الهلال أظهر نواياه مبكراً.. والإدارة نجحت في الإعداد النفسي ">
كتب - سليمان اللزام:
كان من الطبيعي والمعتاد أن تخرج الجماهير «الزرقاء» والتي احتشدت في جنبات استاد الملك فهد الدولي بالرياض حاضرة نهائي كأس ولي العهد الأمين.. كان من الطبيعي أن تخرج سعيدة للغاية، وهي تشاهد فريقها المفضل يعزف على أرض الميدان سيمفونيته المعروفة والتي تتناغم مع هتافات تلك الجماهير وتستمر بعروض المتعة والجمال إلى أن تنتهي في منصة التتويج لتلامس الذهب الغالي في حكاية كانت فصولها الممتدة لشوطين كاملين غاية في الإبداع وتصور أرقى درجات الإمتاع
لقد حضرت جماهير الهلال بشكل كثيف للغاية ولا غرابة في ذلك فكان حقاً على الإدارة واللاعبين أن يشكروا هذا الحضور بطريقتهم الخاصة ويردون لهم الجميل بمثله، وهو ما ذكره رئيس النادي المثالي الأمير نواف بن سعد أو «وجه السعد» كما يحلو للعاشقين تسميته بذلك، ومن حقهم أن يفخروا ويتفاخروا برئيسهم الرائع وفريقهم البطل.. لقد قال الرئيس بأن من خلفه تلك الجماهير الغفيرة والعاشقة فلا بد أن يبذل الغالي والنفيس بحثاً عن سعادتهم وبهجتهم، وأن من حقهم أن يقدموا لهم الذهب والبطولات عربون محبة ووفاء.
كان الإعداد النفسي في الهلال لمواجهة الأهلي في النهائي رائعاً بكل المقاييس حيث تم تهيئة اللاعبين وتجهيزهم للتعامل مع المباراة بطريقة احترافية فتجلت الروح وبانت السيطرة الميدانية من أول الدقائق، بل كانت الأهداف حاضرةً مع الدقيقة الثانية، لتؤكد بشكل قاطع أن الهلال ماض نحو التفوق ومزيد من العطاء والتسجيل، ولم تمض دقائق طويلة حتى كرر الهلال زيارته لمرمى الأهلي بهدف تم إلغاؤه بداعي التسلل رغم تأخر ناصر الشمراني عن المدافع وانطلاقته السريعة خلف الكرة ليسجل الهدف، ولكن لاعبي الهلال لم يتأخروا عن تعويض الهدف الملغى بهدف آخر ظهرت فيه الكثير من جماليات الكرة بين الشمراني والعابد الذي ركنها زاحفة على يسار المسيليم لتعلن تقدم الهلال وأفضليته المطلقة على الشوط الأول والمباراة بشكل كامل وإعلان رغبته المبكرة بالتتويج، فيما كان الأهلي تائهاً لفترات طويلة ولم يفق من صدمة إبداع نجوم الهلال وتعاملهم الرائع مع مجريات المباراة بكامل تفاصيلها، بل كان من الواضح للمتابع الرياضي بأن الأمور تتجه نحو الفريق «الأزرق» وأن تحقيقه للبطولة مسألة وقت ليس إلا في ظل ما يشاهده من معطيات على المستطيل الأخضر والذي نثر فيه نجوم «الزعيم» مخزونهم المهاري والفني بكل دقة وإتقان.
دونيس يغيِّر قناعاته
تخلى المدرب دونيس عن بعض قناعاته التي ظل عشاق الهلال يطالبونه بالتخلي عنها، حيث فاجأ الجميع بالطريقة المثالية وهي 5 - 4 - 1 والتي من خلالها كان الفريق حاضراً بشكل يفوق الوصف ونجح في السيطرة على الميدان والتعامل مع مجريات المباراة وحسمها منذ وقت مبكر وسط ذهول مدرب الأهلي جروس ووقوفه موقف المتفرج على المظهر الذي كان عليه لاعبو فريقه وحالهم الفنية الباهتة، في حين كان مندهشاً من عطاء لاعبي الهلال وإبداعهم.
الشمراني يتجلى ويسجل
كعادته كان الشمراني نجماً في المباراة النهائية حيث وضع بصمته مع الدقائق الأولى بهدف جميل يدل على متابعته الدقيقة، فضلاً عن تسجيله هدفاً آخر تم إلغاؤه بداعي التسلل، كما ساهم بشكل مباشر في صناعة الهدف الثاني بطريقة جميلة وضعت العابد في مواجهة المرمى ولم يكتف «الزلزال» بذلك بل كان متحركاً في كل اتجاه وتسببت حركته الدائبة في خلق ثغرات واضحة في منطقة الظهر الأهلاوية الأمر الذي دفع بعض لاعبي الأهلي للتعامل معه بطريقة خشنة تسببت في سقوطه مصاباً في أكثر من لقطة.. كما أن جماهير الهلال تتفاءل بهدافها الكبير والذي تربطه علاقة حميمة بشباك الأهلي فقد اعتاد زيارتها والسلام عليها في الكثير من المناسبات منذ سنوات عديدة ولا يزال.
للمجد بقية
أعتقد بأن هذه البطولة المستحقة سوف تعطي الهلاليين من جهاز إداري وفني ولاعبين دافعاً نحو مضاعفة الجهد والبذل رغبة في تسجيل المزيد من المنجزات هذا الموسم، خصوصاً أن الفريق ما زال يتصدر قائمة ترتيب دوري جميل بكل جدارة ويمتلك جل مقومات الفريق البطل وتتكامل فيه عناصر القوة في الجوانب الإدارية والفنية والعناصرية.. كما أن جماهيره المحبة ارتفع سقف تطلعاتها وباتت تنتظر حسم الدوري وإعادته إلى عرينه الغائب عنه منذ أربعة مواسم.