يا هلاليين.. حاسبوه قبل أن تندموا ">
كتب - طارق العبودي:
المتابع لأداء الفريق الهلالي يلحظ بوضوح تام انحداراً كبيراً في مستواه الفني كفريق، وهبوطاً حاداً في أداء عدد من لاعبيه، وخصوصاً بعد استئناف النشاط الكروي بعد التوقف؛ إذ لعب الفريق مباريات عدة، لم يكن فيها هو الهلال الذي يعرفه الجميع حيث الإبداع والإمتاع، بل ظهر هلالاً بعيداً كل البُعد عن الهلال الذي «كان» يأسر الألباب، ويمتع الخصوم قبل العشاق، حتى وإن حقق الفوز وحتى وإن تصدر الدوري وفاز بكأس ولي العهد.
قدّم الفريق الأزرق هذا الموسم عامة، وتحديداً بعد فترة التوقف، مستويات هزيلة «ويستثنى من ذلك الشوط الأول في نهائي كأس ولي العهد». فاز بعد العودة من التوقف بشق الأنفس على الوحدة والرائد دورياً، وعلى النهضة والنجوم في كأس الملك، وخسر من التعاون لأول مرة في تاريخه، وتعادل مع الفتح، وخسر من الاتحاد. وبالمناسبة، فهي المرة الأولى التي يخسر من الاتحاد ذهاباً وإياباً منذ 1996م، أي منذ 20 عاماً!! ولم يحصل الفريق الأزرق في الدور الثاني إلا على 7 نقاط من أصل 15 نقطة من فوزين على الوحدة والرائد، وتعادل مع الفتح. وجميع هذه الفرق الثلاثة تصارع بحثاً عن ضمان البقاء.
صحيح أن مستويات عدد من اللاعبين هابطة بشكل يلفت الانتباه، ويدعو للاستغراب، والبعض الآخر منهم يتفرغ للاستعراض والأنانية على حساب الفريق وأعصاب جماهيره.. لكن هذا لا يعفي المدرب اليوناني جورجيوس دونيس من المسؤولية البتة؛ فهو من يقود التمارين، ويتابع عن قرب، ويعتبر المسؤول الأول والأخير عن الأمور الفنية.
وهو الذي يختار التشكيل، ويصر على مشاركة أسماء بعينها مهما كان ضعف مردودهم، وهو من يضع الخطة «إن كان ما يقدمه الهلال يسمى خطة»، وهو من يجري التبديلات أثناء المباريات، وهو من يعجز عن فك تكتلات الفرق المقابلة، وينتظر الفرج يأتيه في الدقائق الأخيرة، وهو من فتح أبواب الهلال على مصراعيها لاستقبال الأهداف بطريقته العقيمة التي حفظها الجميع عن ظهر قلب، وهو من يستنزف جهد ولياقة لاعبيه في المباريات؛ لأنه يبدأ بشكل خاطئ، ثم يطلب منهم الانتفاض لتعديل الوضع، وهو من أفقد الفريق التجانس بسبب إصراره على ما يسمى «التدوير»، وكأنه لا يشارك في المسابقات إلا فريقه، وهو من أشرك لاعبين في غير مراكزهم؛ فالمحور أصبح قلب دفاع، وصانع اللعب بات محوراً، والوسط الأيمن جعله يلعب في الجهة اليسرى، والأيسر تحول إلى الجهة اليمنى.
مع دونيس باتت الفرق الأقل مستوى تتجرأ على الهلال؛ فتهاجم وتسجل وتستأسد، وبات الهلال أمام الفرق القوية يتلقى الخسائر واحدة تلو الأخرى. ولنا في الاتحاد والأهلي وأهلي الإمارات دليل على ذلك.
دونيس مجتهد، لكن ما كل مجتهد مصيب. هو مدرب مرحلة فقط، وانتهت هذه المرحلة.. ربما الوقت لا يساعد على إبعاده، لكن ما زال هناك وقت طويل، وطويل جداً، لمحاسبته؛ فالمناقشة فقط لن تفيد.. يا إدارة الهلال، حاسبوه؛ فهو مدرب محترف، جاء بحثاً عن المال، وليس حباً في ناديكم.. سيرحل يوماً، وسيبقى الهلال.. حاسبوه مثلما تحاسبون المقصّر والمخطئ من اللاعبين.. حاسبوه قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن تندموا، وحينها لن ينفع الندم!!