريحات.
تصريح السفير السعودي
فقد قال صاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن تركي بن عبدالله سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة الأردنية الهاشمية إن فكرة مساعدة الضيوف السوريين في الأردن ليس من أجل المساعدة فقط.. لكن من أجل حفظ كرامتهم.. والمساعدة ليس الأكل وللبس ولكن المساعدة هي شاملة.. صحية وتعليمية وتأهيلية، حتى إذا رجع هؤلاء الإخوة إلى بلدهم يقومون بخدمة أنفسهم من خلال ما تعلموه من تعليم وتدريب وتأهيل على كثير من الحرف التي تقدم لهم في هذا المخيم لبناء بلدهم.
وأضاف: إن ما رأيناه وبحضور المنظمات العالمية هو شيء مشرف.. والقائمون على هذا المخيم وجدنا عندهم الحماس لخدمة هؤلاء الضيوف.
وأضاف سموه: هذا لا يكفي.. بل يحتاجون إلى دعم من القادرين وخصوصاً الإخوة السعوديين الذين هم دائماً يحبون الخير والعون للمحتاجين.. كما أن على الدول المساهمة ودعم ومساندة هؤلاء الأشقاء الذين خرجوا من بلدهم هرباً من الحرب الدائرة في سوريا.
وحول حجم المساعدات التي قدمتها المملكة لهذا المخيم قال سموه.. هناك 700 مليون دولار من خلال الحملة الشعبية الوطنية السعودية، وهناك 100 مليون دولار تبرعت بها المملكة في مؤتمر الكويت و100 مليون دولار في مؤتمر لندن.. والمملكة بطبيعتها دائماً لها إسهامات من خلال الدولة أو من خلال الشعب السعودي لكل عمل خيري وإنساني، وهذا حجم كبير للمساعدات الإنسانية. وبين سموه أن هناك في المملكة ما يقارب من مليون ونصف المليون لاجئ سعودي ويعاملون معاملة المواطن السعودي في التعليم والعمل، وهذا يؤكد موقف المملكة من الأشقاء السوريين، وعندما تعمل المملكة أي عمل إنساني فإنها تنظر إليه بأنه واجب إسلامي.. موضحاً بأن أي تشويش على ما تقوم به المملكة هو لغرض عدائي للمواقف الثابتة من المملكة في القضية السورية.. ولن تدخل المملكة في أي مهاترات أو حرب إعلامية لأننا نعرف مقاصدهم.
وأثنى سموه على مواقف الأردن واستقباله هذه الأعداد من الإخوة السوريين، مطالباً المنظمات العالمية بالوقوف مع الأردن.. لأنهم ضحوا من أجل هؤلاء اللاجئين.
وقال سموه إن هناك أفكاراً سيتم تطويرها في هذا المخيم من قبل الحكومة الأردنية والاتحاد الأوروبي، وحملة المملكة للشعب السوري هي أفكار ستعود بالفائدة على اللاجئين من خلال خطة تمويلية وتنفيذية.. خاصة الذين يدرسون في العديد من المهارات الفنية.
واختتم سموه بأن خادم الحرمين الشريفين رائد من رواد العمل الخيري والاجتماعي منذ أن كان هناك حملة ريال فلسطين.. مشيراً إلى أن الملك سلمان هو قائد إسلامي عربي في إغاثة الشعوب المنكوبة، داعياً له بالتوفيق والسداد.
تصريح سفير الاتحاد الأوروبي
وقال معالي سفير الاتحاد الأوروبي السيد أندريا مارتن إن المملكة العربية السعودية رائدة في العمل الخيري والإنساني، ولها تعاون كبير ومتميز مع المنظمات العالمية لخدمة البشرية، وهذه الجهود التي تبذلها المملكة لرعاية اللاجئين السوريين هي جهود مقدرة وجهود كبيرة مع الدول المانحة لتقديم الرعاية لهؤلاء اللاجئين.
وأشار مارتن إلى أن الحاجة كبيرة نظراً للأعداد الهائلة من المهجرين السوريين من بلدانهم إلى العديد من الدول سواء كانوا في مخيمات أو خارج المخيمات.
وأضاف أن المنظمات العالمية عليها مسؤولية كبيرة لرعاية هؤلاء اللاجئين حتى يعودوا إلى بلدهم.
مدير أمن مخيم الزعتري
وقال العقيد عبدالرحمن العموش مدير مخيم الزعتري.. إن المساعدات السعودية هي من المواقع المقدرة والمعلومة عند اللاجئين السوريين الموجودين في هذا المخيم.
وأشار إلى أن المملكة دائماً داعمة ومساندة للأردن وداعمة لضيوف الأردن الموجودين على أراضيها، وهذه المساعدات لها أثر كبير على نفسيات هؤلاء النازحين من ديارهم.. داعياً الله أن تكون هذه المساعدات في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين وحسنات الشعب السعودي المعطاء، وهذا الجد الكبير الذي تقوم به المملكة لدعم الشعب السوري حتى يعود إلى بلده.
وأضاف أن هناك جهوداً تبذل لحفظ الأمن داخل المخيم وتقدم مساعدات لهم من خلال إنشاء مديرية داخل المخيم.
مدير مخيم المفوضية السامية
وقد تحدث السيد/ هوفيك آت يمزيان مدير مخيم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقال: نحن نقدر للمملكة العربية السعودية دعمها للسوريين في هذا المخيم وغيره من المخيمات الأخرى في لبنان أو تركيا وبالجهود التي تقوم بها سفارة المملكة من دور ريادي في التعاون مع هذه المنظمة، وهذه الحملة الوطنية السعودية دورها مهم جداً في دعم هؤلاء الرجال والنساء والأطفال الموجودين على أرض المخيم من خلال تحسين وضع السوريين ليس بالمساعدة فقط بل بالاهتمام بهم والعناية بما يحتاجون إليه.. ونحن نعتمد على دور المملكة لأنه من دون هذا الدور لا يمكننا أن نقوم ونرعى مثل هذه الأعداد.
وأضاف أن الحملة السعودية غطت كافة احتياجات السوريين على مستوى الأردن من خلال العمل الصحي والتعليمي والتأهيلي ومواسم الأمطار ومواسم الأمطار وبناء الواحدات الجاهزة التي تقي سواء من داخل المخيم أو خارجه حيث يوجد في الأردن 629 ألف لاجئ منهم 100 ألف داخل المخيمات.. حيث يوجد بهذا المخيم 79 ألف شخص وهم يشكلون ضغطاً على الأردن فيما يخص التعليم والأمن، ولكن برغم ذلك تقوم الأردن بواجبها الأخلاقي والإنساني، ولكن بمساعدات المملكة العربية السعودية من خلال هذه الحملة خففت معاناة الحكومة الأردنية واللاجئين.
وأوضح أن هناك توجهاً من قبل المفوضية السامية وبالتعاون مع المملكة العربية السعودية لتأمين الكهرباء بالطاقة الشمسية للمخيم.
مدير الحملة الوطنية السعودية:
وقال مدير الحملة الوطنية الشعبية السعودية في الأردن د. بدر السمحان إن هذه الحملة تأتي انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين لتقديم العون والمساعدة للأشقاء السوريين، وهذا واجب ديني وإنساني بغض النظر عن أي انتماءات للإخوة اللاجئين.
وأضاف أن جميع الخدمات تقدم من خلال مشاريع الحملة الوطنية لأكثر من 79 ألف شخص، منها التعليمية والصحية والتأهيلية من خلال برامج متعددة وتأمين هؤلاء النازحين بالمستلزمات الدراسية، حيث يوجد بالمخيم ما يقارب من 9 مدارس ابتدائية ومتوسطة يدرس بها نحو 19 ألف طالب وطالبة تقدم لهم الكتب ومستلزمات الدراسة.
وأشار إلى أن الحملة خلال الأعوام الماضية قامت بعلاج أكثر من 450 ألف مريض في كل التخصصات، وأن هناك ما يقارب من 300 إلى 400 مراجع يومياً للعيادات، وبين أن الحملة تصرف ما يقارب من مليون دولار شهرياً على إضاءة المخيم.. كما أن الحملة قد أنجزت عدداً من الوحدات السكنية وسلمت للاجئين الذين يقيمون في المخيم.
نائب عام الهيئة الأردنية
وقال السيد/ محمد الكبلاني نائب أمين عام الهيئة الأردنية للتعاون العربي والإسلامي: كل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على وقفتها مع اللاجئين السوريين، كما أن الحكومة الأردنية عملت مع الحملة الوطنية السعودية والمنظمات العالمية من أجل توفير احتياجات هؤلاء الطلاب الدارسين، حيث قدمت الحملة السعودية أكبر مشروع لشراء الحقائب المدرسية تقدر بنحو 500 ألف حقيبة وتأمين ما يحتاجونه من وسائل التعليم، وسوف نعمل مع الأشقاء لخدمة هؤلاء اللاجئين.
منسق اليونسيف
وقال منسق منظمة اليونسيف في المخيم ستيفان آلان: نحن نقدر دور المملكة ونتعاون معها في هذا المخيم من أجل رعاية هؤلاء الأطفال وتقديم كل الدراسات والبرامج التي تساعدهم على تخطي مصاعبهم النفسية.. ونحث هؤلاء اللاجئين على دفع أبنائهم للتعليم داخل المخيم.
لقاءات مع بعض اللاجئين
هذا، وقد قامت «الجزيرة» بزيارة عدد من اللاجئين في المخيم، إذ أعرب هؤلاء عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على رعايته واهتمامه بالشعب السوري... وقالوا: خير دليل هذا المخيم الذي وجدنا فيه كل الرعاية والاهتمام من قبل هذه الحملة الوطنية التي أنقذتنا من العراء بعد ما هُجِّرنا من بلدنا.
فقد قال عدنان أبونبوت: أنا هنا منذ 4 سنوات أنا وعائلتي ومعي ثلاثة من الأطفال استشهد والدهم.. وما ينقصنا إلا الرجوع إلى بلدنا.
وقال محمد الرفاعي: أنا هنا منذ ثلاث سنوات نقيم في هذا المخيم وأولادي يدرسون في المدارس ونحن نقدر للمملكة وقوفتها معنا.
وقال عبدالمنعم موسى: أنا أعول 11 شخصاً منهم خمسة معاقين وقد تسلمت وحدة سكنية، ونحن نشكر المملكة على هذه الوقفة معنا.
المواطنة أم أحمد قالت: توفي زوجي في الحرب وأنا هنا مع أولادي وقد رعتنا الحملة وقدمت لنا كل ما نحتاج إليه.
معلومات عن المخيم
* الاقتصاد:
تتضمن السوق غير الرسمية في الزعتري نحو 3.000 متجر ومشروع يديره اللاجئون، وإضافة إلى ذلك يتم توفير نحو 3.000 فرصة عمل من خلال أنشطة العمل مقابل النقد القصيرة المدى التي تقدمها المنظمات غير الحكومية القائمة في المجتمع إلى جانب التجارة في السلع الاستهلاكية المنزلية، ويكسب 60% من اللاجئين في سن العمل شكلاً من أشكال الدخل.
* المياه:
توفر 3 آبار في المخيم 3.3 مليون لتر من المياه يومياً، ويتم توزيع المياه حالياً من خلال شبكة مؤلفة من نحو 82 شاحنة تنقل المياه إلى خزانات المياه الجماعية العامة والخاصة.
* الصرف الصحي والنفايات الصلبة:
يعالج مصنع لمعالجة مياه الصرف الصحي 80% من مياه الصرف الصحي المولدة في المخيم. يتم جمع هذه المياه ونقلها بواسطة أسطول من شاحنات الصرف. ويتم جمع 983م3 من الرواسب يومياً من خلال شاحنات متخصصة بإزالة الرواسب، كما يتم جمع 750م3 من النفايات الصلبة يومياً ومن ثم نقلها إلى مرافق النفايات الخارجية، ولا تزال مشاريع إعادة التدوير التي تشمل مخيمات اللاجئين قائمة للحد من النفايات الصعبة وإعادة استخدامها.
* الطاقة:
تحصل العائلات على الكهرباء 11 ساعة يومياً ومساكنها موصولة بشبكة كهرباء مخيم الزعتي. وستتطلب إستراتيجية الطاقة الممتدة من 2015 إلى 2017 والتابعة للمفوضية تمويلاً يصل إلى 14 مليون دولار أميركي لتوفير الطاقة المناسبة للاجئين، وسيتم إنشاء محطة للطاقة الشمسية من المتوقع أن تصبح جاهزة لحلول نهاية عام 2016 وستغطي كافة احتياجات الطاقة في المخيم بأدنى تكاليف تشغيلية، كما أنها ستوفر الطاقة للمجتمع المضيف.
* التعليم العالي:
استجابة لمحدودية الفرص المتوفرة مقابل ارتفاع طلبات اللاجئين الذين يرغبون في متابعة التعليم العالي وبعد الثانوي المعتمد - لكل من المتخرجين أخيراً من المدرسة الثانوية والطلاب الذين أجبروا على التوقف عن دراستهم الجامعية - يتم إنشاء شراكات مع المؤسسات التعليمية في الأردن لتوفير التدريب على المهارات المعتمدة والفرص الأكاديمية المناسبة.