سماحة المفتي يثمن جهود الأجهزة الأمنية والجمارك في كشف جرائم المخدرات ">
الجزيرة - واس:
أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله عز وجل, مؤكدًا أن الصلاة هي عمود الدين, وهي من عظم العبادات.
وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: ( إن الله أمر بالصلاة في كتابه العزيز وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, قال تعالى «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين», ولهذه الصلوات الخمس خصائص بها ليست لغيرها من سائر العبادات, فمن خصائصها أنما فرضت في السماء, أما سائر الطاعات فكانت عن جبريل عليه السلام, والصلوات الخمس كان فرضيتها تعرج بنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء, فخاطبه الله شفاهية بالصلاة وأمره بها خمسين صلاة, فما زال محمد صلى الله عليه وسلم يتردد بين ربه وموسى وموسى يقول لمحمد اسأل الله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك, فجعلها الله خمس في العمل وخمسين في الثواب, وقال «أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي», وهذه الصلوات تذكر أحياناً من بين العبادات قال جل وعلا ((وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )), فذكر الصلاة بعد الأعمال بالخير).
وأضاف : « ومن خصائصها أن الله أمر نبيه بالإقبال عليها ( وأمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها), ومنها أن الله فرضها على جميع المسلمين بالغ عاقل, يطالب بها الصغير والمسافر والمريض كما يطالب بها الصحيح والمقيم, فلا تترك الصلاة لمرض أو لسبب وإنما تجب على المريض والصحيح والمسافر والمقيم, إلا أن الله جل وعلا تفضل بفضل عظيم فخفف بعض شروطها وأفعالها, يقول صلى الله عليه وسلم للمريض ( صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنبك فإن لم تستطع فمستلقيا)».
وأفاد سماحة مفتي عام المملكة أن الطهارة مشروع للصلاة, وطهارة البقعة وطهارة الجسد لقول الله تعالى «وثيابك فطهر», والصلاة آخر وصية أوصى بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في آخر حياته, كان يقول عليه الصلاة والسلام (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم). وقال سماحته : « للصلاة فضائل من فضائلها أنها خير الأعمال, يقول صلى الله عليه وسلم ( استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة), ومن فوائدها أنها برهان لصاحبها ( من حفظها وحافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نور ولا برهان وحشر مع فرعون وقارون), ومن فضائلها أن العبد أول ما يحاسب عليها يقول صلى الله عليه وسلم ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من الأعمال صلاته، فإن صلحت فقد نجح وإن لم يحافظ فقد خسر), وأنها سبب لترك المنكرات والتخلق بالأخلاق الفاضلة, والصلوات الخمس مكفرات للذنوب والمعاصي ما قبلها, يقول صلى الله عليه وسلم (الصلوات.. ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر), ومن خصائصها أنها قرة للمؤمن, فالحمد الله أنه فرضها لأن في فرضيتها ثواب عظيم وأجر كبير لك فاحمد الله عليها ثواب الله وجنته واشكر الله على هذه النعمة».
وأوضح سماحته أن الصلاة احد أركان الإسلام, وان من جحدها وأنكر وجوبها كافر مرتد خارج عن الإسلام, وأما من استهان بها واستخف بها فذلك له الشقاء, فهي ترجمان لما في القلب من الإيمان, ومن أدى هذه الصلوات الخمس دل على إيمانه ومن تخلى عنها دل شقاءه, يقول جل وعلا (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالا يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً)).
وقال: «أيها المسلم حافظ عليها وإياك أن يخدعك الشيطان عليها, أدها في أوقاتها فإن الله يقول ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً))».
وتابع سماحته يقول: «أيها المسلمون سمعنا خبراً أذيع من وزارة الداخلية كان موضوعه احصائية عن المخدرات وأربابها والمروجين لها خلال أربعة أشهر, وجاء في هذا البيان الأمر المهول من هذا المنكر السيئ من الحشيش والأفيون والأسلحة النارية وغير ذلك», مؤكدًا أن الإسلام ينبذها, فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهؤلاء بينهم أبناء من بلادنا هداهم الله لكل خير هذه الجرائم العظيمة والمنكرات القبيحة التي تخالف الدين والقيم والفضائل هي سبب ذهاب الدين وإفساد العقول والقضاء على كيان الأمة وجعلها أمة ضائعة, والأمة تحارب من المخدرات والمسكرات، ووالله إنها حرب ضروس وبلاء للأمة الإسلامية, أين الإسلام؟ أين الصلاة التي تنهاك عن المنكر؟ أين قراءة القرآن؟ أين عملك الصالح؟. إن الاشتراك في هذه الجريمة دليل على فساد إيمانك ولو كان في قلبك ذرة من إيمان ما رضيت للأمة الفساد، ترضى على أمتك أن تذهب عقولها وأفكارها؟ هذه المخدرات سبب تشويه الأجنة وإسقاطها مبكراً وسبب كل بلاء وفساد الأعراض وانحلال الأخلاق والقيم وجلب كل المصائب».
وأضاف: «أيها المسلمون إن من سمع هذا الخبر وتفاصيله يدل على أمرين: الأمر الأول يدل على أن الجهات الأمنية جهات موفقة معانة والشكر لله على جهود مكافحة المخدرات وغيرها والجمارك ومن يراقبون الحدود ويكشفون هذه البلايا بأساليب مختلفة وكلما تفنن المجرمون وفقهم الله للقضاء عليهم، إنها بلاء عليك وعلى أولادك، وان سلمت منها أنت فإن هذا المال المأخوذ بهذه الطريقة مال خبيث سحت ضار مؤذ سبب لعذاب الدنيا والآخرة, وسلبوا أموال الناس وسلبوا عقولهم وقضوا على قيمهم وأخلاقهم وفضائلهم، إن الواجب على المسلمين أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يأخذوا على أيدي هؤلاء ويبلغوا عنهم لأن وجودهم في المجتمع بلاء وضرر والمخدرات دمار للدين والصحة مفسدة للأخلاق وغير ذلك من المصايب والبلايا, فيا أيها المسلمين إن هذا الأمر أمر عظيم جداً».
وتابع سماحته يقول: «الأمر الثاني على يقظة رجال الأمن واستعدادهم لمكافحة هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الشديدة, ونسأل الله لهم التوفيق والسداد على كل خير لما يحب ويرضى، فالتعاون معهم في هذه الأفكار الخبيثة أن نكون مسؤوليين عن أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا, هذه المخدرات لا تترك صاحبها حتى لا يبالي عما يريد ويفعل من غير حياء من غير خجل من غير خوف من الله, واسأل الله أن يوفق المسؤولين لكل خير فان هذا جهاد في سبيل الله».