ولاءُ السراب الموعود ">
كلُّهم يشتكي ويأسى ويألَمْ
أيُّهم من حياتهِ ما تبرّمْ؟
قلتُ للموسِرِ الثريِّ هنيئاً
قال: عن أيِّ راحةٍ تتكلّمْ؟!
في يديْ مغنمٌ أخاف عليهِ،
ولُعابي يسيل في إثْر مغنمْ
شُيّدتْ حوليَ البروجُ العوالي
وبذُعْرِ المجهولِ قلبي مُلغّمْ
واجفٌ طامعٌ، وأيَّ أمانٍ
يرتجيه الكسيحُ في حضن ضيغمْ؟!
كلُّ ما تبتني الحياةُ يُعفّى،
كلُّ ما يُنبِتُ الربيعُ يُقلّمْ
*****
وبدربٍ من الدروبِ تجلّى
لي فقيرٌ من سفعةِ الجوعِ أسحمْ
رحمتْهُ ظلالُ حائطِ طينٍ
غيرَ أنّ الهجيرَ لا يترحّمْ
يشبِهُ السُّهدَ نومُهُ، والليالي
تصطفيه بفضلِ بؤسٍ و(بلغمْ)
لا يجيب السؤالَ إلا سعالٌ
منه في العينِ والحشا يتضرّمْ
يتملّى الرغيفَ في كفِّ جبْسٍ،
ويرجّي السكونَ في (أمِّ مِلدمْ)
قال لي: إن لقيتَ في سيرك المو
تَ؛ فسلْهُ يزُرْ فؤاديْ المحطّمْ
*****
كلُّهم بائسٌ؛ وينجو قنوعٌ
خارجَ السربِ بالرِّضى يترنّمْ
يكتفي بالكفافِ من كلِّ شيءٍ
آهِ.. ما أبلغَ الكفافَ وأحزمْ!
يغتني باليقينِ كنزاً فيغنى،
ويعدُّ السلامَ نصراً فيسلمْ
وإذا سوّلتْ لهُ النفسُ شُحّاً
عاذ منها بضحكةٍ.. ثُمَّ تمتمْ:
كلُّ من عاش قبلنا صار ذكرى
أممٌ لا تعد مرّتْ كأن لمْ...
- مهنّد الفالح