علي الصحن
لم يأت الهلال بجديد وهو يفوز بكأس ولي العهد، علاقة الهلال مع البطولات علاقة أزلية، أصبح حضوره المتواصل هو القاعدة وغيابه هو الاستثناء، حتى الفرح بالذهب لم يعد عند الهلاليين مثل غيرهم، فقد تعود الفريق على البطولات.
لا يحتفل الهلاليون بالذهب كثيراً، لا يجعلون من لقب جديد سبباً لخسارة لقب مقبل، يحقق الفريق بطولة مهمة اليوم ويبدأ من غده الإعداد لأخرى، لا يعرف الهلاليون احتفالات المناورات والاستراحات وقاعات الأفراح ونحر الإبل، كما يفعل غيرهم.
الفرح عند الهلاليين لا يتجاوز البهجة بفريقهم إلى التقليل من غيره، لم يُعرف عن الهلاليين حركات مستفزة لخصومهم وهم يحتفلون بالكأس تلو الكأس، لا يرددون عبارات مرفوضة، ولا يفركون أنوفهم بالإبهام والسبابة لإغاظة غيرهم، ولا يطلقون عبارات وتصاريح تقدح في الآخر!!
الهلاليون تجاوزوا ذلك كله وتفرغوا لفريقهم... عندما يحقق البطولة كالمعتاد يفرحون به، وعندما يخسر يتحسسون أسباب الخسارة، ويبحثون عن علاج عاجل لعلته.. لذا يغيب الهلال يوماً... ثم يحضر أياماً!! فيما يبتهج منافسون ببطولة يوم وغياب أعوام...!!
إدارات الهلال تتعاقب والأسماء تتغير.. لكن الثقافة الهلالية راسخة تقف على أرض صلبة متينة:
- في الهلال لا شأن لك بالآخرين هم يعملون وأنت تعمل والفيصل الميدان...!!
- في الهلال لا شأن لك بما يقوله الآخرون... واجعل بطولاتك هي مقولك..!!
- في الهلال لا تنصرف للرد على تقليلهم من إنجازاتك..هم فقط يعالجون لذعات ويحاولون النيل منك بعد أن أعياهم الرد في ملاعب كرة القدم...!!
- الهلال أولاً والبقية تأتي... الاختلاف من أجل الهلال وليس عليه... سور الهلال عالٍ لا تهزه إشاعة ولا تحركه مراهقة إعلامي يبحث عن بصيص ضوء عجز أن يصله مع فريقه!!
لاعبو الهلال حكاية أخرى من حكايات الإبداع والتفوق.. أجيال تتعاقب...
لاعبون يحضرون يؤدون دورهم ويرحلون..يحضر آخرون ويقومون بنفس الدور.. وهكذا تطوي صفحات النجوم بعضها بعضاً في تنافس مثير من أجل خدمة الهلال وجعله في المقدمة!!
ديدن الهلاليون الراسخون ألا يربطوا اسم ناديهم باسم لاعب بعينه... كل نجم له قيمته وله اسمه المخلد في صفحات الزرقة الناصعة، لكن الهلال هو الأول والأهم لذا لم يرتبط اسم الهلال باسم لاعب معين كما حدث في بعض أندية وهو ما يلقي بظله على أجيال تالية قد لا تجد تفسيراً للتغني بتاريخ لاعب معتزل على حساب صُناع الحضارة الحديثة للفريق!!
بين الهلال ولاعبوه وفاء منقطع النظير..يجمعهم بشكل دوري، يضعهم في منزلتهم التي يستحقون، يأخذ رأيهم، ويستنير بفكرهم ويستفيد من تجاربهم، واللاعبون الأجانب الذين مروا على الهلال يوماً وذاقوا حلاوته ولذة اللعب بقميصه تراهم لا يكفون عن التواصل معه ومع جماهيره ويتحدثون بفخر عن تجربة ثرية بالشعار الأزرق!!
مدرج الهلال.. وعند مدرج الهلال ينقطع الحديث ويصعب الوصف وتتقاطع خطوط البهجة...
مدرج الهلال لا يمكن أن يقبل قسمة هلاله على اثنين..!!
مدرج الهلال لا يمكن أن يقبل بتراجع فريقه خطوتين..!!
مدرج الهلال لا يكفيه كل موسم بطولتين...!!
مدرج الهلال لا يكتفي بدور المشجع فقط.. فقد تجاوز ذلك إلى المشاركة برقي في صناعة القرار الأزرق، يدعمه في ذلك إدارات لا تكف عن الإشادة بمدرجها ولا الحديث عن أدواره ولا تقبل الإساءة له.. أو التسبب في مرور صبغة الحزن عليه...!!
في كل مرة يشيد الهلاليون بمدرجهم.. في كل مرة يؤكدون أن العمل منه وله.. في كل مرة ينصتون له ويأخذون برأيه!!
وكم من مرة كان مدرج الهلال فيها يصنع الفارق ويتجاوز بفريقه الملمات وينقله من الضراء إلى السراء...!!
تفرد الهلال بالقمة، ووسع الفارق بينه وبين منافسيه... ولم يجد بُدا من تحطيم أرقامه بنفسه بعد أن عجز الآخرون عن ذلك، أو حتى من الاقتراب منها!!
ترك الهلال حكاية الشكوى من الصافرة التي حرمته أبسط حقوقه في النهائي الأخير.. وترك الاحتجاج على القرارات وتفرغ للملعب... فتواصل حضوره وانتظر آخرون بحثاً عن أعذار يرددونها لتبرير إخفاقاتهم.. لكن الزمن تغير ولم يعد هناك من يصدق أي شيء!!
الاتحاد كشف اتحاد الكرة!!
كشفت مباراة الاتحاد والقادسية حال التحكيم وحال اتحاد الكرة وحال اللوائح وحال الأنظمة حال كل شيء، حال التحكيم الذي كشفه الدولي تركي الخضير وأكمل طاقم نهائي كأس ولي العهد.. وحال اتحاد الكرة الذي لم يعرف كيف يبت بطلب الاتحاد بإعادة المباراة.. وحال اللوائح والأنظمة التي تقاذفها الجميع بحثاً عن مخرج... ولكن لا مخرج...!!
من حق نادي الاتحاد أن يطالب بإعادة المباراة لأنه حُرِم من الاستفادة من حقه بطرد لاعب القادسية.. ومن حق القادسية أن يرفض الاعادة لأنه ليس مستعداً لتحمل خطأ لا ذنب له فيه...!!وبعيداً عن حق هذا وذاك وعدم الجزم بالمستفيد من إعادة المباراة، ماذا تقول اللوائح ماذا تقول الأنظمة...؟؟
أين مراقب المباراة وأين مقيم الحكام وأين لجنة الحكام؟؟ يا عمر المهنا...هل شاهدت ماذا فعل الخضير وطاقم النهائي....
هل يُعجبك ما تفعله الصافرة الدولية بالأندية...؟؟
ماذا لو خسر الهلال.. وهو الذي حرم من كثير من حقوقه؟؟
وماذا لو لم يسجل العبيد الخطأ الذي شاهد الجميع أساسه ضربة جزاء للقادسية إلا حكم المباراة...؟؟
يا عمر المهنا.. ويا رئيس اتحاد الكرة... خلاص كفاية... لم يعد هناك مجال للصبر..
اليوم نجحت الفرق المتضررة من أخطاء الصافرة في الحفاظ على حقوقها.. لكنها قد تفشل في ذلك غداً... فهل تعلن يا عمر الرحيل وتسلم الراية لرجل آخر... علّه ينقذ ما يمكن إنقاذه؟؟