محمد البكر
كلما حقق الزعيم بطولة جديدة لاح أمامي خيال الراحل الكبير والمُربِّي الفاضل مؤسس نادي الهلال المرحوم - بإذن الله - عبد الرحمن بن سعيد. رموز كبيرة من أعضاء شرف قدموا الغالي والرخيص، ونجوم نحتوا أسماءهم في لوحة الإبداع الهلالي، وجماهير ترعد وتبرق فتمطر السماء بطولات لهم، كل هؤلاء يتوارون خلف ذلك الشيخ، الذي وضع أساس البناء ورسم استراتيجيات «السمو» والتفوق وثقافة الانتصار، تلك الثقافة التي أصبحت جزءا من ثقافة لاعبي الزعيم وجماهيره والرؤساء المتعاقبين على إداراته.
فاز الهلال وليس في فوزه غرابة، وخطف كأس سمو ولي العهد ولا عجب في ذلك فهذا تخصصه وجزء من هواياته، وتغنت جماهيره كالعادة، وحلق الزعيم بعيداً بعيداً عن أقرب منافسيه، وأغلق الباب في وجه المتطفلين والشامتين.
فاز الزعيم مع الحكم المحلي، كما فاز مع الحكم الأجنبي، فاز في الرياض وفي جدة والدمام وفي عواصم الخليج، فاز في أهم عواصم الدول العربية، فاز في شرق آسيا أكبر قارات العالم كما فاز في لندن عاصمة الكرة العالمية. ومع ذلك لا زال بعض الرياضيين يصدقون كذب المقهورين، ممن روجوا كذبة إن الهلال صنيعة الإعلام الهلالي، أو أن بطولاته جاءت لأن الحكام المحليين يتعاطفون معه أو يخشونه. ولقد كتب سيد الكلمة الزميل محمد السياط في هذه الصحيفة مقالا فند فيه ما يردده البعض حول ما يدعونه «الإعلام الهلالي». ورغم أن ما قاله كافياً ووافياً، إلا أنني أضيف بأن العاقل يعرف أن الإعلام الرياضي في معظمه «المقروء والمرئي والمسموع» يعمل جل ما في وسعه للنيل من الهلال ومن بطولاته ونجومه وقضاياه، ومن لا يقتنع بهذا الكلام فليستعرض مع نفسه البرامج التلفزيونية ومن يقدمها ويعدها ومن هم الضيوف الذين يستضافون، ثم يمرون على الصحف المحلية ليعرفوا أي الألوان يعشقون وأي لون يكرهون. هنا فقط أقول أن من يردد مثل هذا الكلام عما يسمى «الإعلام الهلالي»، إما أن يعترف بأن الإعلام المضاد للهلال هو إعلام ضعيف وأطرافه غير مؤثرة رغم حجم المساحة الممنوحة له فضائياً وصحفياً، أو أنه عاجز عن الاعتراف بقوة الهلال ميدانياً.
أما «نكتة» أن الهلال يحقق البطولات مع الحكم المحلي ويخفق مع الحكم الأجنبي، فهي نكتة «الضعفاء»، فالهلال فاز مع الأجنبي بما نسبته 53.5 في المئة بينما أقرب الفائزين مع الحكم الأجنبي للهلال حقق ما نسبته 17 في المئة فقط، وبالأرقام فاز الهلال في 23 مباراة من أصل 43 بينما فاز الأهلي وهو الأقرب في 5 مباريات والاتحاد في 12 والنصر في 9 والشباب في 12.
بيني وبينكم
- منح أبناء الشهداء فرصة حضور المباراة والالتقاء بسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، بلا شك خطوة مباركة وجميلة. براءة الأطفال وحماسهم ورسالتهم وصلت بوضوح لسمو ولي العهد الذي كان لهم بمثابة الأب فأحتضنهم باسم المليك وباسم الوطن.
- نجح الزميل د. صالح الورثان وفريق عمله من مذيعين ومعدين وإداريين في متابعة نقل هذا الحدث الكبير قبل وأثناء وبعد المباراة.
- دعوة المعلق المبدع عيسى الحربين للمشاركة في التعليق على النهائي خطوة جيدة تحسب لقناتنا الرياضية.
- مشاركة زميلنا وأستاذنا علي داود وإن كانت مشاركة قصيرة إلا أنها أكدت لنا أن الحنجرة الذهبية لا زالت كما كانت رائعة ومتميزة.
- رغم تحفظي على مشاركة أي معلق غير سعودي على أي نهائي محلي إلا أنني اعتبرت مشاركة المبدع فارس عوض تكريماً للإمارات شعباً وحكومة ورياضيين على مواقفهم البطولية مع المملكة.
- رغم مرور عشرات السنين على المناسبات الرياضية، إلا أن الارتباك في النقل التلفزيوني خاصة من المنصة الملكية لا يزال مستمراً. قليل من التنظيم والتخطيط قبل الحدث كفيل بتصحيح الأخطاء.
- فوز الزعيم بالبطولة كان له طعم أحلى عند الهلاليين، لأن الطرف المقابل كان فريقاً عملاقاً بتاريخه وحاضره وهو الأهلي حامل اللقب والمنافس على بطولة الدوري.
ألف مبروك لزعيم الكرة السعودية وحظ أوفر لنجوم الأهلي.
ولكم تحياتي