الجزيرة - المحليات:
ضمن موسمه الثقافي والاجتماعي نظم كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية بجامعة اليمامة يوم الأحد الماضي محاضرة بعنوان «صناعة البتروكيماويات» في المملكة العربية السعودية، قصة تحدٍ ونجاح - إنجاز وطن.. في مسرح الجامعة الكبير ألقاها معالي المهندس عبد العزيز بن عبد الله الزامل وزير الصناعة والكهرباء السابق، ورئيس مجلس إدارة سابك سابقاً.
وقد لعب المهندس الزامل بما يحمله من تجربة ثرية وعميقة في مجال الصناعات التحويلية، دوراً كبيراً في إنشاء وتسهيل وتشجيع تطور الصناعة السعودية بشكل عام والصناعات البتروكيماوية بشكل خاص في المملكة العربية السعودية، حيث ينظر إليه على أنه وغازي القصيبي وأمثالهما من مسئولي تلك الفترة كرواد صناعة البتروكيماويات السعودية وفرسانها.
في بداية المحاضرة ألقى معاليه الضوء على وضع الصناعة في المملكة في الخمسينيات والستينيات ثم تحدث عن دور وزارتي التجارة والصناعة والبترول والثروة المعدنية في مرحلة التخطيط والإنشاء، ليركز أهمية إنشاء المؤسسة العامة للبترول والمعادن - بترومين - ومركز الأبحاث والتنمية الصناعية الذي تأسس عام 1965م كجهة متخصصة استطاعت تحويل الطموحات إلى برامج مفصلة وقابلة للتنفيذ.
ثم انتقل معاليه إلى كيف تم إنشاء سابك بداية مع فريق عمل الصناعات الأساسية، وكيف تحولت إلى مؤسسة عامة حكومية، ثم إلى شركة مساهمة أُنشئت بمرسوم ملكي لتتولى تنفيذ المشروع.
ولم يغفل معاليه التحديات التي واجهت فريق العمل الذي يوجد في مكتب خلفي صغير، وعن تشكيك بعض وسائل الإعلام الغربية في إمكانية تحقيق المشروع الكبير بإمكانيات مادية متواضعة وبقدرات بشرية محدودة، وربما غير موجودة تقريبا آنذاك.. لكن خطة العمل المحكمة كانت تسير بشكل جيد بدءاً من تحديد الخبرات المطلوبة
ومراجعة ما قد تم عمله من قبل بترومين ودراسة وضع الصناعات الأساسية في العالم، وصولاً إلى تحديد المنتجات المتوقع تصنيعها والبحث عن الشركاء المحتملين في مختلف القطاعات.
ولعل من أهم النقاط التي توقف عندها باهتمام بالغ ما يتعلق بتنمية القوة البشرية الوطنية التي ستنهض بالمشروع، حيث تم ابتعاث ألف وخمسمائة كدفعة أولى، ثم العمل على تدريب مجموعات أخرى داخل المملكة وخارجها لتأمين احتياجات المشروع من مهندسين ومهنيين وقوى عاملة حرصت الشركة على وضع عديد الحوافز والتسهيلات لاستقطابهم لأنهم الثروة الحقيقية المستدامة لأي مشروع صناعي تنموي كهذا.
وختم معاليه المحاضرة بحديث مركز عن الإنجازات الكبرى التي تحققت لتصبح سابك خامس أكبر شركة عالمية لصناعة البتروكيماويات، وتحقق من الأرباح كل عام ما يفوق رأسمال إنشائها بضعفين، ولها فروع وشراكات في مناطق كثيرة حتى إنه بإمكانها اليوم وغداً التوسع لإنشاء مشروعات كبرى داخل المملكة وفي مختلف أنحاء العالم.