هشام اليوسف ">
ما أكثر ما ننتقد واقعنا وأوضاعنا وتخلفنا!
ونتطلع إلى حال دولٍ وأممٍ سبقتنا وفاقتنا في مستويات وأصعدة ومجالات عدة. ولا شك أن نقد الخطأ ومعرفة العيب وإدراك النقص ظاهرة صحية ودلالة على الوعي والفهم، لكن التطرف في ذلك حتى نصل إلى جلد الذات، وإحباط الجهود، وتصبح أعيننا أعين السخط التي تبدي المساوئ، ولا ترى الحسن؛ فهذا إجحاف وظلم.
كما أن (عين الرضا عن كل عيب كليلةٌ) في المقابل.
ولا يخفى أن النقد الموضوعي يرفع مستوى الوعي ويساعد في البعد عن الجهل والسطحية. وأنا هنا لا أريد الكلام عن هذا الأمر بقدر ما أريد الحديث عن حال كثيرٍ من الناس حينما يبالغ بالنقد والشكوى والتذمر والتضجر، وهو يحاول فقط أن يرضي نفسه ويشبع رغبته تجاه ما لا يرضاه، ويشعر في نفسه أنه أدّى ما عليه، ولكنه في حقيقة أمره لم يفعل شيئاً ولم يقدم مشروعًا أو عملاً! لكن ليس هذا هو المقصود فقط، بل الحل هو البدء بإصلاح النفس وإكمال نقصها.
أو نكون كما قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
فلو بدأ الإنسان بنفسه؛ وألزمها بما يجب عليها تجاه دينه ومجتمعه ووطنه، وأبعد عنها ما يجب أن تبتعد عنه، لصلحت كثير من أحوالنا؛ فكن أداةَ بناء لا معولَ هدم..