الأمطار تبعث بالروائح الزكية لحبوب اللقاح.. وسط مزارع النخيل بوادي الدواسر ">
وادي الدواسر - قبلان الحزيمي / تصوير - قبلان الحزيمي:
مع مطلع موسم جديد، انطلق الفلاحون ومنتجو التمور بمحافظتي وادي الدواسر والسليل في تلقيح طوالع نخيلهم مستبشرين بإنتاج وفير وخال من الآفات الزراعية بمشيئة الله، خاصة مع تزامن الموسم بالأمطار المتوسطة والرياح الخفيفة التي لها تأثيرها الإيجابي في غسل جريد النخيل وليفها ، وتوفير الرطوبة المناسبة لانتشار الروائح الزكية لحبوب اللقاح بين طوالع النخيل .
وتتميز النخيل عن غيرها من كافة أشجار الفاكهة قاطبة كونها ثنائية المسكن؛ حيث الشجرة الأنثى (حاملة التمر ) مستقلة عن الشجرة الذكرية (فحل النخل) لذا لا يتم التلقيح والإخصاب إلا بنقل لقاح الفحل إلى طلع الأنثى، ويتم ذلك بعدة طرق، فمنها: ما يتم عن طريق الرياح أو الحشرات، إلا أنها طريقة غير مضمونة ونادراً ما تتحقق الفائدة من هذه الطريقة ؛ ومنها ما يتم عن طريق نقل اللقاح عن طريق الفلاحين إلى طوالع النخيل، وقد تستمر هذه العملية قرابة الشهر يعلن فيها الفلاحون حالة الاستنفار القصوى لمتابعة تلقيح نخيلهم، حتى لا تفسد ثمارها عند النضج.
وتختلف النخيل حسب أنواعها وأصنافها في الكميات التي تحتاجها من اللقاح وزمن تلقيحها، فمن النخيل ما يحتاج لكميات عالية من اللقاح فور انفلاقها، ومن ذلك نخيل (الخش خاش) ؛ ومنها ما يحتاج إلى كميات متوسطة خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام من انفلاقها، مثل: نخيل السري وخلاص الحساء والشيشي والشبيبي، وعند التأخير عن تلك الأيام قد تفسد ثمارها، وهو ما يسمى ( بالشيص ) وهو انقسام الثمرة عند نضجها إلى ثلاثة أو أربعة أقسام مثلثة الشكل مدببة الرأس، وهو خلاف الثمر الجيد.
ومن النخيل ما يفضل المزارعون تركه دون لقاح لعدة أيام ولا يؤثر ذلك عليه، ومن ثم تلقيحه بكميات قليلة ومن ذلك خلاص الوادي والمقفزي والصفري ، ولعل سر تأخير لقاحها هو أن ذلك يعطي ثمارا كبيرة الحجم عند النضج.
وقد يلجأ الفلاحون أيضا إلى قص (جذاذ ) الثلث الأعلى من الطلع أو أكثر وبعض من جزئه الأوسط للحصول على تمور جيدة وكبيرة، وذات قيمة غذائية ممتازة عند نضجها؛ ولكن لا يلجأ الفلاحون إلى ذلك إلا مع بعض أنواع النخيل دون الأخرى.
وكما أن نقص اللقاح قد يفسد الثمار فإن زيادته أيضاً عن الحد المعقول قد تفسده أيضاً؛ لذا تحتاج عملية تلقيح النخيل لخبرة، وعمالة مدربة.