سلطان بن عبدالهادي السهلي: علم من أعلام دولة الكويت الشقيقة، أديب، بلداني، لغوي، مؤرخ، ناقد، ألف في هذه المجالات جميعها فأجاد وأفاد. وقد ألف حتى يومنا هذا أحد عشر كتابا أكثرها جديد في بابه، فريد في منهجه، ولم يبن على مثال سابق. ومن ذلك:
كتاب: (ظواهر في لهجات العرب الأواخر): وهو أول كتاب يجمع الظواهر اللغوية الفاشية عند العرب الأواخر ويردها إلى أصلها الفصيح عند العرب الأوائل اعتمادا على أقوال علماء اللغة، وشواهد من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وشعر العرب. وكتاب (المعجم الجغرافي لدولة الكويت): وهو كتاب ضخم يشتمل على ستة أقسام، ويعد أول وأشمل معجم لأسماء الأمكنة في ذلك القطر الشقيق. وهو الكتاب الذي حصل به على جائزة الدولة. وكتاب (المقتضب من تاريخ الكويت في لغة العرب): وقد جمع فيه ستين خبرا لدولة الكويت استخرجها من مجلة لغة العرب التي كانت تصدر في بغداد مطلع القرن الميلادي الماضي. وكتاب (طما مرقم يعقوب): وهو في النقد، وكتاب (المعجم الجغرافي لدولة الكويت) وهو كتاب ضخم يشتمل على ستة أقسام، ويعد أول وأشمل معجم لأسماء الأمكنة في ذلك القطر الشقيق. وهو الكتاب الذي حصل به على جائزة الدولة.
وبين يدي الآن أحدث ما صدر له، وهو كتاب: (فصل المقال فيما سمي من الدول بالرجال). وموضوع هذا الكتاب لم يسبقه إليه سابق، ولم يطرقه قبله طارق. وقد أثبت فيه أن اسم السعودية ليس بدعا من الأسماء، وأنها ليست الدولة الوحيدة التي سميت برجل. والكتاب يقع في مئة وأربع وأربعين صفحة، ويشتمل على استفتاحين، وخطبة، وخمسة فصول.. أما الاستفتاح الأول فهو: من الآية 124 من القرآن الكريم، وهو قوله تعالى {اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}. أما الثاني فهو أصل لغوي ذكره ابن فارس ت 395 هـ، وهو ( السين والعين والدال أصل يدل على خير وسرور، خلاف النحس ).
أما الخطبة فقطعة أدبية رائعة تطرب وتعجب. ومما جاء فيها قوله : (... فإن من نور الله بصيرته، ونقى سريرته : علم يقينا أن السعودية بالمحل الأسمى، والمقام الأسنى من هذه الدنيا. وليس ذلك بأمر مستكثر، ولا بشيء مستنكر.. فهي : مهبط الوحي، ومثوى النبي. وموطن آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه المطهرات أمهات المؤمنين، وخلفائه الراشدين الأئمة المهديين، وقومه العرب المؤصلين.. أكرم الخلق نسبا، وأعطم الأمم سببا.. الذين شرفهم الله بالإسلام، وفضلهم على جميع الأنام...).
وبعد أن عدد جملة من صفات المملكة، قال:
ومن علم ذلك، فقد علم أن الوفاء للسعودية من الأمانة، وحب أهلها من الديانة.. ليورد بعد ذلك وصفا طريفا حيث قال: ( ولا يخالف هذا الاتفاق، ولايفارق هذا الانطباق، إلا: لمتان لئيمتان : أجهل من البغل، وأغبى ممن لايعرف الوحى. وهما: الشعوبية المكلومة، والمنشعبة المشؤومة). وبعد الخطبة جاءت فصول الكتاب وهي خمسة. حيث وجد أن خمس دول عربية سميت برجال، وهي:
1) السعودية: نسبة لسعود بن محمد بن مقرن.
2) عمان: نسبة لعمان بن سبأ بن يقشان.
3) فلسطين: نسبة لفلسطين بن كسلوخيم بن صدقيا.
4) مصر: نسبة لمصر بن بيصر بن حام.
5) اليمن: نسبة ليمن بن قحطان بن عابر.
ولا يفوتني في نهاية هذا العرض أن أذكر أن المؤلف يميل إلى أن السعودية يجوز أنها سميت بـ : سعود (المصدر) الذي هو ضد الشقاء والنحس. وبـ : سعود (الرجل) الأمير العربي المتوفى سنة 1137 هـ (1724 م). فالسعودية كما قال : (أسعد الدول. فقد أسعدها الله سعادة لا تبارى ولا تجارى. فهي سيدة البلاد، وقبلة العباد، والهادية إلى الرشاد. هي التي أخرجت الناس من الظلمة والعتمة، وعربت الأمة بعد العجمة والجمجمة. القبلة فيها، والحج إليها، والقرآن بلغتها، والنبي منها...)
وهي اليوم أيضا: ( دولة رائدة قائدة : واسعة الأرجاء بعيدة الأنحاء. وثيقة العرى شديدة القوى. عظيمة الخطر رفيعة القدر. حكمها رشيد ونهجها سديد. على دين قويم وشرف صميم. وفيها خير عميم وأمن مقيم).
- عرض/ محمد بن سليمان القبيل